أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي عبد الجليل - قراءة كريستوف لُكسنبرغ: ما لها وما عليها















المزيد.....



قراءة كريستوف لُكسنبرغ: ما لها وما عليها


محمد علي عبد الجليل

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 23:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لِلجماعاتِ البشرية سلوكٌ قطيعيٌّ (comportement grégaire) حيوانيّ، حسب غوستاف لوبون في كتابه «سيكولوجية الجماهير» (Psychologie des Foules) (1895). وهذه القطيعيةُ البشرية رُمِزَ إليها في سفر رؤيا يوحنا بِـ«الوحش» الذي رُبَّـما هو رَمزٌ لإمبراطورية روما. وقد أشار القرآنُ إلى التشابُهِ بين التجمُّعات البشرية والتجمُّعات الحيوانية في الآية : «وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيهِ إِلاَّ أُمَـمٌ أَمثالُكُم» (الأنعام، 38).

يَـمتلكُ هذا التجمُّعُ القطيعيُّ ذاكِرةً قطيعية أَشْبَهَ بالذاكرة السَّمَكيَّة القصيرة الّتي لا تهتمّ بالتفاصيل ولا تحتفظ بها طويلاً. فالذاكرةُ الـجَمعية القطيعية يهمُّها بقاءُ الجماعة كوحدة مستقلّة، فـتَحفَظ في جينات الكائن الحي الذكرياتِ التي تساعده على بقائه وبقاء الجماعة. إن الذاكرة الجماهيرية القطيعية ذاكرة هَشَّة إلى درجة أنه لو كانت فعلاً كعبةُ المسلمينَ الأوائلِ (جماعة «الذين آمَنوا») في البتراء وتَـمَّ نَقلُها إلى مَكَّةَ الحاليةِ لـمَا أَحدَثَ ذلك النقلُ شيئًا مُهِمًّا لدى الجماهير اللاحقة وَلَـنَـسِيَـهُ المسلمون على المدى الطويل، وخاصةً إذا عرفنا بوجود عشرات الكعبات في زمن ظهور الإسلام وقبلَه في الـمنطقة الجغرافية والثقافية التي ظهر فيها الإسلامُ، مِـمَّا قد يُسَهِّلُ الانتقالَ بين كَعبتَين موجودَتين، مِن كعبةٍ مُهِمَّة إلى كعبةٍ مُهمَلة أو أقلّ أهميَّة أو مِن كَعبة خاصّة بجماعة أو قبيلة إلى كعبة خاصة بجماعة أخرى.

لِنُعطِ أمثلةً معاصِرة على هشاشة الذاكرة الجمعية من الناحية اللغوية. هناك في الأغاني العربية كلماتٌ صعبة وغير مفهومة للغالبية من المستمعين العرب، وأغلبُ هذه الكلمات مكتوبة بطريقة خاطئة. وهذه أمثلة :
1- طَقطوقة صباح فخري «صِيد العَصارِي * يا سَمَك يا بُنِّي ! * تِلعَب بِالـمَيَّة. * لِعبَك يِعچبني» : لا يَعرِف أغلبُ المستمعين مَعنى «العَصاري» وَ«البُنِّيّ». فَـ«العَصاري» : صَيدُ العَصر. و«الـبُنِّيّ» : نَوع من السَّمَك الشّبّوطيّ في دِجلةَ والفُراتِ.
2- أغنية صباح فخري الفُلكلورية : «وِحياةْ عِينَيَّ ما مِيل لِلغير! * وَانا كَلامي پارول دونّيه» : الصوابُ : «پارول دونِّـيـر»، مِن الفرنسية : parole d’honneur بِـمعنى : «وَعدُ شَرَفٍ». فينبغي أن تكون القافية راءً («دونِّير») حتَّى تنسجمَ مع قافية الشطر الأوَّل («لِلغير»).
3- أغنية الأَخَوَين رحباني بصوت وديع الصافي ثُـمَّ بصَوت فيروز «شالِك» : «ويِـبـقوا بْـنَـيّات السُّمر، * وْحَدُّنْ صِبْـيان. * دْيايِيْرُن زِرق وحُمر، * ويا شْكال شْكال» : الصوابُ : «تْـيَايِيْرُنْ» (وليسَ «دْيايِيْرُن»)، أيْ : طْيَايِيْرُنْ، وهِيَ طَيَّاراتُهم الورقيَّة [cerfs-volants].
4- أغنية صباح فخري : «فوق النخل فوق» : الصوابُ : «فوق، إلنا خِلّ»، أي : في الأعلى، أو في المنطقة الفَوقيَّة، أو في الـحَيّ الفَوقاني، لدينا صاحِبٌ، أو صديقٌ، أو خليلٌ.
5- أغنية جورجيت صايغ «زِنْ لِي وْقِـيِّـة * حَـلَـوِة جَوزِيِّة» وَضعوا عنوانَها على اليوتيوب هكذا : Delly (دلي دلي)، والصوابُ : «زِنْ لِي» أيْ : أَعطِني ما وَزنُه أُوقيَّةٌ مِن الـحَلْوى بِالـجَوز.
6- مَوَّال عَتابا طَعّان أسعد بِصَوت وديع الصافي : «حَـواري لْـحَـبَّها قلبي مَِهُـوْدَيْـن. / وَهَبْنا القلب لِلغالي مِهَوْدَِيْـن [أو : ما هُوْ دَين]. / دِيـْـنِ لْـحَـلَّلِ الفُـرْقَة ما هُـوْ دِيْـن. / وْلا نَـصُّـو الشَّـرع يا أَغلى الِـحـباب.» هذا الـمَوَّالُ صعبُ الفهمِ حتّى على اللبنانيين؛ وقد شَرحَ لي كلماتِه الأخُ جورج الصافي ابن الـمُطرِب الـمرحوم وديع الصافي، هكذا : [1] «حَـواري» : جَـمْـعُ «حارَة» : حَـيّ صغيـر. [2] «مَـهُـوْدَيــن» : مُـخَـفَّـفٌ مِن «مُـهَـوِّدِينَ»، أَيْ : نازِليـنَ عَلى مَهَلٍ. [3] «مِـهَــوْدَيـن» مُـخَـفَّـفٌ مِن «مُـهاوِدين» («هاوَدَ» في البَيعِ : ساوَمَ)، أيْ مُـرَخِّـصِـيـنَ السِّـعـرَ. ولكنَّ السياق يقبل أكثر عِبارة «ما هُوْ دَين» أيْ ليسَ دَيناً بل هِبة. والـمَقصودُ من الـمَوَّال هو التالي : إنَّ الأحياء الّتي أَحبَبْتُها أُحِسُّها كأنَّها تنزِلُ نحوي لِتُلاقيَني بالترحاب عِندما آتي لزيارة حبيبي. ففي هذه الأحياء يسكنُ الحبيبُ الغالي الّذي قَدَّمتُ له قلبي هِبةً لا دَينًا. فإذا افترقنا ففِراقَ الأَحِبَّةِ حَرامٌ في الدِّين والشرع، وأيُّ دِينٍ يحلِّلُ الفِراقَ لا يمكنُ اعتبارُه دِينًا.

