أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - موريس نهرا - المسار التاريخي للصراع الاجتماعي وموازنة الإفقار 2024














المزيد.....

المسار التاريخي للصراع الاجتماعي وموازنة الإفقار 2024


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 10:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



ليس جديداً أن تكون السياسة الاجتماعية للطبقة السلطوية مناقضة تاريخيا لمصالح الطبقات الشعبية والفقيرة. لكن الجديد هو بمفاقمة الضرائب والرسوم على الطبقات المذكورة في موازنة عام 2024، وتجاهل الضائقة المعيشية الشديدة والتدهور الاجتماعي، وتجاهل أمن الناس الصحي والتعليمي والغذائي.. الخ، ومقتضيات صمود أهلنا في القرى الحدودية والنازحين منها.

فالمسار التاريخي للصراع في القرنين المنصرمين، يحمل في جوهره طابعاً إجتماعيا مع بعد وطني تجلّى في العاميات والثورات الفلاحية والشعبية التي طغت في القرن 19، رداً على الظلم الاجتماعي الإقطاعي المستند الى دعم السلطنة العثمانية. ولم يكن القمع والعنف الوسيلة الوحيدة لضرب هذه الثورات، بل لجأت قوى الإقطاع والسلطة العثمانية الى تقسيم صفوف الفلاحين وضرب وحدتهم من خلال تقسيم الإمارة على أساس طائفي بعد عامية انطلياس الثانية عام 1840، بإنشاء قائمقامية برئاسة مسيحي شمال خط الشام، وقائمقام درزي جنوبه.
وعندما فشل هذا التدبير في إطفاء شعلة النضال الشعبي الفلاحي ضد استمرار الظلم وزيادة الضرائب، أقدم الإقطاعيون والسلطة العثمانية، ومعهم الدول الأوروبية المتغلغلة في بلدنا والطامعة بتعزيز نفوذها وسيطرتها، على افتعال الفتنة الطائفية الشهيرة عام 1860، لضرب انتصار الثورة الفلاحية بقيادة طانيوس شاهين عام 1859. فترافقت هذه الفتنة مع قتل وحرق وتهجير قرى وبلدات عديدة.
وتوصل المتواطؤن الى اتفاق فيما بينهم تجلّى في بروتوكولات 1863-1864، التي تفرز اللبنانيين الى طوائف، ترعى كل دولة أوروبية طائفة مسيحية معينة، وترعى بريطانيا الطائفة الدرزية. كما أدخلوا التمثيل الطائفي في مجلس المتصرفية. علماً أن الصراع لم يكن أساساً بين طوائف بل بين طبقات إجتماعية هي الفلاحين والإقطاعيين. وقد انعكس التمثيل الطائفي في المواقع السلطوية تمازجاً بين الطابع السياسي والإداري العام للموقع، وبين التمثيل لطائفة، علماً أن الطابع الطبقي الإجتماعي للصراع، يستدعي تمثيل المكونات الإجتماعية للصراع وللبلاد وليس العكس. خصوصاً وان المنتمين الى نفس الطبقة الاجتماعية، هم من عدة طوائف، لكن مصلحتهم الاجتماعية المشتركة، توحدهم.
في حين أن الطائفة لا تتميز بوحدتها إلا في طقوسها الإيمانية والدينية، وليس بوحدة بنيتها الاجتماعية . فالأقلية المستغِلّة هي من طوائف متعددة، وكذلك الأكثرية الشعبية التي تجمعها مطالبها وحاجاتها وقضايا تحررها من الاستغلال. وليس خافياً أن الأديان تتلاقى في القيم الإنسانية والإجتماعية والأخلاقية، وليس العكس، لكن قوى السيطرة الخارجية وأعوانهم في الداخل، يفتعلون تأجيج الإنقسامات لبسط سيطرتهم وتحقيق مخططاتهم لبنانياً وإقليمياً على حساب لبنان الدولة والشعب والوطن، والقيم الإنسانية.
لقد حمل انعكاس هذه التركيبة الطبقية الطائفية المختلّة في مرحلة لبنان الكبير، وفي مرحلة الاستقلال، خللاً بنيوياً يضفي على القضية الإجتماعية والوطنية طابعاً طائفياً مهتزاً. وقد كانت ثورة 1958 مثالاً على ذلك لكن الطبقة السلطوية، رغم وعود رئيس أول حكومة إستقلالية، رياض الصلح، تمسكت بالنظام الطائفي لأنه يغطي مصالحها بخاصة ويحمي فسادها، ولو على حساب بناء دولة ديمقراطية حديثة متماسكة ووطن حصين. فلم يقدموا على تحقيق الإصلاح الضروري، حتى وفقا لما كان يرمي اليه الرئيس فؤاد شهاب، الذي استقدم بعثة ايرفد للقيام بدراسة متأنية للواقع اللبناني، والتي رأت أن في لبنان مشكلة أساسية، تحتاج الى معالجة، هي التفاوت بين الطبقات الاجتماعية، وبين المناطق. علماً أن الهوة المذكورة قد اتسعت، والأزمات الاجتماعية والوطنية قد تفاقمت مع أزمة بنك انترا وانعكاساتها منذ أواسط الستينيات، التي تسبّبت بتحركات شعبية تطالب بالإصلاح إقتصادياً وإجتماعياً، وباعتماد السلطة سياسة وطنية دفاعية تحمي لبنان من اعتداءات العدو الإسرائيلي على المطار وغيره.
