أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالص عزمي - 654965















المزيد.....

654965


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:32
المحور: حقوق الانسان
    




هل ادهشكم هذا الرقم ؟؛ تأملوا فيه جيدا؛ انه رقم دموي بشري وحشي ؛ علقه دعاة الحرية والديمقراطية ؛ على جبل من جماجم الضحايا العراقيين المدنيين العزل الابرياء !!!
انه رقم يعيب فيه علينا اصدقاء الحرية الجديدة ؛ حينما نبكي دما ؛ ونتمزق حسرة ؛ ونتناثر ألما مثل ذرات السخام على شواهق جبال زاخو و ضفاف دجلة والفرات حتى سواحل شط العرب . ومن يدري فربما ـ وبرأيهم ـ ان حتى هذا لايحــــق لنا ايضا ؛ بل ولا يحــــق لاقلامنا الشريفة ان تخط شيئا على صفحات من الحزن المجلل بسواد الخجل . هل دماؤنا رخيصة الى هذا الحد ؟! يبدو كذلك ! والا لما قامت الدنيا واشتعلت الحرب في لبنان ودكت حواضر وقرى من اجل فرد او اثنين من الجنود المأسورين ؛في حين لا يصدر حرف ادانة واحد من بعض ابناء الوطن تجاه المجازر التي ترتكب ضد شعبهم العراقي المظلوم .

لايغرنكم هذا الرقم المتواضع في مسلخ الحرية ؛ فهناك مليون ونصف من المذبوحين من النساء و العجزة والاطفال عبر عشر سنوات وتزيد على جرائم الحصار الخانق المدمر الممهد لهذا الاحتلال فاقد الشرعية .
لماذا دماؤنا مباحة ؟! ولا اقصد العراقية وحسب ؛ ولا اقصد ما سال منها وما سيسل ؛ بل اقصد دماء الامة المستباحة و المرشحة لان تتحول وديانها الى انهار حمر جارية ؛ كما يخطط لذلك المتنفذون ( ضمن نظرية الفوضى المنظمة ) اليوم وبعد غد ؛ والقوم ؛ كما قال الرصافي ساخرا : ــ
ياقوم لا تتكــلـــموا
ان الكــــلام مــحرم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فــاز الا الــــــنوّم

والله انني لااخجل ؛ وينهمر العرق من جبيني ؛ حينما ارى تلك الاميركية المقاومة سيدني شيهان حاملة النجمة الذهبية وهي تقود جموع الامهات المتظاهرات الامريكيات ضد الحرب وضد اؤلئك الذين عملوا على قتل ابنائهن في العراق ؛ او ارى البريطاني بيتر بريرلي والد الجندي البريطاني الذي قتل في الحرب ؛ وهو يأتي من يوركشاير الى لندن للمشاركة في تظاهرات ( ستوب ذي وور ) ؛ او ذلك الاستاذ الجامعي المؤرخ فرناك نيو كاسيا وقد امضى عشر ساعات في الباص قادما الى واشنطون من ولاية فيرمونت للمشاركة ايضا ضد قتل شباب امريكا في حرب غبية ؛ نعم ؛ اشعر بالغثيان والامتعاض والحزن ؛ ازاء الصمت المخــــجل الذي يدلل على كذب الظمائر والاقلام قبل كذب الالسن من قبل الذين لا يكتفون بالتواري عن الانظار في مثل هذه المحن وحسب ؛ بل ويعملون بكل الوسائل والطرق ( ومن خلف الستار ) على منع شرفاء الرأي من الكتابة في مختلف اجهزة الاعلام عن مثل هذه المآسي وغيرها . والا فجل بنظرك هنا وهناك ؛ وطالع الرأي الذي ينشر؛ او الذي يسمع ؛ او الذي يشاهد ؛ هل تجد الا القليل القليل ( ولهم كل التقدير والاحترام ) من الذين ادانوا هذه الهجمة الشرسة التي يتساقط دم العراقيين المدنيين من اردانها على ارض الرافدين صباح مساء .
أليس من المخجل لبعض اصحاب الاقلام ؛ وهم يرون كتابا اجانب ؛ من امثال أريك رولو ؛ مايكل مور ؛ وتوماس فريدمان ؛ وبوب وود وارد ؛ ومايكل دوفي ؛ وربرت فيسك ؛ وبوب هيربرت ؛ وأيسن جوردن ومئات غيرهم من كتاب الحقيقة وقد فقد بعضهم وظائفهم وهم يدينون المجازر التي يرتكبها جنود الاحتلال ؛ في حين يتوارى بعض كتابنا عن ادانة مثل هذه الاعمال الوحشية . وهل يعتقد هؤلاء بان راعية الحرية ؛ ستربت على اكتافهم الى الابد وتمنحهم بركاتها على صمتهم المريب هذا ؟!!

654965 ؛ ياله من رقم تقشعر له الابدان ؛ لم ندرسه ونحلله و نتوصل اليه نحن ؛ بل قام بهذا الجهد الاستثنائي ؛ وذلك الاحصاء العلمي ؛ فريق جامعة جونز هوبكنز في ماريلاند الاميركية( وهي من اعظم الجامعات العلمية في مثل هذه البحوث بالغة الدقة ) وذلك عن طريق زيارات ميدانية أيدت نتائجها كلية الصحة العامة في الجامعة ذاتها وكلية الطب في الجامعة المستنصرية ؛ لقد اثبتت الدراسة ان العنف المتخذ من قبل قوات التحالف ضد المدنيين ارتفع تدريجيا مما كان عليه ؛ وقد شكل نسبة 37% في حين ان وفاة الشيخوخة مثلا لم تشكل سوى نسبة 8% فقط ( فقد كانت قبل الغزو تشكل 5/5 % فتزايدت الى نسبة 13/3% بعد الاحتلال ) ؛ وان من أسباب ذلك ما يرتبط بعوامل مساعدة كالهجرة ؛ ونقص الخدمات .