ومن النادر جداً أنْ نَجِدَ مَن يَعرِفُ مَعنى «الدلعونا» وَ«هِـلَّكْ وْمِـسِـتْـهِـلَّك» و«الهَُــوَّارة» وَ«الرُّوزَنَة». وقد وصلَتْ إلينا هذه الأغاني بالتواتر سماعيًّا بإِخبارِ جَمْعٍ عَن جَمعٍ يَستحيلُ تَواطُؤهُم عَلى الكَذِب طَبَقةً بَعدَ طَبقةٍ حَتَّى وَصَلَتْ إلينا مَحفوظَةً.

إذا كانت الأغاني الحديثةُ الـمعاصِرةُ الموجودة صوتيًّا قد تَـمَّتْ كتابةُ بَعضِ كَلماتِها خَطَأً فكَيفَ بالقرآن الذي كُتِبَ في القرن السابع الميلادي بَعدَ إعلانِه شفهيًّا أو بَعدَ تَرجمتِه ونَقلِهِ مِن لُغة [أو لهجةٍ] قَريبة من العَربية المِعيارية أو من لُغة عربية مكتوبةٍ بِخَطّ غَيرِ عربي أو بخط عربي مُحِـيَت بعضُ كلماتِه بِفعلِ الزمنِ وعواملِ الطقسِ؟ هذا قد يَدعَم فكرةَ الباحث كريستوف لُكسنبرغ [لوكسَنْبَرغ] (Christoph Luxenberg) (اسم مستعار لأستاذ جامعي في ألمانيا، من أصول لُبنانية) بوجود أخطاء في النقل في النصّ القُرآني، وذلك في كتابِهِ : «قِراءة آرامية سريانية للقُرآن : مساهَمة في فَـكِّ رُموزِ لُـغةِ القرآنِ» الّذي نُشِرَ بالألمانية سَنَةَ 2000 وبالإنكليزية سَنَةَ 2007، حيثُ يَفتَرِض أنَّ أجزاءً مِن القُرآن كُتِبَت بِلُغة سريانية أو بأحرُف سريانية ثم رُسِمَتْ بِأحرف عربية.

وفِكرةُ خطأِ النقلِ التي يستند عليها لُكسنبرغ ليست جديدةً بل طُرِقَت مُنذُ الإسلام الـمُبكِّر. فخطأُ الناسخ وَرَدَ في السردية الإسلامية، كما في حديث عائشة («هذا عمل الكُتَّاب، أَخطَأُوا في الكِتَاب»)، وكما في قراءة الضحاكِ بن مُزاحِمٍ لآية «وقضى ربك» (الإسراء، 23) حيثُ قرأَها : «ووَصَّى رَبُّك» مبرِّراً أنهم أَلصَقُوا الواوَ بالصادِ فصارت قافًا. واختلافُ القراءة لاختلافِ التنقيط واردٌ في السردية الإسلامية كما في الآية 19 من سورة الزخرف («وَجَعَلُوا الـمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ [عِنْدَ] الرَّحْمَنِ إِنَاثًا») حيث قُرِئَتْ كَلِمةُ «عـىـد» قِرائتَينِ : 1)-«عِـبادُ» (حسب رِواية حَفصٍ عن عاصمٍ)، وَ2)-«عِـنْـدَ» (حسب رِوايةِ وَرْشٍ عَن نافعٍ).

نُضيف إلى ذلك وجودَ كلماتٍ غيرِ مفهومةٍ أو غيرِ منطقيةٍ في القرآن (مثل : «رِكْزا» (مريم، 98)، «بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ» (الإسراء، 64)، وغيرها). فما فَعلَه لُكسنبرغُ هو تقديم قراءة منطقية مفهومة. وقد نـَجحَ في بعض الكلمات وربَّـما لم يَـنجحْ في البعض الآخَر. ولكنَّ مِثلَ هذه القراءات القُرآنيةِ الحاليَّة، مهما كانت غيرَ منطقيةٍ ومتهافتةً ولا أصلَ لها مُعجمياً أو دلالياً، تَـمتلِكُ مَنطقَها الخاصَّ الذي هو مَنطِقُ العَدَدِ أو الـمَنطق الجماهيري القطيعي، أيْ أنها استمدَّت قوَّتَها من كَثرة المؤمنين بقُدسِيَّتِها.

بحسب السردية الإسلامية، جَمَعَ عُثمانُ القُرآنَ في سَنة 25 هجرية وأوصى باختيار لُغة قُريش إذا اختلفوا. وهذا يعني أن نصوص القرآن كانت مبعثرةً وكان مُختلَفاً عليها. ويستحيل عَملياً على فريق من أربعة أو خمسة أو حتى عشرة أفراد أنْ يَجمَعوا كُلَّ النصوص القرآنية الـمبعثرة الـمشتَّتة خصوصًا بعد مَقتل أكثر حَفَظة القرآن (وعَددُهم سبعون حافظاً، وقيل : خَمسُمِئة) في معركة اليمامة (عقرباء) في حروب الرِّدَّة سَنَة 11 هجرية في عهد أبي بكر. وكيف لنا أن نَعرِفَ ماهيَّة النصوص القرآنية الّتي أتلَفَها عُثمانُ والّتي كان إتلافُها أحدَ أسباب مقتلِه؟ وقد أورَدَت السرديةُ الإسلامية أنّ عثمان اختار لمهمة نَسْخِ الـمَصاحف أربعةً فقط هم : 1-زيد بن ثابت؛ 2-وعبد الله بن الزبير؛ 3-وسعيد بن العاص؛ 4-وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأنّ زيداً رُبَّما شهِدَ العَرضة الأخيرة للقرآن مع النبي قبل وفاته، وأنَّ ابن مسعود اعترض على تولية زيد بن ثابت نَسخَ المصاحف. إنّ الصراعاتِ والإشكالياتِ التي رافقَت جَمْعَ مصحفِ عثمانَ كَنَصٍّ رَسمي تأسيسي (ڤولغاتا) لا بدَّ أن تكون قد تركَت إشكالياتٍ ونواقصَ في المصحف العثماني حيَّرَت المفسّرين وذهبوا في تبريرها مذاهبَ شتَّى.


