أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الفلسطينيون بين قنبلتين














المزيد.....

الفلسطينيون بين قنبلتين


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعد التهجير القسري لأي شعب شكلاً من أشكال إبادة هويته ومحاولة لاجتثاث جذوره من تراب وطنه، وهذا ما جربته إسرائيل في نكبة 48، لكنها فشلت في تهجير الشعب الفلسطيني برمته، ونجح جزء منه بالتشبث بوطنه( عرب 48)، وإن فُرض عليه العيش داخل الكيان الصهيوني .ولو كان بمقدورها حينئذ إبادة الشعب الفلسطيني بالأسلحة الفتاكة الحديثة التي تملكها الآن لما ترددت عن ذلك. لكن حُلم الإبادة ظل يُداعب مخيلة قادة الكيان ، سواء أمكن لهم تحقيقه بأسلوب التهجير القسري،أو بأسلوب المجازر الدموية البشعة المتتابعة، أو بالإسلوبين معاً، تماماً كما هو جارٍ الآن بحق الغزاويين منذ أزيد من ثلاثة شهور. ولأن الأسرائيليين وجودهم طاريء وكيانهم مصطنع ظلوا يكرهون بشدة وجود هذا الشعب على أرضه، وكل مايُمت بهُويته وتجذره فيها بصلة، ومارسوا عقوبة نسف المنازل،إن على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، لأن هذه البيوت بتاريخها العريق شواهد تنقض سرديتهم الصهيونية بأن فلسطين أرض بلا شعب. وإذ اضطر الاحتلال الإسرائيلي الأنساب من قطاع غزة 2005 فلم يكن ذلك طواعية،فضلاً عن أن القطاع ظل محاصراً براً وجواً وبحراً منذ ذاك العام، وظلت هذه البقعة من الوطن الفلسطيني تشكل على الدوام عقبةً كأداء في وجه المخططات التوسعية الإسرائيلية؛ وذلك بفضل بسالة وصمود مقاومتها وأهاليها، لا بل كانت أشبه بالمرض السرطاني العضال في خاصرة الكيان الجنوبية. وإذا كان رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين لم يتردد في الإعراب عن حُلمه بأن يصحو يوماً وقد ابتلعها البحر، فإن وزير التراث عميحاي إلياهو خلال حرب الإبادة الحالية كان أكثر صراحة في شغفه بتحقيق الإبادة الفورية من خلال إسقاط قنبلة نووية على القطاع!
وإذ تمكن الاحتلال من إبادة ما يقرب من 25 ألف فلسطيني حتى الآن من أهل القطاع،جلهم من الأطفال والنساء،وذلك من أصل مليوني ونيف من سكانه،فهل بوسعه تحقيق حلمه الجنوني بإبادة المليونين المتبقيين؟هنا يكمن الفرق بين قنبلة إسرائيل النووية وعجزها عن استخدامها لإبادة الشعب الفلسطيني برمته، أو في القطاع، وبين القنبلة الديموغرافية الفلسطينية النقيض المبطل للقنبلة النووية الإسرائيلية.
لقد أخذت القنبلة الديموغرافية الفلسطينية في التضخم لعقود طويلة ، في مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، سواءً على أرضه داخل الكيان، أو في الضفة والقطاع أو في الشتات، وظلت تشكل بعبعاً حقيقياً لقادة إسرائيل المتعاقبين، سيما في ظل العجز عن مضاهاتها في القوة، رغم كل السُبل التي لجأ إليها هؤلاء القادة للحد من تضخمها، إن في شن الحروب على الفلسطينيين، أوفي حرب الإبادة الحالية الأشرس والأطول التي تُشن على أهل القطاع.وزاد من هذا الفارق بين القنبلتين أن عدد اليهود الذين هاجروا من الكيان، وفق معطيات مركز الإحصاء الإسرائيلي نحو 17 ألفاً عام 2015، في حين أن انخفاض الهجرة اليهودية إلى إسرائيل بلغ العام الماضي 20% وسط تزايد ملحوظ في الطلب على الحصول على الجنسيات الأُوروبية، علماً بأن الزيادة السكانية في أعداد سكان إسرائيل كانت تتحقق بقفزات في معدلات الهجرة إليها أكثر من معدلات الزيادة السكانية.وليس غريباً لذلك أن تحرص على أن تكون من الدول الريادية لعلاج العقم وزيادة معدلات الخصوبة.
وأياً كان أسباب تذبذب معدلات الزيادة السكانية بين الطرفين بين الفينة والأُخرى ، فإن تمكن الفلسطينيين من المحافظة على الجسم الرئيسي من قوتهم الديموغرافية حقيقة لا يمكن لإسرائيل وحلفاؤها الدوليين، وعلى رأسها أميركا،،تجاهلها، فهي سر استمرار القضية الفلسطينية حية،كما هي سر استحالة شطبها مادام شعبها جيلاً إثر جيل لم يقنط من النضال من أجل انتزاع حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف دولياً، وبضمنها حقه تقرير المصير وحق العودة وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- منى عبد الناصر والإشتراكية على الطريقة الناصرية
- جنين بين النكبة والصمود
- صولتان لإعصار ضواحي باريس
- الحديث الأخير مع ناظم ( 3- 3)
- الحديث الأخير مع ناظم (2- 3 )
- الحديث الأخير مع ناظم( 1- 2)
- كوارث قوارب الموت.. من يتحمل المسؤولية؟
- ستون عاماً على رحيل ناظم حكمت
- صراع العسكر ومستقبل السودان
- أما زالت القضايا القومية ذات راهنية؟
- الرأسمالية والإنفاق على أسلحة الدمار الشامل
- الحرب الروسية الأوكرانية وحروب الأستدراج


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الفلسطينيون بين قنبلتين