لقد ختم هذا التقرير المعني بالجوانب المدنية الانسانية بالدرجة الاولى سطوره بالعبارة التالية ( وفي ختام دراستنا ؛ نؤكد دعوتنا الى ان يقوم تنظيم مستقل بتقييم عملية القتل التي لمسناها في العراق ؛ وهو ما لم يتم لحد الآن ؛ وما زلنا نعتقد ان هناك حاجة ماسة الى منظمة دولية مستقلة تتماشى معاييرها مع معاهدة جنيف والمعايير الانسانية الاخرى) . وتأكيدا لهذا التقرير الثمين ؛ فقد عقد باحثون علميون بارزون اجتماعات موسعة في لوس انجلوس ؛ لتقييم ذلك البحث الثمين ؛ حيث وقد ورد في الاخبار الاعلامية : انهم اعتمدوا ذلك البحث وقيموه بمنتهى التقدير ؛ وقد صرح البروفيسور ديفد راش من جامعة توفتس ببوسطن بعد ختام الاجتماع مثمنا منهجية ذلك البحث بقوله (على لى مدى الاعوام الخمسة والعشرين الماضية تزايد استخدام منهج العينة العنقودية لا سيما من قبل وكالات الاغاثة في اوقات الطواريء... الخ ) . ان هذا المنهج الذي تحدث عنه الاستاذ راش هو نفسه الذي استخدمه علماء هوبكنز في بحثهم الذي نشر على نطاق عالمي واسع ؛ لم تستطع الادارة الاميركية ان تفنده او تدحظه علميا .
في ذات الوقت الذي ينشر فيه هذا التقرير الخطير ؛ تشير الصحافة الى تقرير مهم آخر أعدته بعناية ودقة فائقة مجموعة ( كونسيومر فور بيس ) بمشاركة فاعلة من قبل محامين مختصين بحقوق الانسان والقانون الدولي في امريكا حول انتهاكات الاحتلال للقوانين الدولية لحقوق الانسان في العراق منذ الغزو عام 2003 .
فقد عدد وصنف ذلك التقرير اهم الانتهاكات للمواد 18؛ 23؛ ؛ 55 من اتفاقية جنيف خرقا واضحا للقانون الدولي ؛ ومن ابرزها الدهم والاعتقال دونما مبرر ولمدة طويلة ثم التعذيب النفسي والجسدي اثناء التحقيق ؛ وتدمير الصـــــروح الطبية وآلاتها وموادها بشكل تخــــريبي متعمد ؛ وحرمان المدنيين من استخــــــــــدامها
اضافة الى الاجهاز على المدن والقرى وتحطيم بنياتها التحتية ؛ ووسائل الخدمات كالماء والكهرباء والنقل والاتصال وما الى ذلك . ولقد اعتبر هذا التقرير ؛ ان حمل المدنيين للسلاح والدفاع عن الوطن ضد المحتل انما يستند الى المادة 13 من اتفاقية جنيف آنفة الذكر التي تعتبره بالاساس دفاعا عن النفس .
يذكرني صمت بعض المسؤولين ودعاة حماية المجتمع المدني ؛ وكذلك اصحاب الاقلام والمدافعين عن حقوق الانسان( مظهرا وشكلا ) من ابناء جلدتنا ؛ ازاء مثل هذه الانتهاكات العلنية ؛ بكتاب صريح وواضح عنوانه ( من يسمع ؟! تضمن محاسبة حازمة لبعض الانتهاكات الفردية لحقوق الانسان و التي كانت تجري هنا او هناك في الخمسينات من القرن الماضي أصــــدره الاديب والشاعر والصحفي اللبناني المعروف ( محمد علي الحوماني 1898ــ 1964 ) صاحب مجلة العروبة ودواوين الشعر وعشرات الكتب والبحوث والدراسات من بينها . لقد كان يختم حكاية ذلك الانتهاك لحقوق الانسان او للقواعد الاجتماعية والتربوية والصحية والاقتصادية بعبارةفيها ادانة ساخرة تقول ( ولكن من يسمع ؟!!) .

وتحية الى شاعرنا الجواهري الذي قال :
فكم في الشرق من بلد جــريح
تشكى لا الجروح بل الضــمادا
وكان اذا تهضـــــــــــمه غريب
اقام له القيـــــــامة والمـــــعادا
فأسلمـــــــه الغريب الى قريب
يســـــــخره كما شاء اضطهادا
وكان الاجنـــــــــــبي وقد تولى
زمام الأمر واغتصــــب البلادا
يـــرى أدنى الــــحقوق له عليه
مســــــــــاغ النقد والكلم المعادا



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر .... ليس النهاية
- أدب القضاة 11
- موسيقى أفلام المقاومة ورحيل الموسيقار أرنولد
- أيها الخفاق في مسرى الهوى
- ناتاشا كمبوش وأطفال العراق
- لقائي الاول مع نجيب محفوظ
- أدب القضاة 10
- وردة الغربة على قبر البياتي
- عزف لبناني منفرد
- أدب القضاة 9
- فما لك غير لبنان وتشفى
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 4 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 3 - 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله 2 4 شهادة وذكريات
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 1 4
- عبير
- المقدمات 3
- الاهم : دولة حديثة معاصرة
- أدب القضاة 8
- هدى على شاطيء غزة


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالص عزمي - 654965