مشروعية قراءة لُكسنبرغ :
1- وجود إشكالية في الفهم لدى واضعي التفاسير المعتمَدة : استخدم الطَّبَرِيُّ كثيراً عبارةَ «اختلف أهل التأويل». وأعطى بعضَ الكلمات تفاسيرَ متناقضة وغيرَ منسجمة مع سياق النص ولا مع جذر الكلمة. مِـمَّا يَدُلُّ على عدم فهم المعنى. وكمثال على ذلك، أورَدَ الطبريُّ في تفسير «الفَلَق» عِدَّةَ أقوال متضاربة : 1-سِجن في جَهَنَّم، 2-جُبّ [بِئر عميقة] في جَهنَّم، 3-اسم من أسماء جَهنَّم، 4-الصبح أو النهار، 5-الخَلق. وفسَّر الطبريُّ الآيةَ : «وأَنا خَيْرُ الـمُنْزِلِـينَ» هكذا : «وأنا خير من أُنزِلَ ضيفًا علـى نَفسِه من الناس بهذه البلدة». وهذه القراءةُ خاطئةٌ من وجهة نظر تداولية (سِياقيَّة أو مَقاميَّة أو ذرائعية pragmatique). وكلمةُ «تَـتْـرا» (المؤمنون، 44) جعلوا أصلَها «وتر» بدون رابط صَرفيّ (مورفولوجي) وجعلوها على وزن فَعلى المؤنث مع أنها رُسِمَتْ بالألف الممدودة. وشَـبَّـهوها بـمِعزَى ومَعزاً لـيُشَرِّعوا كتابتَها بالألف المقصورة (الياء). وهناك مئاتُ الأمثلة. وربَّـما تصل نسبةُ الكلمات الإشكالية إلى عشرين بالـمِئة من كلمات القرآن.
لقد أحدَثَ لُكسنبرغُ قطيعةً مع التُّراث التفسيريّ القُرآنيّ النقليّ وربطَ تفسيرَ القرآنِ بِعِلم اللغة (الفيلولوجيا أو فقه اللغة وتأثيل الكلمات). والهدف هو إعطاء نصّ منطقي. ولفتَ الانتباهَ إلى وجود مشكلة متجاهَلة لا تُـحَـلُّ باللجوء إلى التراث التفسيري والـمعجمي بل بالمنهج العلمي اللغوي الفيلولوجي على ضوء لهجة قريبة من العربية هي السريانية التي ساهمَت على الأرجح في صناعة القرآن.
2- في القرآن عدة لُغات [لَهَجات] وألسُن بحسب الـمُفَسِّرين، وخاصةً السيوطي في «الإتقان». («في القرآن من اللغات خمسون لغةً [لهجة ولغة [لسان]]». (الإتقان، ص 286).)
3- السريانية والعربية والعِبرية كانت لهجاتٍ متقاربِةً. فقراءةُ القرآن على ضوء لهجة أخرى من شأنه أنْ يَحُلَّ بعضَ الإشكاليات.
4- وجود آيات متناقضة وغير منطقية (مثل آية «أُوفِي الكَيلَ وَأَنا خَيرُ الـمُنزِلِينَ» (يوسف، 59) وآية «عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ» (الشعراء 22)). ولذلك يتبنَّى لُكسنبرغُ معيارَ معقولية القراءة ومنطقيتها وانسجامها مع سياق الآية والقرآن.
5- يَرجِع لُكسنبرغ، قبَلَ اقتراحِ قراءته السريانية للكلمات الإشكالية، إلى تفسير الطبري ومعجَم لسان العرب لشموليتهما وقِدمهما، ثم يقوم بتغيير التنقيط العربي للحصول على قراءة منطقية.

حتى لو اختلفنا مع قراءات كريستوف لُكسنبرغ للقرآن على ضوء السريانية، تكتسب أطروحتُه أهميةً كبيرة من كونها قدّمت تفسيراً معقولاً ومبرهَنًا عليه لغوياً لكثير من الكلمات والعبارات الإشكالية التي حيّرت علماءَ التفسير. وكان تفسير لُكسنبرغ غالبًا أكثرَ منطقية وانسجامًا مع روح النص القرآني.

