أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ثلاث حالات غضب مُهدرة














المزيد.....

ثلاث حالات غضب مُهدرة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السمّاك
الغضب من الأحاسيس الطبيعية التي يشعر بها الإنسان، وعلى الضد منه الارتياح والسعادة والرضا، وكلتا الحالتين لها مسبباتها التي تدفع الإنسان دفعاً إلى التعبير عنهما بالصوت أو بالكلام أو بالفعل،
والغضب نجد تعبيراته الأحتجاجية على الصعيدين الفردي والجماعي بدرجات متفاوتة الشدة،ولعل تفريغ شحناته مهمة للصحة النفسية للإنسان ويأتي بنتائج مفيدة، وقد يأتي بنتائج كارثية إلى ما لا يحمد عقباها، فتكون عندها شحنات الغضب مهدرة، سيما إذا ما كانت ترمي إلى غايات نبيلة. وفي الأيام الماضية تابعت بأسى شديد ثلاث حالات من شحنات الغضب المهدرة لأجل غايات نبيلة:
الحالة الأولى: تتمثل في إقدام الجندي في سلاح الجو الأميركي آرون بوشنل( 25 عاماً) على الانتحار حرقاً أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن؛ احتجاجا على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.وبقدر ما يثير الإرتياح نُبل الرسالة التي كان يبتغي توصيلها لهز ضمائر رفاقه في الجيش وعامة شعبه لإجبار حكومة بلادهم على التوقف عن مشاركتها إسرائيل في جريمة الإبادة-عسكرياً ومالياً وسياسياً- بقدر ما كان المرء يتمنى لو تحولت شحنة غضب ذلك الشاب العسكري إلى أشكال من الإحتجاجات الجماعية المدروسة بعيدة المدى، داخل المؤسسة العسكرية ومع جماعات الضغط وقوى المجتمع المؤثرة.
الحالة الثانية: وتتمثل بهجوم مجاميع غاضبة على امرأة باكستانية مهددين إياها بالقتل لأنها ترتدي فستاناً طُبع عليه كلمات عربية أشبه بالخط القرآني، وظنوا جهلاً منهم بأنها آيات قرآنية،ولولا نجدة الشرطة لها لكانت الآن في عداد الأموات، وهذا الحادث ليس الأول من نوعه يحدث في هذا البلد والبلدان الإسلامية المجاورة والذي غالباً ما يذهب ضحاياه من النساء جراء الفهم المغلوط للإسلام،لكن ماذا لو فُرغت مثل تلك الشحنات من الغضب العارم من أجل قضية إسلامية مشتركة كحماية مسجد الأقصى من دنس الأحتلال الإسرائيلي، أو لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تُزهق فيها أرواح إخوتهم المسلمين في غزة،عوضاً عن تفريغها ضد تلك المرأة المسكينة؟
الحالة الثالثة: وهي حالة لطالما تكررت في السنوات الأخيرة وتتمثل في إقدام مجاميع شبابية من نشطاء الدفاع عن البيئة بانتهاك حُرمة قاعات المتاحف العالمية المخصصة للوحات الفنية من أعمال فنانين عالميين بهدف تخريبها إما بإلصاق أجسادهم باللوحات( لوحة الفنان فان جوخ نموذجاً)، أو بتلطيخها بزيوت سوداء، بغية الضغط على حكومة بلدانهم المتورطة في أعمال مضرة بالبيئة والمناخ!
فهل يُعقل أن تُعالج أفعالاً غير حضارية مضرة للبيئة بأفعال غير حضارية تمس فنون الحضارة البشرية؟ هل عدمت تلك المجاميع في دول يُفترض بأنها متحضرة وعريقة في الديمقراطية كل أشكال الاحتجاج المشروعة والمؤثرة وما أكثرها، ولم تجد سوى هذه الوسيلة المقيتة اللامتحضرة والتي من شأنها تنغّص أيضاً متعة سيّاح صادف حظهم العاثر وجودهم وقت الاحتجاج المقزز؟



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- منى عبد الناصر والإشتراكية على الطريقة الناصرية
- جنين بين النكبة والصمود
- صولتان لإعصار ضواحي باريس
- الحديث الأخير مع ناظم ( 3- 3)
- الحديث الأخير مع ناظم (2- 3 )
- الحديث الأخير مع ناظم( 1- 2)
- كوارث قوارب الموت.. من يتحمل المسؤولية؟
- ستون عاماً على رحيل ناظم حكمت
- صراع العسكر ومستقبل السودان
- أما زالت القضايا القومية ذات راهنية؟


المزيد.....




- روسيا تبدأ تدريبات بالأسلحة النووية التكتيكية.. وأمريكا: موس ...
- -اتصل بنا وإلا سننشر أنك وشيت بجيرانك لحماس-.. صحيفة عبرية ت ...
- مجتمع الميم-عين: ماذا يعني أن تكون مثليا في العراق؟
- بلينكن: الإدارة الأمريكية ستعمل مع الكونغرس لصياغة -رد مناسب ...
- مظاهرة احتجاج صاخبة ضد عمدة العاصمة الألبانية تيرانا
- روسيا والعالم الإسلامي.. عرى صداقة ثقافية لا انفصام لها
- زيلينسكي يدعو السوداني للمشاركة في قمة سويسرا حول أوكرانيا
- السفارة الروسية: العقوبات الكندية الجديدة كسابقاتها عديمة ال ...
- تايلور غرين تصف زيلينسكي بالديكتاتور لإلغائه الانتخابات الرئ ...
- أبرز مواصفات هاتف Xiaomi الجديد


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - ثلاث حالات غضب مُهدرة