أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - خالص عزمي - نشر ثقافة الحوار وتطويره















المزيد.....

نشر ثقافة الحوار وتطويره


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:30
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


ان انعدام ثقافة الحوار في مجتمعاتنا المعاصرة بخاصة ؛ ليس وليد عامل من عوامل السلطوية السياسية ؛ او الدينية ؛ او القبلية .... وحسب ؛ بل هي خليط من تراكمات تأريخية بدوية عائلية تربوية أدخلت عنوة في بودقة سميت تقاليد اجتماعية ؛ فأوقدت تحتها نار المزج الزمني عبر قرون من الهيمنة والسحق المنظم للشخصية المستقلة؛ فاصبح تصفيتها من رواسبها واعادتها الى وضع سوي طبيعي تستطيع بموجبه ان تستخدم لغة الحوار العقلاني الهاديء في طرح الافكار والمناقلة حولها ؛ امرا من اشق الامور واعقدها . ذلك ان اللجوء الى الحوار المتزن السلس ؛ يتطلب ثقافة تربوية أسرية ؛ ثم مدرسية ؛ فاجتماعية عامة يمارسها الافراد على قاعدة ثقافية ؛ من خلال تجارب ومران لسنوات عدة ؛ حتى يتشربوا كوثرها ويتلذذوا بصفاء نبعها ؛ فتصبح اسلوبا مقرا أ جتماعيا في البيت والمقهى والجامعة والبرلمان ؛ بل وفي جميع مرافق الحياة اليومية ؛ فتخــــتفي تماما والى الابد تلك الصيغة الهمجية مــــن (طول الايدي والالسنة ) ؛ و(رذاذ الشتم والسب والتجريح ... ) التي اعتادها كل من توارت عنده حجة المنطق والاقناع واختفت معاني المقصد الرقيق المتمثل ب ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) .

لقد مرت كثير من الشعوب في بداية توجهها نحو المدنية ؛ بمثل تلك الصغية ( العضلية ) من اسلوب النقاش ؛ ولكن سرعان ما عافتها رويدا رويدا ظهريا ؛ ولجأت الى الحوار المجدي في نقاشاتها ؛ للوصول الى الحل الذي يؤدي بالشعب ؛ ككل ؛ الى تحقيق صيغة ديمقراطية في النتائج المطلوبة للمجتمع ؛ وقد حدث ذلك قبل ان تخط كثير من الدساتير ؛ بل ان اغلبها وضع قواعد ثقافة الحوار في نصوصه استجابة لارادة المجتمع بالذات ؛ومن ثم انتقلت تلك القواعد السلوكية الى كثير من نظم النقاش المتعارف عليه ؛ في البرلمانات ؛ والندوات ؛ والجامعات ؛ والمحاضرات ؛ لتعم المجتمع بكامله .

وعلى هذا الاساس ؛ فان الخطاب السياسي او الديني ... الخ ما كان له ان يعمد الى اسلوب الغاء الآخر بتلك الصيغة التسلطية الحادة ؛ لو لا الانصياع الاجتماعي المكبل ذاته بذاته ؛ لارادات قسرية فوقية لا تستطيع ان تفعل له شيئا لو اراد التمرد عليها ؛ وذلك باستعمال الحكمة والعقل والارادة الحازمة للتخلص من جبروت تلك الهيمنة والانطلاق نحو آفاق رحبة من حرية الرأي واستقلالية التفكير .

ان المجتمعات الحية ؛ المدركة لطقوس عصرها ؛ تستطيع ان تحقق قواعد حقوق الانسان ومنها قدرتها على تثبيت رواسخ ثقافة الحوار في منهجها اليومي المتطور وذلك بامكانيات عزيمتها ؛ وبالتعاون مع جميع عناصر المجتمع المدني ؛ وفي هذه الحالة سوف لن تحتاج الى استجداء تحقيق ذلك عن طريق اسانيد دستورية قد يمن بها عليها أؤلئك الذين هي التي انتخبتهم ؛ اذ ان وجود تلك النصوص سيكون واقعيا قبل ان يكون دستوريا .... ومن فروعها بالطبع ثقافة تبادل الرأي سلاسة الحوار. وحينما تصبح هذه القاعدة في تبادل الاراء ذات صيغة شعبية عامة ؛ عند ذاك لا تجد وسائل الاعلام المختلفة ؛ غير هذا الطريق السوي سلوكا ومنهجا لطرح نقاشاتها ؛ وفي هذه الحالة سيضمحل ذلك السلوك الشآئن في الحوار ليحل مكانه السلوك المترفع عن الصخب واللغو .
ان تلك الطرق البدائية في شحن الاجواء ؛ والتي تشبه الى حد بعيد تمثيليات ( المصارعة الحرة ) المهتمة بجلب الجمهور نحو الحلبة ؛ لم تقتصر على تلك الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة اعلاميا وحسب ؛ بل تعدت في عدواها ؛ الى ان تسيطر في اسلوبها حتى على بعض منصات المحاضرات والندوات والحلقات الدراسية في عالمنا العربي ...الخ

وعلى هذا الاساس ؛ فان الطبقة المستنيرة ؛ يمكن لها و عن طريق منظماتها الانسانية ؛ واحزابها الوطنية العفة ؛ وتكتلاتها وتياراتها الثقافية التربوية ؛ ان تضع منهجا علمانيا رصينا ؛ يهدف الى اطلاق القدرات والكفاءات الخلاقة من معاقلها لقيادة المجتمعات العربية نحو تنظيم امكاناتها في نشر واشاعة اسلوب ثقافة الحوار ؛ الممهد لاخذ زمام المبادرة شعبيا من اجل وضع قواعد حقوق الانسان ؛ في كل جزئيات الحياة اليومية ؛ موضع التطبيق العملي ؛ وبكل الوسائل المتاحة .