وإليكم بعضَ الأمثلة :
1- في الآية : «وَتِلْكَ نِعمَةٌ تَـمُـنُّـها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ» (الشعراء، 22)، اقترح لُكسنبرغ قراءةَ «إنْ عَبَّرْتَ» (وليس: «أنْ عَبَّدْتَ»)، أَيْ : إنْ سَمَحتَ لهم بالعبور والخروج. وقد اضطُرَّ الطبري لإضافة كلمة «وتركتَني» حتى يستقيمَ المعنى : «اتَّخَذتَهم عبيدًا لكَ وتركتَني». وقد شَرَحَ الطبريُّ «عَبَّدَ» بِـ«اتّخاذِهم عبيدًا» وهذا غير صحيح لغويًا لأنَّ وزنَ أو صيغة «فَعَّلَ» تُشير إلى : التعدية [مثل : «سَمَّعَ»] أو التكثير والمبالغة [مثل : «غَلَّقَ» و«قَطَّعَ»] أو معنى الفعل المجرَّد [مثل : «غنَّى»] أو السلب والإزالة [مثل : «قَرَّدَ» البعير : أزال قُرادَه] أو النسبة إلى أصل الفعل [مثل : «فسَّقَ» و«كَفَّرَ» أيْ : نَسَبَ إلى الفِسق والكُفر] أو التوجُّه [مثل : «شرَّقَ» و«غرَّبَ»] أو الصيرورة [مثل : «ورَّقَ» الشَّجَرُ و«زَهَّرَ»].
2- في الآية : «وكَم أَهْلَكْنا قَبْلَهُم مِن قَرْنٍ هَلْ تُـحِسُّ مِنْهُم مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا» (مريم، 98)، اقترحَ لُكسنبرغ : «ذِكرا» بدلاً من «رِكزا»، مُبيّنًا أن الخلط ناتج عن تشابه رسم الدال والراء في الكرشوني. نشير هنا إلى أنَّ معنى الجذر «ركز» هو : غَرَزَ شيئاً منتصباً كالرمح، ومِنهُ : «مَركَز» الرجل : مَوضِعُه. وبالتالي فمعنى الصوت الّذي اقترحه المفسّرون لكلمة «رِكز» هو معنىً دخيلٌ ومُقحَم على الحقل الدلالي للجذر «ركز».
3- في الآية : «وَإِذْ يَـمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِـيُـثْـبِـتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَـمْكُرُونَ وَيَـمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الـمَاكِرِينَ» (الأنفال، 30)، لقد حَيَّرَتْ كلمةُ «لِيُثْبِتُوكَ» المفسِّرين فقال الطبريُّ : «واختلفَ أهلُ التأويل في تأويل قوله "لِيُثْبِتوك"»، ولذلك قرأها لُكسنبرغُ : «لِـيُـبيدوكَ»، وهذه القراءةُ منسجمةٌ مع السياق ومع الفعل «يَقْتُلُوكَ». نُلاحظُ أنَّ الطبري فسَّرَ «لِيُثْبِتُوكَ» بمعنى : «ليوثقوك» ولكنَّ القرآن استخدمَ الفعل «ثَـبّت» بمعنى : الاستقرار والدوام على المكان والتشجيع، مثل قوله : «إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الـمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُوا» (الأنفال، 12)، «وثَـبِّـتْ اقدامَنا» (البقرة 250، وآل عمران 147).
4- الآية : «قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَـنُـبَـيِّـتَـنَّـهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ» (سورة النمل، 49) قَرَأَها لُكسنبرغ : «قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَـنُبِيدَنَّه وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلاهُ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ». وقد فسَّرَ الطبريُّ فعل «لَـنُـبَـيِّـتَـنَّـهُ» بـمعنى: «لَـنقتلنّه». ولذلك قرأها لُكسنبرغ : «لَـنُـبِـيـدَنَّـه» (مِن الإبادة).
5- في الآية : «وَلَـمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُم مِنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الكَيْلَ وَأَنا خَيْرُ الـمُـنزِلِينَ" (يوسف، 59)، فسَّرَ الطبريُّ «الـمُنزِلين» هكذا : «ألا تَرَوْنَ أنّـي أوفِـي الكَيْـلِ فلا أَبخَسُه أَحدًا وأنا خَيْرُ الـمُنْزِلِـينَ، وأنا خَيرُ مَن أُنزِلَ ضَيفًا عَلـى نَفسِه مِن الناس بهذه البلدة، فأنا أضيفكم». ولكنَّ لُكسنبرغ فسَّرَ «الـمُنزِلين» بِـ«الكَيَّاليـن» أَو «الـمُجازِين»، مِن السريانية «نَزلا» أَيْ «جَزاء». وتفسيرُ لُكسنبرغ منسجم مع سياق الآية ومع عبارة «أُوفي الكَيل» السابقة. وبِهذا الـمَـعنى يُـمكِن أيضًا تفسيُر «النَّزْل« (أو «النُّزُل») في آيات أخرى ومنها : «هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ»، أيْ : هَذا جَزاؤهم يَومَ الـحُكْمِ.
6- في الآية : «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ." (آل عمران، 123)، تعني كلمةُ «أَذِلَّة» حسب قراءة لُكسنبرغ : «أَقِلَّة»، مِن كَلمة «دْلِيلا» السريانية بِـمعنى : «قَليل». ومعنى القِلَّة في العدد منسجم أكثر مع سياق الآية الّتي تتكلّم عن النصر في معركة. وما زِلنا نَقول في العامِّيَّة القَلَمونية (ريف دمشق، وتحديدًا بلدة رنكوس) : «قَـمْـحاتْ أو سَجَرات دِلِّـيـلـِيـن» (عَكْس :«عَـبـايـا»)، بِـمَعنى: سَنابلُ قمحٍ أو أشجارٌ قَليلةٌ غير كثيفة).

قُـوَّةُ مَنهَج لُكسنبرغ تأتي مِن وُجوهٍ كثيرةٍ أَهَمُّها :
1-تقديـمُ قراءة منطقية لكلمات إشكالية حَيَّرت قُدماءَ الـمُفَسِّرين فاختلفوا فيها وذهبوا في تفسيرها مَذاهبَ شتَّى، واستنادُه إلى منطقية سياق الكلمة في الجملة وفي الآية وفي القرآن كَكُلٍّ.فـمَنهجُه منهج متماسِك دلاليًا (مَعنويًّا) وتَداوُليًا (سِياقيًّا). ومِثالٌ على منطقية قراءة لُكسنبرغ الآيةُ الّتي يُخاطِبُ فيها اللهُ الشيطانَ : «واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُم فِي الأَموَالِ وَالأَولَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا» (الإسراء، 64)؛ هذه الآيةُ حيّرَت الطبريَّ وفسَّرَها تفسيرًا يبدو ركيكًا فيه ترقيعٌ وخيالٌ فقال :

«واستَفْزِزْ : واستَخْفِفْ واستَجْهِلْ […] واختَلَفَ أَهلُ التأويل في الصَّوت الَّذي عَناه جَلَّ ثَناؤه بقوله : "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ"، فقال بَعضُهم : صَوتُ الغِناء واللَّعِبِ أو الدعاءِ [...] وأَجمِعْ عَلَيهم مِن رُكبان جُنْدِكَ وَمُشاتِهم مَن يَجلُِبُ عَليها بالدُّعاء إلى طاعتِكَ […]. «بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ» : كُلُّ راكبٍ وماشٍ في معاصي الله تعالى […]. إنَّ للشيطانِ خَيلاً وِرَجِلًا مِنَ الـجِنِّ والإنس […]. وأَمَّا قوله "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأولاد" فإنَّ أهلَ التأويل اختلفوا في المشاركة التي عُنِيَتْ بقوله فقال بعضُهم : هو أَمْرُهُ إيَّاهم بإنفاق أموالهم في غير طاعة الله واكتسابهموها من غير حلها.»

