أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الطيران في سماء غزة














المزيد.....

الطيران في سماء غزة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها ومحلاتها، وذهبت إلى شاطئها و جلست على رملها أتأمل جمال بحرها، كانت الأحلام تمارس لحظات حب مع الأمل لانجاب دولة فلسطينية، دولة لها مذاق الاسترخاء بعد التعب، أما مطارها فقد كان مهرجان تواصل مع العالم واحتضان انتصار قد يرعب أجندات رجال السياسة، ولكن لا بد للحق أن يستفيق من غفوته مهما طال نومه.
تجولت في المطار وشاطرت الرجل الذي كان يشرح لي عن المستقبل وعدد الطائرات التي سيستقبلها المطار رغيف خبز الفرح ، وهمست في سري لقد تعب وطن الأحلام والبارود واللجوء وآن له أن يستريح .
تأملت سماء غزة الزرقاء الصافية، وتمنيت أن أرى غزة من فوق، ولا أعرف لماذا تذكرت في تلك اللحظة، فيلم " الصعود إلى الهاوية " المأخوذ عن قصة حياة الجاسوسة " هبة سليم " التي اعادتها المخابرات إلى مصر وتم محاكمتها واعدامها ، وقد قام الفنان محمود ياسين بدور رجل المخابرات والفنانة " مديحة كامل " التي مثلت دور الجاسوسة أذكر حين حلقت الطائرة في سماء القاهرة قال محمود ياسين " شايفة قديش حلوة مصر من فوق!!
أتذكر تلك اللحظات وأنا أرى سماء غزة الآن يغتالها اللون الرمادي المائل إلى السواد وتنمو على غيومها أصوات الصراخ والنواح وطقوس الرجاء وترتدي طيورها خوذات وسترات واقية للرصاص .
قد تتحمل سماء غزة ثمن المقاومة ومواجهة القنابل والصواريخ والدمار والأشلاء والقبور الجماعية ، ولكن أن تتحمل ثمن الذل فهذه مسألة فيها غسيل للمشاعر والأحاسيس التي أصرت أن تموت واقفة، وفيها اكتشاف لوجوه صارعت الموت وتحدت وتحاول أن تمد جذورها خارج المقابر الجماعية .
هذه المناطيد الرمادية والسوداء التي حملت كراتين المساعدات وكان رميها من الطائرات بعشوائية مقصودة قد اضحكت البعض وقهقه البعض على خطوات الشباب الراكضة والشيوخ والأطفال وهم يهرعون ويلاحقون ويتدافعون محاولين التقاط بعض هذه الكراتين لسد جوعهم، والتشفي بعزيمة الشعب التي تنهار، رأينا جميعنا كيف كانت هذه العشوائية في رميها من الطائرات، صورة مدروسة بدقة وتصميم، كأن كل منطاد يرقص فرحاً من هذه المناظر التي رسموها لإذلال هذه المرحلة ، واعجب لماذا لا تأتي السفن وتنزل هذه الكراتين على الساحل الغزي أو عن طريق المعبر المصري ... هناك عشرات الأسئلة و الطرق والوسائل لكن جميعها تؤكد أن صُناع التوجيهات يعرفون أن الصورة تتغلب على مليون طلقة - لكن أبت أن تذل النفوس الكرام - .
هذه المناطيد قد يتسع لها الفضاء الإعلامي العربي والغربي الذي ينقل الصور ويشعر بعض قادة الدول براحة الضمير والاستسلام أن الواجب الذي يقع عليهم قد قاموا به، وقد تتنفس بعض الحركات الاجتماعية والحقوقية في العالم العربي والغربي بعد أن سقطت أقنعتها المزيفة وجعل مطاردة الكراتين من قِبل الغزيين صورة كسرت قالب الاعتزاز، ولكن يعرفون أكثر أن هناك في داخل الاحتضار من شدة الجوع والخوف والدمار والرصاص خطوات ما زالت تفتش عن أدوات لخلع أنياب غطرسة الطائرات والذين كانوا يرمون الكراتين .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزيات الماجدات
- في بيتنا راديو
- لكوابيس الغزاوية
- غزة من زمن آخر
- تنهدات على تراب غزة
- خواطر من الزمن الغزي
- أين قبري ؟؟ وبابا نويل عارياً
- عندما تتكلم العيون الغزية
- ثرثرة سياسية في عيادة طبيب
- قصيدة غربة
- استقالة ورقة التوت
- دير أبو اليتامى في الناصرة المكان الذي لم يفقد الذاكرة
- لا يوجد عذراء في الشرطة الاسرائيلية
- تل ابيب تبيع توابيت الحزن
- الجزيرة والكلب وبينهما رصاص
- بين عري الجسد وعري القتل والدمار
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الطيران في سماء غزة