أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلف علي الخلف - العلاقة بين اليهود وحائكي السجاد في رواية بازيريك للماجدي














المزيد.....

العلاقة بين اليهود وحائكي السجاد في رواية بازيريك للماجدي


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 07:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل أن تصدر رواية بازيريك للصديق الشاعر والصحفي عبد الرحمن الماجدي أرسل لي نسخة للاطلاع، للأسف بسبب الترحال وعدم الاستقرار لم اقرأها. وظل احساس بالذنب يلاحقني حول روايته. صدرت الرواية في نهاية عام 2021 بـ 228 صفحة بالقطع الكبير، عن دار مخطوطات، بهولندا. عدت وطلبت منه النسخة الصادرة وأكرمني بنسخة رقمية.

الكاتب، أي الصديق الماجدي شاعر مقل، ليس فقط شاعراً مقلاً بل شاعر قصيدة نثر في عمومها قصيرة، أخذه العمل الصحفي لفترة طويلة، وها هو يأتي الى عالم الرواية الذي يطلب رواية حكاية أو حكايات وهو إضافة لما ذكرت شخص قليل الكلام.
لم يخطر في بالي إلى ما يشير اسم الرواية الغريب لكني توقعت أنه فارسي، فقد حدثني مرات عدة عن رحلته، وربما أكثر من مرة، لبلاد فارس.

تبدأ الرواية من هولندا، حيث يقيم الكاتب وبطل الرواية وتذهب إلى إيران ثم تعود أحداثها إلى هولندا.. وحكايتها تبدأ من اعلان يأتي لبيت الراوي في مدينة إيدي الهولندية يعلن عن تخفيضات في محل سجاد في المدينة اسمه بازيريك.
ومن هنا يبدأ تعرفه على المحل وصاحبه الإيراني الذي جاء لاجئا إنسانيا لهولندا ولم شمل عائلته لاحقا. زوج ابنته لابن أخيه رضا الذي سيكون شخصا رئيسيا في الرواية. نتعرف من خلال محل السجاد على الموظفة السورينامية التي تعمل فيه وظني أن اختيار هذه الشخصية كان مقصوداً لإظهار العلاقة الاستعمارية بين هولندا وسورينام التي تعتبر أصغر دولة في أمريكا الجنوبية ومن أكثر الدول فقراً ويتحدث سكانها الهولندية وظلت هناك علاقة قانونية بين سكانها والبلد المستعمر لفترة طويلة.
من خلال زيارات الراوي لمحل السجاد، يعرفنا على أنواع السجاد الفارسي ونعرف خلال ذلك أن بازيريك سجادة مشهورة ومعروفة وتنسج يدويا وتقلد باستمرار. بعد تردد على المحل وقيام علاقة ودية بينه وبين اصحاب المحل يقرر أن يرافق رضا [ابن صاحب المحل] في رحلته إلى إيران، وهو الذي كان ذاهبا لشراء السجاد من أصفهان وشيراز.

لكن كان لافتا منذ البداية تعاقب فصول الرواية بين فصل يتحدث عن احداث يعيشها الراوي وتجري الآن؛ أعني في زمن الرواية، وفصل آخر يتحدث عن نشوء مملكة داوود وشلومو "سليمان" ثم مملكة يهودا وبني إسرائيل بمعلومات توراتية وتاريخية مع قليل من السرد الذي يحتاجه الروائي للربط. هذا الخط الموازي في الرواية يأتي على ذكر سليمان وتسخير الريح له وأساطير طيرانه ثم يتتبع هذا الخط السبي البابلي وفقا للرواية التوراتية الذي ينتهي عند آخر ملوك بابل الملك الحرّاني نابونائيد الذي انتصر على مملكته كورش الأخميني.
اتخذ الروائي من أسطورة بازيريك أو حقيقتها التاريخية معادلاً موضوعياً ليقوم بنا بجولة في تاريخ إيران الحالية وتاريخ بني إسرائيل واليهود. حيث يلتقي التاريخ القديم والحديث في محل الأنتيكة الذي يملكه هارون اليهودي في شيراز.

في نهايات الرواية يكشف الروائي من خلال الراوي لنا و كحيلة تقنية أن من كتب فصول بني إسرائيل ويهودا هو هارون الإيراني اليهودي لتقديم تفسيره وروايته المسندة لحكاية سجادة بازيريك ووجودها في سيبيريا بل إن الرواية تذكر أن السجادة التي كانت في متحف الأرميتاج تمت سرقتها من هناك وإعادتها لإيران بعملية مخابراتية بأمر من الشاه. فهي تعتبر أقدم سجادة وتنسب لما سمي بلاد فارس لاحقا حيث تقول الرواية أنها وجدت في سيبيريا وتعتبر أقدم سجادة وأم السجاد.