أمّا قراءةُ لُكسنبرغ للآية السابقة (64 من سورة الإسراء) فهي هكذا : «واستَفْرِدْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوبِكَ وأَخْلِب [اِخدَع] (أو : وأَعلِبْ [اغدُرْ (مِن "عْلاب")] عَلَيهِم بِـحِـيَـلِكَ وَدَجَلِكَ وَشَرِّكْهُم [أَغرِهِم] في الأَموَالِ وَالأَولَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا». هذه القراءة اللُّكسمبُرغية منطقية تنسجم مع روح القرآن وتوضح عَمَلَ الشيطانِ ومبرهَنٌ عليها لُغوياً؛ يقال مَثلاً : «خَلَبَ عَقْلَهُ» سَلَبَهُ إِيَّاهُ، وفَتَنَهُ، أَيْ خَدَعَهُ بِحُلْوِ الكَلاَمِ. والفعلُ «شَرَّكَ» يمكنُ فهمُه بمعنَى : «نَصَبَ شَرَكًا» والشَّرَكُ هو فَخٌّ ومَصيدةٌ وكَمين، وهذا المعنى منسجم مع مفهوم الشيطان، كما في الحديث النبوي : «أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومنْ شرِّ الشيطانِ وشِركهِ». فقراءة لُكسنبرغ تقولُ إنَّ اللهَ يقول للشيطان : "استفرِد إلى ناحيتِك وصَفِّكَ مَن تَستطيعُ عليه مِن ذُرِّيّة آدمَ واخدَعهم بحِيَلِكَ وكَذِبِكَ ودَجَلِكَ واخدَعهم بإغراءات الأموال والأولاد وقدِّم لهم الوعودَ فوعودُكَ خادعة".
مثالٌ آخَرُ على منطقية قراءة لُكسنبرغ وانسجامها مع سياق القرآن هو الآية : «فأخذتهم الرَّجفةُ» (الأعراف، 78 و91 و155)، حيث قرأها لُكسنبرغ : «فأخذتهم الزَّعقةُ»، أي الصيحة العالية، وهو ما أكدته آياتٌ أخرى : «فأخذتهم الصيحة» (المؤمنون، 41، والِحجر، 73 و83، وهود، 67 و94). وقد فَسَّروا «الرَّجفة» بِـ«الصيحة»، ولذلك فإنَّ قراءة «الرجفة» تبدو خاطئًة لأنَّ جَذرَها له مَعنى آخَر وهو الاضطراب الشديد.

2- استنادُ لُكسنبرغ إلى تأثيل الكلمة سريانيًا وعربيًا لإثبات خطئها أو غرابتها أو لإثبات صحة القراءة المقترَحة وإظهارُ سبب الخطأ الناتج غالبًا عن خلط بين رَسم الأحرُف العربية والسريانية. فمثلاً : قَرأَ «قَضَى نَحبَه» هكذا : «قضى بَحنَه»، أَي : قَضَى اختبارَه، مِن «بْحان» (أو «بحن») بِـمَعنى : مَحن ومِحنة. أمَّا «النَّحب» فهي كلمة قرآنية فريدة (أيْ مِن الـمَفاريدِ، hapax) دخلَت العربيةَ بمعنى «الأَجَل أو الـمَوت» عن طريق قراءة خاطئة للقرآن، بحسب لُكسنبرغ، إذْ أَنَّ جَذر «نَحَبَ» في اللغات الساميَّة يعني : «صاحت الناقة بحثًا عن ولدها» (اللغة الـمَهرية والـجَبّاليّة)، أو «صاحت الناقة» (الـحرسوسية)، أو «صَرَخَ وَنَبَحَ» (السقرطية)، أو «سافَرَ سَريعًا أو احتلَّ» (السبئية)، وفي العربية، «نَحَبَ» : «رَفَعَ صوتَه بِالبُكاءِ الطويل أو الشديد»، وبالتالي يكون معنى «الَأجَل» و«الـمَوت» دخيلاً على الحقل الدلالي لكلمة «نَحَبَ» وغيرَ منسجم تمامًا مع سياق الآية.
وقد قرأَ لُكسنبرغُ «فَأَجَاءَها الـمَغاصُ» (مريم، 23) (وهو ألم البطن) بدلاً من «فَأَجَاءَهَا الـمَخاضُ» وذلك لأنَّ كلمة «مَخاض» بحسب العربية اسمُ مكانٍ وهو مكان الخَوض أي الاقتحام. وقَرَأَ «رجمًا بالغيب» (الكهف، 22) هكذا : «زَعمًا بالغَيب»، وبَرَّرَ أنَّ الخلط بين «زَعما» و«رَجما» ناتـجٌ عن تَشابُهِ العين السريانية والجيم العربية، فقرأَ المسلمون الأوائلُ «وأَعلِبْ [مِن "علاب" : اظلُم واغدُر] عليهم بِحِيَلِكَ» هكذا : «وأَجلِبْ عليهم بِخَيلِكَ».
وقرَأ لُكسنبرغُ الفعل «ألقى» (بمعنى : لَقِيَ وَوَجَدَ) بدلاً من «أَلفى» في الآيتين :« بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا» (البقرة، 170)، «وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ» (يوسُف، 25)، معتبراً أنَّ الفعل «ألفى» ليس له أصل عربي. نشير هنا إلى أنَّ العاميّة الـمَشرقية تستخدم هذا الفعل بمعنى «رَجَعَ» أو «تَرَدَّدَ على مكان» وليس بمعنى «لَقِيَ»، يقال : «لِـفِـيْ عَ البَيت» : رَجَعَ.
وقرأَ لُكسنبرغُ «ثُمَّ أَرسلْنا رُسُلَنا تَـتْـرا» (الـمؤمنون، 44) هكذا : «ثُمَّ أَرسلْنا رُسُلَنا نُذُرا»، أيْ : مُنْذِرين، وهي قراءة منطقية منسجمة مع سياق القُرآن. وواضحٌ أنَّ «تَتْرا» لا أصلَ لها، كما رأينا سابقًا، ولا يمكن أنْ يكونَ أَصلُ «تَتْرا» هو «وَتَرَ» لأنه لا يمكن من ناحية اشتقاقية أنْ تَنقلبَ واو «وَتَر» إلى تاء («تتر»). وقد يظنُّ البعضُ أنَّ الواو قد تنقلبُ إلى تاء فيعطي مثالاً الفِعل «وَصَلَ» ومَزيدَه «اِتَّصَلَ» والحقيقةُ هي أنَّ التاء ليست مقلوبة عن الواو بل هي تاء صيغة «افتعلَ» والواو قد حُذِفَت وعُوِّضَ عنها بِـشَدَّة، والأصل : «اِوْتَصَل» فصارتَ : «اِتَّصَلَ».