ومع أن هذه الأزمات المحتدمة، بوجهيها الاجتماعي والوطني قد شكلت الممهدات الداخلية لانفجار الحرب الأهلية ومآسيها، فإن الطبقة السلطوية بالتواطؤ مع من أُوكلت إليهم إعادة بناء الدولة ، أعادوا إقامتها على الأسس الطائفية والطبقية نفسها، التي تكمن التناقضات في بنيتها وسلطتها. وإن استمرار سياستهم الاجتماعية وتدخل السلطة الفاضح لمصادرة استقلالية الحركة النقابية، أضعفت دور الحركة الشعبية والعمالية، لكنها لم تلغ أسباب الأزمات، بل أدّى تفاقمها الى انفجار انتفاضة 17 تشرين التي شكلت محطة نوعية مهمة تتلخص بالتحرك الشعبي الكبير خارج أسر الطوائف وزعاماتها، وان جرى إضعافها بالقمع الرسمي والميليشياوي وبدور القوى الطائفية في التأثير على قسم من جمهورها. فما بقيت أسبابب حالة الإفقار والإنهيار قائمة، فإن الإستياء الشعبي وصولا الى الانتفاض والاستفادة من التجربة الأولى يبقى مستمراً. وليست الاعتصامات والإضرابات التي لم تتوقف، سوى تأكيد على أن شعلة النضال من أجل التغيير لم تنطفأ. فالإصلاح والتغيير الحقيقي هو ضرورة ملحة إجتماعية ووطنياً، وينبغي أن تتبلور في بناء دولة العدالة الاجتماعية والمواطنية والديمقراطية والقادرة على حماية الوطن. وتوفير شروط العيش بكرامة.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب التجربة الغنية المتجذر بشعبه.. والمتجدد بشبابه
- جمول المشعل المضيء في ظلامٍ دامس
- العيد المفقود
- فيديل كاسترو الحاضر أبداً بفكره وثورة شعبه
- بتوافقات السلطويين وبخلافاتهم الشعب والدولة هما الضحية
- المد اليساري التحرري في القارة اللاتينية
- حوار عن -فرج الله الحلو- ودوره في معركة الاستقلال ورفض تقسيم ...
- النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة
- حكومة النظام والطبقة السلطوية بمظلة خارجية
- كوبا الثورة والصمود والمثال
- يديرون الانهيار ويتحايلون على الشعب
- الشهداء الشيوعيون منابر تحرير الوطن والإنسان
- البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل
- كوبا تجدُّد وانفتاح ضمن الطابع الإشتراكي
- رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة
- فكر مهدي عامل اليوم... أكثر توهّجاً
- تشابه واختلاف في الأزمة اللبنانية والفنزويلية


المزيد.....




- الدفاع المدني: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 21 بعد غارة إسرائيلية ...
- غارات إسرائيلية -عنيفة- على الضاحية الجنوبية، وحزب الله يعلن ...
- ستوكهولم: مجموعة مرايا فعالية منوعة مع محاضرة (توعية عن أور ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء ...
- أمين عام مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف العدوان على غزة
- الدفاع الروسية: إصابة قاعدة وقود في جنوب أوكرانيا ومطار عسكر ...
- عشية ذكرى 7 أكتوبر.. الجيش الإسرائيلي ينشر تعزيزات في منطقة ...
- إعلام عبري: مصر تتوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ...
- روسيا تختبر منظومة محمولة جديدة لقمع الدرونات
- اليابان.. تطوير طريقة جديدة لإيصال الدواء إلى مركز الذاكرة ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - موريس نهرا - المسار التاريخي للصراع الاجتماعي وموازنة الإفقار 2024