بعد هذا وذاك يمكن لنا تقييم مسيرة ( الحوار المتمدن ) لمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على انطلاقته الجادة . فمنذ البداية ؛ وضع هذا الموقع له له منهجا واضحا تمثل في تعريفه بأنه ( صحيفة الكترونية يومية مستقلة يسارية ؛ علمانية ؛ ديمقراطية ؛ سياسية فكرية عامة ) . وقد حاول جاهدا ان يطبق ذاك المحتوى المكثف ما استطاع الى ذلك سبيلا سواء على صفحاته ؛ او من خلال مراكزه الفرعية ( كمركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار ؛ والمركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة ؛ ومركز الدراسات والابحاث العلمانية ؛ ومركز ابحاث ودراسات الحركة العمالية ) .

ومما يجدر التنويه به ايضا ؛ هو ما قام به الموقع من حملات انسانية على مختلف المستويات من اجل دعم حقوق الانسان ؛ ورفع المكابدات والظلم عنه ؛ والدفاع عن مطاليبه ؛ عن طريق الحملات المنظمة ؛ او الدراسات او البحوث او المقالات ؛ التي ملأت صفحاته وتوابعها وفروعها ؛ كنداء من اجل فلسطين ؛ ومن اجل الشروع بعمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية ؛ ونداء الى القوى والاحزاب الماركسية في الوطن العربي ...... الخ
ولهذا فان تأكيدالموقع ؛ بهذه المناسبة المسرة ؛ على ( اشاعة ثقافة الحوار واحترام وجهات النظر المختلفة ؛ بين الموكونات السياسية والفكرية والاجتماعية في العالم العربي ؛ من اجل ترسيخ قيم حقوق الانسان ؛ ومنها حقوق المرأة بالذات وتمتين قواعد المجتمع المدني .... ) انما هو تأكيد على ما تصبو اليه الشعوب من اجل استكمال حريتها وتقدمها وازدهارها .

أما عن المقترحات التي اجدها ضرورية ومن زاوية الحرص على تطور الموقع بغية وصوله الى مرتبة أكثر نجاحا ؛ فيمكن تلخيصها ــ في الوقت الحاضر ــ في البنود التالية : ــ

اولا ـ اجراء جرد تام ؛ لقائمة الكتاب البارزين الذين قدموا كل ما امكنهم من نتاج خلال السنوات الماضية ؛ والذين توقفوا عن مواصلة العطاء على هذا الموقع ؛ والبحث عن اسباب ودوافع ذلك؟ لكي يجري تلافي ما يحول دون استمرارهم في الكتابة ؛ فالكتاب الطليعة عملة نادرة لا يجوز الاستهانة بها مطلقا . بل ومن الاجدرعلى هيئة التحرير ايجاد صيغة من التواصل والاتصال كلما كان ذلك ممكنا لاشعارهم بمدى العلاقة المتينة التي تربط الموقع بهم .

ثانيا ــ مع الايمان الجازم ؛ بان المواضيع قبل التواقيع ( كما يقال ) فان غربلة الغث من السمين ؛ هو امر في غاية الاهمية ؛ لكي لا يضيع النتاج الرفيع الرصين في غمرة عشوائيات بعض ما ينشر من نتاج .

ثالثا ـ تشجيع الابداع الفكري والادبي للشباب ؛ ان كان مستواه رفيعا ؛ وذلك بتخصيص شهادة باسم الموقع لمناسبة الاحتفاء بعام الموقع الجديد ؛ توزع على خيرة من اسهم منهم بعطاء متميز جاد .

رابعا ـ جمع بعض المقالات أ والابحاث المهمة ذات الوحدة الموضوعية المترابطة والمنشورة سابقا على الموقع لاحد كّتابه ؛ واعادة نشرها في صيغة كتاب متسلسل في نهاية كل عام .

خامسا ـ ابعاد التقييم الشخصاني ؛ على النتاج الوارد للموقع ؛ وتحاشي خلط ما هو من الرأي الفردي ؛ بالصالح العام ؛ فقد وجدت ـــ ومن خبرة اعلامية طويلة ــ ان اخطر ما يتهدد المؤسسة الملتزمة هو زج العلاقات الشخصانية بجوهر العمل ككل ؛ حيث يؤدي تفاقم مثل هذا التصرف واستمراريته وتراكماته ؛ ـ وهو ما لا ارجو ان يحدث ابدا ــ الى انفراط عقد الترابط والتواصل وضياع الجهد والموقف الجاد .



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوابغ الفكر العراقي
- الاتجاه المعاكس نحو البيت الابيض
- قصة قصيرة : أيام المستشفى
- ايام العدوان الثلاثي على مصر في لندن
- لعنة العراق
- قانون ادارة الدولة الملغي و تعديل الدستور
- 654965
- الحاضر .... ليس النهاية
- أدب القضاة 11
- موسيقى أفلام المقاومة ورحيل الموسيقار أرنولد
- أيها الخفاق في مسرى الهوى
- ناتاشا كمبوش وأطفال العراق
- لقائي الاول مع نجيب محفوظ
- أدب القضاة 10
- وردة الغربة على قبر البياتي
- عزف لبناني منفرد
- أدب القضاة 9
- فما لك غير لبنان وتشفى
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 4 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 3 - 4


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - خالص عزمي - نشر ثقافة الحوار وتطويره