3- ومن خلال القراءة الآرامية السريانية توصَّلَ لوسكنبرغُ إلى أنّ القراءة الخاطئة لبعض كلمات القُرآن أدّت إلى إدخال كلمات إلى العربية المعيارية لا أصل لها لا في العربية ولا في اللغات السامية لأنّ واضعي العربية الفصحى اعتمدوا القرآنَ مرجعاً لتقعيد العربية حتّى وإن خالَفَ لُغاتِ العرب كما قال السيوطي في «الـمُزهِر». ومن هذه الكلمات المختلَقَة الدخيلة بسبب قراءة خاطئة :
1-«هَرَعَ» (وأصلُها : «سَرَعَ»؛ وقد حصلَ خطأُ النقل بسبب تشابُه السين السريانية مع الهاء العربية)؛
2-«تَـتْرا» (وأصلُها : «نُذُرا»)؛
3-«نَحْب» (وأصلُها : «بَحن»، وعربيَّتُها : «مَحن»، أي : اختبار)؛
4-«جَوّ» (فُهِمَت بمعنى «السماء» ولكنّ المعنى الأصلي هو «الداخل» أو «الـجَوف»)؛
5-«رَجْم بالغيب» (وأصلها : «زَعم بالغيب»)؛
6-«جَدَث» [جمعها : «أَجداث»] (وأصلها «حَرث» و«أحراث» بمعنى : قَبر وقبور)؛
7-«رِكْز» (وأصلُها : «ذِكْر»، الصوت الخفي)؛
8-«خاوي» (وأصلُها : «خَرِب»)؛
9-«صُوْر» (وأَصلُها : «قَـرْن»)؛
10-«مَخاض» (وأصلُها : «مَغاص»)؛
11-«يُزجي» (وأصلُها : «يَرعَى»)؛
12-«أوجَسَ» الواردة في السُّوَرِ : هُود 70؛ طَهَ 67؛ الذاريات 28 (وأصلُها : «أرجَسَ» مِن السريانية «أَرغش»)؛
13-«رويدًا» [سورة الطارق 17] (وأصلُها : «زُوَيرا» بمعنى : «ماشين على الطريق الأعوج»، مِن الفعل «زَوَرَ» بمعنى : «مالَ»، كما في الآية 17 من سورة الكهف «وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ»، والخطأُ ناتـجٌ عن تشابه حَرفَيِْ الدَّال والراء السُّريانيَّينِ)؛
14-«راوَدَ» (وأصلُها : «زاوَرَ»، بمعنى : أمالَ، أغوى، جَعَلَه يميل، وهذا الخطأَ وَرَدَ ثمانيَ مرَّات في القرآن)؛
15-«ذِمّة» (وأصلُها : «دُمية»، أي : «صورة» و«تِمثال» و«صَنَم»، وَمِنهُ قَولُ القُرآنِ : «كَيفَ وَإِنْ يَظْهَروا عَلَيكُمْ لاَ يَرْقُبواْ فِيكُم إِلاًّ وَلا ذِمَّةً»، «لاَ يَرقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً» (التوبة، 8 و10) والمقصود : لا يَرقبون إلهًا ولا صنمًا؛ ومنه أيضًا : «أُقسِمُ بذِمَّتي» أي : «بصنمي» وتَـحَوَّلَ المعنى إلى : «أُقسِمُ بِشَرَفي»)؛
16-«التغابُن» (وأصلُها : «التعايُن» أي : الاختبار والمعاينة، وقد فَسَّرَها الطبري بِــ«يوم غَـبْـنِ أهلِ الجَنَّةِ أَهلَ النارِ»)؛
17-«مَوطِن» (وأصلُها : «مواكن»، مِن : «مَعوكانا»، أي : «مَعوق» و«مَأزِق»، ومنه قولُ القرآن : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ» (التوبة، 25)، أي : في مآزِقَ ومَعوقات؛ ومن هذه القراءة الخاطئة «مَواطِن» اشتقّوا اسمَ «الوطن» والفِعلَ «وَطَنَ»؛ ولَم أَجِدْ في اللغات الأفروأسيوية المعروفة بالساميَّة جَذرًا بمعنى «الوطن» وبلفظِه، ولكني وجدتُ كَلِمةً حِـثِّـيَّـةً [هِندوأوربية أناضولية بائدة] قريبة في اللفظ وهي «وَتَن» بمعنى : «الأصل» و«الـمَنبَع»، وربَّما جاءَ مِنها في العربية : «وَتَنَ في المكان» : «ثَبُتَ» و«أقامَ»، وَربّما مِنها أيضاً : «وَتَد»، وَ«وَطَد» و«وَطَن»).

