أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالص عزمي - فما لك غير لبنان وتشفى














المزيد.....

فما لك غير لبنان وتشفى


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ذر الدمع الملح يزيد وكفا فما لك غير لبنان وتشـــــــــــــــفى
أظلك في الشباب فكان وكنا وحاطك في المشيب فكان كهفــــــــا
ومن لك في النوازل ان ألمت بأرعى ذمة منــــه وأوفـــــــــــــــــى
( الشاعر العراقي حافظ جميل )


تلك الرقة المتناهية في الجمال ؛ جبال تغفو تحت قمة صنين بدعة ؛ وينابيع تتدفق بمياه كأنها الزلال المنقى العذب ؛ وخمائل متشابكة الاغصان بمحبة العشق ؛ يحنو فيها التفاح على الكروم ؛ والكمثرى على الليمون ؛حيث يداعب نسيم الاعالي المعطر بالشوح والسنديان والصنوبر والارز .
لبنان الذي عرفناه ؛ ونمنا في أمنه بأطمئنان ؛ حيث عاد اليه ابناؤه الذين ذابوا فيه هياما ؛ وذوبوا فيه قلوبهم عشقا ؛ ابناؤه السواح قبل ابنائه الذين فتحوا عيونهم عليه ؛ فقد كان هذا الموسم من مواسم لبنان الواعدة حيث تدفقت عليه افواج محبيه ؛ ليعيشوا ساعات الهناءة الخاصة والسعادة العامة .

ولكن هل يرضي ذلك أسرائيل التي ما انفكت تردد انها جنة السواح في الشرق الاوسط ؟!!

لقد ظل لبنان برلمانا تتعالى في جنباته اصوات الحرية والديمقراطية ؛ وظل لبنان ؛ مكتبة العصر فيما يصدر من مطبوعات في شتى الوان المعرفة ومن مختلف المصادر بغض النظر عن تلك الاختلافات في الآيدولجيات والانتماءات ؛ والمعتقدات السياسية والدينية ؛ وظل لبنان قامة فارهة في الاعلام المقروء والمسموع والمرئي ؛ فلا رقيب ولا حسيب الا الضمير ؛ وشوارع مدن لبنان اكبر شاهد على ذلك وهي تنشر على ارصفتها وأكشاكها صحفا تعبر عن الرأي من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ؛ وهو ما ينعكس على كثير من فعاليات المجتمع في نشاطاته ؛ السياسية والتربوية والاقتصادية ... الخ

ولكن هل يرضي ذلك اسرائيل ؛ وهي التي ما برحت تصرخ انها واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط ؟!!

من فترة لا تتجاوز يضع سنوات ؛ أخذت الاموال والاستثمارات ؛ تتدفق على لبنان ؛ وراحت المنشئات الصناعية ؛ والاقتصادية والسياحية والعمرانية تبرز شاخصة في بقاع كثيرة من ارضه الممرعة على الممرع من سهوله ؛ واليسير من سواحل بحره ؛ والمخضل من اكتاف جباله ؛ وراحت رؤوس الاموال تأخذ طريقها الى المصارف والبنوك ؛ ؛ فدبت الحياة مجددا في بلد لا يعرف النكوص ولا التخاذل ؛ حيث استطاع في امد قياسي ان يسترجع عافيته ؛ وتتحرك يد البناء عند مطلع كل فجر جديد حيوي ومنتج فعال .

ولكن هل يرضي ذلك اسرائيل ؛ التي تريد ان تكون رؤوس الاموال المستثمرة من حصتها وحدها ؟!!

نهر الليطاني ؛ نهر العاصي ؛ نهر ابراهيم ؛ نهر البارد ؛ نهر الكبير ؛ تهر الجوز ؛ نهر القاسمية .... الخ
والينابيع الكثر ومنها ؛ نبع العسل ؛ نبع الباروك ؛ وينابيع اليمونة ... الخ وعلى تدفق هذه المياه ؛ تغزو الاسواق المحلية والعالمية منتوجات زراعة لبنان ؛ الثمار والخضار والتبوغ ؛ والزيتيات والسكريات وما ينتج عنها ؛

فهل يرضي أسرائيل ؛ مزاحمة من هذا النوع المزدهر ؛ لمنتوجاتها وصادراتها الزراعية ؛وبخاصة وان عينها شاخصة على وفرة مياه الليطاني ؟!!!

لقد كان مخططا للبنان ...؛ ان يكون مدجنا ضعيفا حييا ناعما خجولا ؛ مهتما بحياته المعيشية ؛ مترفا في مسيرته الاجتماعية والسياسية ؛ واذا بهذا البلد الاشم ؛ يقلب المعادلة رأسا على عقب ؛ ويبرز على حقيقته الشماء الشجاعة ؛ مقاتلا في سبيل الحق ؛ مدافعا عن كرامته ؛ مستبسلا عن عرضه وارضه ؛ بل ذائدا عن شرف امته العربية ؛ بصلابة لا تعرف المهادنة ؛ واقتحام لا يعرف التراجع ؛ وأشتباك لا يعرف النكوص ؛ وتحد لا يعرف بعبعا يسمى ( الجيش الذي لا يقهر ) .
فهل يرضي ذلك أسرائيل ؛ التي كانت تعتبر ـ والى يوم قريب ـ ان مجرد منازلة حزب الله بمثابة تنازل عن كبريائها ؛ حتى صحت على صواريخه وهي تدك مدنها وقراها ؟!!

و يمكننا اليوم ان نضيف لكل هذه الاسباب ( المحلية !! ) ؛ اسبابا خارجية جنونية خطيرة أخرى كان قد خطط لها منذ أمد تدعو الى حرب عالمية ثالثة في منطقة الشرق الاوسط ( الكبير ) ويروج لها الآن علنا ؛ وما على القاريء ـ ان اراد التثبت من المعلومات الدقيقة المضافة ـ الا مراجعة مقالةالكاتب والمخرج الامريكي داني سكيشتر في 18 تموز 2006 تحت عنوان ( هل هذا هو وقت حرب جديدة في العالم الثالث ) مترجمة على موقع كفاية ( زيت نيت العربية ) ففيها حقائق مذهلة عن هذه الحرب العالمية وارهاصاتها ودعاتها المتنفذين الكبار . وهو ما يلقي الضوء على تصريحات السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية امام الصحفيين في فلسطين المحتلة اثناء زيارتها الاخيرة حول جدية المضي في مشروع الشرق الاوسط الجديد .

لهذه الاسباب منفردة او مجتمعة ؛ كانت الحرب على لبنان ؛ شعبا ودولة ؛ وتحية من الاعماق الى كل لبناني ذاد عن حرمة الوطن ؛ فأعطى الدرس ؛ ورفعنا به الرأس مجددا



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 4 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 3 - 4
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله 2 4 شهادة وذكريات
- الجواهري في الذكرى التاسعة لرحيله شهادة وذكريات 1 4
- عبير
- المقدمات 3
- الاهم : دولة حديثة معاصرة
- أدب القضاة 8
- هدى على شاطيء غزة
- اثر المكان العراقي في ثقافتي العامة
- حديثة وما قبلها .... وما بعدها
- ثلاث طرقات مسرحية - الى عوني كرومي شهيد المسرح
- أدب القضاة 7
- يحكى أن 4
- ابن خلدون
- محلة السفينة والاجتياح الاخير
- أدب القضاة 6
- المفهوم الواقعي لتغير بنية الطبقة العاملة
- شارع عمر بن عبد العزيز
- ادب القضاة 5


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالص عزمي - فما لك غير لبنان وتشفى