الرواية تقدم معلومات مختصرة عن تاريخ السجاد ومن خلال تتبع سجادة بازريك تقدم أيضا معلومات عن تاريخ بني إسرائيل. وعندما يأخذنا الراوي معه إلى إيران يقدم لنا معلومات عن إيران الحالية تحت حكم الملالي. لابد إذاً أن تمر على الحرب العراقية الايرانية، من خلال شذرات من الإشارات اللماحة، وعلى علاقة المثقفين غير المتدينين، كي لا نقول اليساريين، بالسلطة القائمة، وترد فيها أيضا نظرة السلطة لهم. يدور الحديث عن العلاقة بين الطرفين من خلال مقهى يدعى "مقهى اليائسين"، السري الذي تعلم به السلطة، ويعتبر ناديا لهؤلاء المثقفين ترتكب فيه الموبقات وفق تعابير الملالي، لكن السلطة لا تعتبر أنهم يشكلون خطرا، فتتركهم وموبقاتهم من خمر وحشيش وجنس طالما لا يتعاطون السياسة. ولا بد لي من ذكر أحد الغرائبيات التي مرت في الرواية حيث تقوم أكاديمية وإعلامية من شخوص الرواية بممارسة الجنس مع ثعبان اسود بشكل مستمر ويتلصص عليها رضا من سطح بيتهم.
لاشيء في الرواية مجاني وهذا أهم الاشياء التي لفتت نظري فما يرد في بدايات الرواية دون أن ندرك تفسيره سنجد أنه سيكون موظفا في أحداث الرواية القادمة بقصدية عالية واشتغال على التفاصيل. كما استخدم الكاتب تقنية الأحلام في تقديم بعض أحداثها.
اللغة كانت هادئة بسيطة لا تخلو من مجاز في بعض الأحيان لكنه مجاز سهل مجاز غير شعري مجاز الناس العاديين حتى وهو يتلى على لسان الراوي الصحفي.

لكن أهم ملاحظة لي على الرواية هي فائضية الفصل الأخير عن الحاجة، حيث يعود الراوي ولا يجد المحل الذي كان يزوره لنكتشف أنها كانت رحلة عبر الزمن للوراء. فلم أجد مبررا تقنيا لهذا الفصل.

الرواية، وهذا أحد معاييري في قراءة الكتب، متدفقة، لا يثقلها الكاتب برؤيتها للحياة ومواضيعها ومساربها من خلال وضع هذه التصورات على لسان وفي أدمغة شخوص روايته؛ فقد كانت الشخصيات تتحرك وتتحدث وفقاً لمسار وعيها وممكناته..



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام حلوم في «كسْر ِالهاء»: الحنين كمنبع للشعر
- المهنة كوسيلة لفهم تركيب وسلوك الشخصية السورية
- السياسة في سوريا بين الجهل النظري وافتقار الممارسة
- نصوص فاطمة إحسان: بين صفاء الموهبة وخداع النماذج المكرسة شعر ...
- دفاعاً عن لبنان الضحية بوجه الإجماع السوري
- في أصل «الشَّوَايا» اصطلاحًا ولغة
- أما آن الأوان لدول الخليج أن توقف تبرعاتها للمنظمات الدولية ...
- عن گلگامش السومري وتأثيره في حياتي
- تغريبة القافر لزهران القاسمي أو عندما تبدو الحياة كحكاية
- سيرة العشائر الزراعية في رواية -خربة الشيخ أحمد- ل عيسى الشي ...
- هل يحب برهان غليون السمك مع الخاثر؟
- في نقد الإستجابة الإقليمية لمنظمة الهجرة الدولية للأزمة السو ...
- حازم صاغية في فخ الذاكرة الثقافية السورية المزورة
- حان وقت رفع راية استقلال إقليم الجزيرة الفراتية عن سوريا
- عن انقلاب الرفيق رياض الترك على قيادة الشباب للثورة السورية
- الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام
- هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل
- حين لا تجد الأمم الكلمات لوصف المذبحة السورية
- هل كان سعدالله ونوس صنيعة نظام الأسد
- فضائح المنظمات الإغاثية الدولية


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خلف علي الخلف - العلاقة بين اليهود وحائكي السجاد في رواية بازيريك للماجدي