حدود قراءة لُكسنبرغ :
1- يَستند لُكسنبرغُ أحيانًا إلى التخمين، وحتّى إلى الاختيار العشوائي، لاقتراح قِراءة جديدة. فقدْ قرَأَ مثلاً : «وأَجْلِبْ عَلَيهم بِخَيْلِكَ» قراءتَينِ مُختلِفَتَين : 1-«وأَعلِبْ» (من "علاب" : اظْلُمْ وَاغْدُرْ)،2-«وَأَخْلِبْ» (اِخْدَعْ)، وهاتانِ القِراءتانِ أكثرُ انسِجامًا مع سياق النصّ مِن القِراءة الحالية الرسمية. ومثالٌ على الاختيار الّذي يبدو عَشوائيًّا هو تفسيرُه «إنَّ الدِّينَ عِندَ اللِه الإسلامُ» (آل عِمرانَ، 19) بِقولِه : «إنَّ التفسير الـمَقبول عند الله هو الـمُطابِق للكِتاب»، ففسَّرَ كلمةَ «دِين» بِـ«التفسير» وفسَّرَ كلمةَ «الإسلام» بِـ«الـمُوافَقة»، عِلمًا أنَّ كلمة «دِين» في السريانية تَـحتمِلُ ثمانيةَ معانٍ آخِرُها : «تَفسير» وأَنَّ أَحَد معاني «الإسلام» في السريانية هو الـمُوافَقة والـمُناسَبة والـمُشاكَلة. فلماذا اختارَ لُكسنبرغُ أَضعفَ الـمَعاني؟ في حين أنَّ المعنى الَأشيَع والَأنسَب سياقيًّا لكلمة «الدِّين» هو «الـحُكْم» وأنَّ «الإسلام» استُخدِمَ في القرآن بمعنى : «الـخُضوع» أو «السلامة من الآثام» («الـمُسلِمون» عَكسُ «الـمُجرمين» (القَلَم، 35))، وبالتالي يكون معنى الآية مفهومًا وهو أنَّ مِعيار الـحُكم أَمامَ الله هُوَ : 1-الخضوع لتعاليمِه، 2-أو السلامة من الـمَعاصي كما تؤكِّد آيةٌ أُخرَى عن يومِ الدِّين (يومِ الـمُحاكَمة) يومَ يُبعَثون : «يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» (الشُّعَراء، 88 و89).
2- يفترض لُكسنبرغُ وجودَ نُسخة للقرآن العربي الـمُبِيـن بالـخَطّ السُّرياني الغربي (السَّرطو)، وهو ما لَم يَـتِـمَّ التحقُّقُ مِنه. وقد قال لُكسنبرغُ إنَّه سَمِعَ أَحدَ مَعارِفِه يقول بوجود نسخة للقرآن بالخط السرياني في مكتبات مِصْرَ، وهو ما يلزم التحقُّق منه إن سمح المسؤولون بذلك. نُشير إلى وجود نقوش قُرآنية مُبَكِّرة مِن القَرن الأوَّل الهِجريّ بأبجدية عربية، وفي بعضها تنقيط (إعجام)، فلا نَعرِفُ لِـماذا كُتِبَ القُرآنُ ذِو اللسان العربيّ الـمُبين بِخَطّ سرياني. فالقِراءةُ اللُّكسنبُرغيَّة تَفتِرُض أَنَّ النَّصَّ كُـتِبَ بِلُغة عربية خَليطة بالسريانية أَوَّلاً بِخَطّ سرياني ثُمَّ بِـخَطّ عَربي حِجازيّ وكوفّي، وهذا مازال افتراضًا، وليس لدينا آثار تراثية ولا نقوشية على الكتابة السريانية، بل لدينا آثار تراثية قد تشير إلى وجود عملية ترجمة من لُغات ساميَّة كالسريانية والعِبرية إلى العربية وخِلالَها رُبَّـما حَصلَت الأَخطاءُ، ومِن هذه الآثار : 1-فتور الوحي بعد وفاة ورقة بن نوفل؛ 2-وحديث زيد بن ثابت (« قال لي رسول الله : إنها تأتيني كُتُبٌ لا أُحِبُّ أن يقرأَها كلُّ أحد؛ فهل تستطيع أن تتعلَّمَ كِتابَ العبرانية أو قال السريانية. فقلتُ : نعم. فتعلَّمْتُها في سبع عشرة ليلة»)؛ 3-ولقاءات محمَّد بالتاجر الجميل «دِحية» [ويعني اسمُه : «رئيس الـجُند»] الكلبي الشامي الـمِزَّاوِيّ [مِن الـمِزَّة بِدِمَشق] (من قبيلة نصرانية) الذي كان جبريُل يأتي بصورته والذي يعرف السريانية والرومية وكان سفير النبي.
وبالتالي فإنَّ غريب القرآن يُـمكِن أن يُعزَى أيضًا إلى أنه مترجَم، بالإضافة إلى الـخَطأ الـمُحتمَل في قراءة النص السرياني ثمَّ العربي أو في نقل الرسم، وهو ما يشير إليه الباحث دافيد بيلوس بخصوص الترجمة : «الـمِعيار اللغوي الذي يلتزم به مترجمو الروايات الإنجليزية (بوعي أو بغير وعي) لا يتطابق مع استخدام الروائيين الفرنسيين.»
« La norme langagière à laquelle les traducteurs de romans anglais se conforment (consciemment ou non) n’est pas identique à l’usage des romanciers francophones (David Bellos, Le poisson et le bananier, 2012 : 208) »
فهناك كثيرٌ من تأثيراتِ لُغاتٍ غيرِ عربية في القرآن؛ كما أنَّ التشابُهَ بين صُوَر جَنَّة القرآن وأناشيد أفرام السرياني والذي تكلَّم عنه كلٌّ من المستشرق السويدي تور أندراي (Tor Andræ) والراهب الألـماني إدموند بِك (Edmund Beck) يمكن أنْ يُعزَى إلى الترجمة إلى العربية أكثر منه إلى القراءة الخاطئة للرسم السرياني التي افترضها لُكسنبرغُ.
3- بعضُ القراءات اللُّكسنبرغية قد تكون مبالَغ فيها ولا تضيف شيئًا مهمًّا لتصحيح المعنى لينسجمَ مع السياق. فمثلاً : «الـمُطَفِّفين» [الذين يبخسون الكيل] قرأها لُكسنبرغُ : «الـمُكَفَّفين» الذين يسرقون بكفَّيهم. وقراءة لُكسنبرغ لكلمة «يُلحِدون» على أنها «يُلغزون» (أي : يتهكمون) قراءة تبدو غير منسجمة مع السياق : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ» (النحل، 103)، ولكنّ لُكسنبرغ قال إنَّ «يُلغِزون» تعني أيضًا : «يشيرون». غير أنَّ سياق الآية يقبل «يُلحدِون» بمعنى «يلجؤون»، فلماذا اقترح لُكسنبرغ قراءةً أضعفَ إذا كانت القراءة الموجودة سليمة من ناحية سياقية؟
وقَرَأَ لُكسنبرغُ : «خُلِقَ مِن مَّاء نافِصٍ [أو : نافض]» بدلاً من «دَافِقٍ» (الطارق، 6) وبَـرَّرَ هذه القراءةَ سريانيًا بأنها من الفعل السرياني «نْفاص» (ويقابله الفعلُ العربي : «نَفَضَ» و«نَفصَ») بمعنى : «رمى وأخرَجَ البولَ أو الـمَنيَّ»؛ ومعنى «مِن ماءٍ نافصِ» [أو : نافضٍ] : مِن ماء الرَّجُلِ [الـمَنيّ] الـمدفوعِ للخارج. نشير هُنا إلى أنَّ هذا الفعل ما زال مستخدمًا في العامية السورية في الشتيمة : «يِلعَن اللي نَفَضَك» [أو : «أَنفضَك»] بمعنى : «مَلعونٌ الّذي خَـلَّفَكَ» أو «مَلعون والدُكَ». ورغم أنَّ قراءة لُكسنبرغ هذه («نافِصٍ/«نافِض») مُبرهَنٌ عليها سريانيًا لكنَّ المعنى الذي تشير إليه أضعفُ سياقيًّا من الكلمة الحالية («دافِق») ولا يوجد مشكلة في القراءة الحالية، بل هي قوية، فلماذا اقترح لُكسنبرغ قراءةً جديدة؟ إنَّ معنى «دافِق» أقوى بكثير من معنى «نافِص» [أو «نافض»]، فهو من «الدفق»، أيْ : الصَّبّ بِشِدَّة مَرَّةً واحدة أو دفعةً واحدة، ورُبَّـما اختار نُسّاخُ القرآن الأوائلُ كَلِمةَ «دافِق» عن قَصدٍ لزيادة الـمَعنَى وتجميل الـمَبنَى بانسجامِها مع الفاصلة [القافية] الأولى («الطارق»).
وقرأ لُكسنبرغُ الـجارَّ والـمَجرور «بِـبَدْرٍ» (في الآية : «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ» (آل عِمرانَ، 123)) هكذا : «بِـعِـدرٍ»، أي : «بِـعِزر»، يعني : «بِـمساعدة»، لأن القرآنَ لا يعطي تفاصيلَ مكانيةً، بحسب لُكسنبرغ. وقراءةُ لُكسنبرغ هذه منسجمةٌ مع السياق ومنطقية، ولكنَّ القراءة الحالية «نصرَكم ببدر» تبدو واضحةً لا إشكالية دلالية فيها وليس لدينا مخطوطات أو نقوش تُثْبِتُ خَطأَها أو خَطَلَها.

