أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيف المفتي - عندما يوثق لواء الشرطة














المزيد.....

عندما يوثق لواء الشرطة


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
كتابه ينطق صدقا وحيادية من المقدمة الذي ابتدئها قائلا " ابتداء انا لست روائيا أو كاتبا قصصيا يضع في مخيلته احداثا ويختار بدايتها ونهاياتها"
أخذنا اللواء المتقاعد طارق متعب ابن العراق من مدينة أم الربيعين معه بإدارة جهاز الشرطة في خمسة محافظات، مستصحبنا معه خلال جرائم كثيرة ومهام كبيرة أنيطت بالشرطة كتفتيش الدور في مدينة كاملة بحثا عن السلاح وما يتعلق بهذه المهمة الكبيرة والحساسة أولا من الناحية اللوجستية وثانيا من ناحية النسيج المجتمعي وما يرتبط بثقافة العراق من ولاءات عشائرية ومحسوبات وعلاقات و ( واسطات) على أعلى المستويات.
لم أكن أنتظر منه هذا الكم من الانصاف تجاه حكم جار عليه وظلمه وقام بعد ذلك بفصله عن عمله الذي كان يعشقه، رغم ذلك يقدم لنا عمل الشرطة في تلك الحقبة بطريقة مهنية ويصف لنا تدخل أصحاب المناصب والمقربين من العشيرة الحاكمة في عمل الشرطة وهكذا تتضح لنا صورة قاتمة تشرح لنا كيف كانت تدار الدولة العراقية. من جانب آخر نرى كيف أن الفساد بدأ يدخل مؤسسات الدولة ويتسلل الى السلطة التنفيذية واكتشاف شرطة فاسدين وكيفية التعامل معهم. ليس غريبا إذا تذكرنا أننا نتحدث عن فترة الحرب.
ما بين سطور هذا الكتاب نجد حقيقة تدهور العمل المؤسساتي في العراق وكشف الكثير من أسبابه كما يكشف هو شخصيا المجرمين ويقبض عليهم.
خصوصا بعد أن أصبح وطبان الحسن الأخ الغير شقيق لصدام حسين، رجل معروف بنزواته وسلوكياته المرتبطة بمزاجه المتقلب لا شيء آخر. وكما يقول السيد طارق متعب " الجهاز التنفيذي الذي يعيش نبض الناس بصورة مباشرة هو ذاته من ينفذ أوامر وتعليمات كل المؤسسات في البلد أيضا وعلى راسها السلطة القضائية وجهازها القضائي المتمثل فيما يصدره القضاء سواء في مراحل التحقيق أو في الفصل والحكم بين الناس"
يأخذنا الكاتب بعد ذلك بلغة بسيطة سهلة عبر مشوار حياته المهني لكي نفهم معنى الخبرة المكتسبة خلال عمله منذ البداية كضابط مبتدأ وتدرجه في العمل الى القيادة وكيفيه تعامله لأحقاق الحق مع أناس في بعض الأحيان كلامهم وصداقاتهم تعني القانون ذاته.
يقول الكاتب لم يخطر ببالي أن حياتي الوظيفية ستنتهي بنهاية الشهيدة ليلى العطار، رغم قيامه بما يتوجب عليه إلا أنه عزل عن العمل لمزاجيات القيادات العراقية.
عندما ننظر الى إنجازاته المهنية وطريقة عمله نعتقد أن كل ما ينتظره هو الشكر على إنجازاته وخصوصا على طريقة عمله الريادي في زمن غير تقليدي، قامت القيادة العراقية بفصله مع كتاب شكر وامتنان.
قبل قراءة الكتاب سمعت أن هذا الكتاب سيترجم الى اللغة الكردية فبدأت بالتساؤل عن أهمية هذا الكتاب.
بما لا يقبل الشك أن القيادات الكردية مهنية بشكل أكبر من بقية القيادات في العراق وترى التشابه ما بين السابق والحاضر ولا تريد أن تمر محافظات الإقليم الثلاثة بما تمر به بقية المحافظات العراقية، مجرد التفكير بترجمته أجدها شجاعة وخطوة نحو الامام لـ الإقليم، يا ترى هل سيدرس في كلية الشرطة في بغداد؟
وضح لنا من خلال مسيرة عمله في السليمانية كيف كانت الأحوال في المحافظات الشمالية في زمن المعارضة ونزول المقاتلين الكورد ليلا الى المدن وكيفية تعامله مع من سجن منهم ومع من أوقف عن العمل من الكورد العاملين في جهاز الشرطة بسبب ولاءاتهم وكيفية بناء الثقة بين الشرطة التابعة لنظام تقاتله المعارضة الكردية. في الزمن الصعب كان الرجل الصحيح لحل أزمة ثم يصدر أمر نقله الى مكان بعيد عن الميدان الذي حقق فيه أكبر إنجازاته ويحدث الأمر معه لعدة مرات. أمر يوضح لنا أن العراق كان دولة مؤسسات غير حقيقية، تحكمها الرغبات والقرارات الآنية المستعجلة.
أنصح بقراءة كتاب ضحايا وخفايا بحيادية تشبه حيادية الكاتب، لكي نرى بقلوبنا قبل عيوننا ما كان يجري وراء الكواليس في عراق البارحة ونقارنه بحاضرنا، عندها نستطيع الإجابة على السؤال المهم.
- ماهي الدروس المستنبطة من كل الدروس القاسية التي مر بها العراق؟



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المقهى
- مظاهرة أوسلو مع اكبر علم عراقي
- احتضار الطائفية في العراق
- رواية ديسفيرال ل نوزت شمدين. قراءة واحدة لا تكفي!
- زالماي خليل زاده وطالبان!
- الساعة الرابعة وعشرين دقيقة!
- ضياع البوصلة الأخلاقية!
- محمد شكري ضحية الجرأة والابداع والتفرد.
- أشبال الخلافة كالانسان الآلي !
- الموصل غضب عارم!
- الخراب يفترس الزمن العراقي!
- نهضة الصالون الادبي
- باب ضمير العالم!
- يأمرني بالبر و ينسى نفسه!
- التمثال أكرم منا جميعاً!
- أخذ ابي المدينة معه - رحمة الله عليه-
- الاستفتاء ازمة اخلاقيات مهنية
- صالون زكية خيرهم الادبي و الثقافي
- عراق جديد و دعم نرويجي
- فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيف المفتي - عندما يوثق لواء الشرطة