وقد نُشِرَتْ كِتاباتٌ تردُّ على قراءة لُكسنبرغ، ومنها مقالة مُهِمَّة بالإنكليزية نَشَرَتْ مجلَّةُ «مَعابرُ» السورية تَرجَمتَها بالعربية، وهي بِعُنوان :
«A Study in the Language of the Qur’ān. Book Review»
http://maaber.50megs.com/issue_august03/books6e.htm
[«دِراسة في لُغة القرآن»]
http://maaber.50megs.com/issue_august03/books6a.htm#_ftn1
كَتَبَها روبرت ر. فينيكس الابن (Robert R. PHENIX Jr) وكورنيليا ب. هورن (Cornelia B. HORN) من جامعة القديس توما (University of St. Thomas)، فرع اللاهوت، مينسوتا.

وكان ردُّ المسلمين على قراءة لُكسنبرغ ردًّا دِفاعيًا تبريريًا تـمجيديًّا (apologétique)؛ فقد نَشَرَ الـمَركزُ الإسلاميُّ [الشيعي] للدراسات الاستراتيجية في النَّجَف في العِراقِ، سَنَةَ 2021، ضِمْنَ سِلسلة القرآن في الدراسات الغربية، كِتابًا بِعُنوان : «القراءة السريانية-آلارامية للقرآن الكريم. دراسة نقدية لآراء كريستوف لكسنبرغ» مِن تأليف الباحث الإيراني أمير حسين فراستي بإشراف الدكتور محمود كريمي الأستاذ في كلّية الإلهيات والدراسات الإسلامية في جامعة الإمام الصادق في طهران. واستفادَ المؤلِّفُ من نُقاط ضعف قراءة لُكسنبرغ وكان يَنتقي الآراء الّتي تناقض لُكسنبرغ ويُرَجِّحُها وأحيانًا يردُّ على لُكسنبرغ ردًّا لاهوتيًا إيمانيًا مستشهداً بآية من القرآن، فمثلاً، يقول فراستي : «يتَّضِح ممَّا أقرَّ به المؤلِّفُ نفسُه ومارسه خلالَ كِتابِه أنَّ له فرَضًا مسبقًا، وهو أنَّ المفرداتِ الغامضةَ في القرآن […] مأخوذة عن السريانية. وهذا ناجمٌ عن اعتقادِ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآلِهِ كان يقرَأُ الكُتُبَ المقدَّسة ويقتطف منها ما يشاء : ولكنَّ الله –سبحانه وتعالى- قد ردَّ هذه الشبهةَ البائسةَ في قوله : "وما كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَـــــ ـبٍ ولا تَـخُـطُّـهُ بيمينِكَ إذًا لارتابَ الـمُبْطِلونَ" [سورة العنكبوت، الآية 48]. وفضلاً عن هذا الكلام الشريف - الذي هو الـحُجَّة البالغة - يمكن القول : إنَّه لم تكن هناك أيُّ نُسخةٍ عربية من التوراة والإنجيل في العصر النبوي». (ص 108) واعتبرَ فراستي قراءةَ لُكسنبرغ «أَشبَهَ بتفسير القرآن بالرأي» وأنَّ «الأشنعَ مِن ذلك كُلِّه تغاضيهِ عن تفاسير عُلماء الشيعة بأسرِها» (ص 109)، وعابَ على لُكسنبرغ اكتفاءَه بِمَرجِعَين اثنَين فقط : تفسير الطبري ولِسان العَرَب، وتوصَّلَ فراستي إلى نتيجة خاطئة فيها تعميم مُجحِف بحق قِراءة لُكسنبرغ وهي أنَّ «التفاسيرَ التي قدَّمَها لُكسنبرغُ لبعض الآيات لا تتناسب مع السياق القرآني، وتارةً تُعطي للآية معنىً مُضحِكًا لا يمكن القَبول به.»

ومهما كانت الانتقاداتُ على القراءة اللُّكسَنبُرغية، يَبقَى منهجُه علميًا قويًّا قدَّمَ حلولاً منطقية منسجمة مع السياق لبعض العِبارات القُرآنية الإشكالية. وقد نَبَّهَ لُكسنبرغ إلى أنَّ إشكالياتِ النص القرآني لا يمكن حَلُّها باللجوء إلى التراث المستند إلى العنعنة بل بمنهج لُغوي فيلولوجي. أَتُرانا نُبالغ إذا قُلنا إنَّ لُكسنبرغ أحدثَ ثورةً في عالم الدراسات القرآنية إلى درجة أنه يمكن اعتبارُه كوبرنيكوس القرآن أو داروين القرآن؟



#محمد_علي_عبد_الجليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية القرآن
- التاريخ البشري باختصار
- أثر العقائد والسياسات
- كلمة سريعة بخصوص اليوم العالمي للغة العربية
- المرشدية دين الحرية
- هجر جميل والراح المستعان
- أعاقر الراح
- ثقافة القطيع
- ظاهرة دافيد رجل الكهف
- من أين جاء نظام الكون؟
- شآم حبك في قلبي وفي الهدب
- أثر الدين (2)
- حاكم عربي يفتخر
- أثر الدين
- كلمة بخصوص نشأة الله
- لا أَخطاءَ في القُرآن: كلمة بخصوص كِتاب «أخطاء القرآن الكريم ...
- تشكُّل العربية وحركات الإعراب
- فرضية التضاد في تقاليب الفعل الثلاثي
- في حب الوطن
- من هو النبي محمد؟


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي عبد الجليل - قراءة كريستوف لُكسنبرغ: ما لها وما عليها