أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل














المزيد.....

هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن من الممكن قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تنشر الصحافة الرصينة وصف حيوان لرئيس دولة، أو زعيم سياسي دون أن يكون رئيسا، حتى لو جاء هذا التعبير على لسان أحد خصومه، لكن الرئيس ترمب رئيس القوة العظمى في العالم جعل هذا الأمر ممكنا، متداولا، مكررا، عاديا أيضا. كرره عدة مرات، شفاهة وكتابة، وفي التغريدة الأخيرة لم يكرره فحسب، بل جعله تعبيرا «Gas Killing Animal»، مؤكدا عليه كتسمية لطاغية دمشق باستخدام الأحرف الكبيرة في أوائل الكلمات كي يمكن اختصاره إلى GKA، وهذا يعني أن الرئيس الأميركي ليس فقط قاصدا استخدام هذا التعبير وتكراره، بل يريد تحويله إلى مصطلح.

ورغم أني استخدمت شخصيا، البراميلي كوصف للطاغية ونظامه لإفراطه في استخدام البراميل المتفجرة لإبادة السوريين الذين اعتبرهم جميعا حواضن إرهابية إلا من والاه، لكن وصف الرئيس الأميركي أكثر دلالة سياسية في التحرك الأميركي. ليس لأنه أكثر دقة، ولا أكثر شناعة فحسب، لكن استخدام هذا التعبير هو تمهيد للخطوة الأميركية التي تمثلت بضرب منشآت يستخدمها نظام «حيوان الغاز القاتل» لتصنيع الكيماوي. فاستخدام هذا التعبير من الرئيس الأميركي مخاطبا بدرجة أساسية الجمهور الأميركي والغربي، ذو مفاعيل سياسية، تعني شرعنة التحرك الأميركي مع حلفائهم من خارج مجلس الأمن.

وإذا كان وظيفة استخدام الكيماوي في دومـا اختبار الخطوط الحمراء لإدارة ترمب من طرف الإيرانيين بدرجة أساسية، فإن التحرك الأميركي هو لإنقاذ النظام الدولي بالدرجة الأولى، الذي استقر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي على هيمنة القوة الأميركية الاقتصادية والسياسية والعسكرية، واستقرار القيم الليبرالية التي تقول بنهاية عصر الطغاة، وإنهاء حفلات الإبادة الجماعية لشعوبهم، وانتصارا لمبدأ التدخل الإنساني، ليس فقط ضد إبادة شعب من الشعوب، بل للقضاء على التهديد العمومي للعالم المتمثل بأسلحة الدمار الشامل التي منع النظام الدولي الجديد استخدامها.

ورغم أن السوريين يعتبرون أن استخدام الكيماوي من «حيوان الغاز القاتل» لم يحصد من أرواح شعبهم أكثر من البراميل، وبقية أدوات القتل الجماعي، إلا أن استخدام الكيماوي يقدم ذريعة شرعية للتحرك خارج مجلس الأمن لإنهاء خطر هذا الاستخدام، ومتابعة الضغط لإيجاد الحلول لوضع جغرافي سياسي أصبح معقدا في سورية ويهدد العالم أجمع.

أشار ترمب في إحدى تغريداته إلى عدم التزام إدارة أوباما بخطوطها الحمر التي وضعتها لنظام حيوان الغاز القاتل، مؤكدا أنها لو فعلت ذلك لأصبح الأسد جزءا من التاريخ الآن. هذا عدا عن كونه صحيحا، فهو يقدم إشارة بالغة الوضوح على أن حكم عائلة الأسد سيصبح جزءا من التاريخ بعد المهادنة الدولية معه، والرضوخ للضغط الروسي ببقائه.

التطور اللافت في هذه المعمعة هو الموقف الإسرائيلي المتحول من بقاء نظام الكيماوي، حيث أدانت الخارجية الإسرائيلية هجوم النظام السوري بالكيماوي على دوما! وهو ما اعتبرته روسيا استنتاجا متسرعا! وبحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية التي نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أمنيين كبار قولهم إن «نظام الأسد والأسد نفسه سيزولان من الخارطة والعالم إذا حاول الإيرانيون ضرب إسرائيل أو مصالحها من أراض سورية»، ردا على الغارة الإسرائيلية على مطار التيفور الذي يتخذه الحرس الثوري الإيراني قاعدة له وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر الحرس الثوري، بما فيهم مسؤولون كبار شيعتهم إيران. هذا إضافة لتصريح وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، أن «إسرائيل لن تسمح بترسيخ التواجد الإيراني في سورية، مهما كان الثمن». ومهما كان الثمن تعني أنه حتى لو أدى ذلك لإسقاط النظام نفسه. وتزداد أهمية هذه التصريحات بعد أن أعلن وكيل خامنئي في لبنان حسن نصرالله أن إسرائيل بضرب التيفور وضعت نفسها بمواجهة إيران وإنها ارتكبت خطأ فادحا.

عدم تمرير القرار الروسي في مجلس الأمن ولمرتين متتاليتين، يعني أن أميركا هذه المرة لم تقبل أي حركة التفافية، لعرقلة تحركها ضد استخدام الكيماوي، سواء تم ذلك داخل مجلس الأمن أو خارجه، وهذا ما كرره المسؤولون الأميركيون بوضوح.

بعد تغريدة ترمب التي أعلن فيها أن أميركا ستضرب بالصواريخ الذكية واللطيفة والجديدة، وعلى روسيا أن تستعد، بات واضحا أن الضربة صارت مؤكدة، لكن مسؤولين في البنتاغون أكدوا أن الخيارات كلها مفتوحة، وهذا يعني أنهم فتحوا الباب لخيار «اللا ضربة» أيضا، وأكد ترمب بعد ذلك أنه لم يحدد موعد الضربة، وهو ما يعني إفساح المجال للمفاوضات مع الروس على سلة حل متكاملة للوضع في سورية. لكن المحادثات التي أوكلت للرئيس الفرنسي فشلت على ما أوضح لافروف صباح الضربة.

إن الضربة الأميركية التي انتصرت فيها وجهة نظر وزير الدفاع الأميركي، التي أراد اقتصارها على المنشآت التي يستخدمها النظام في إنتاج الكيماوي، على وجهة نظر الرئيس الذي كان يريدها ضربة قوية توجه للإيرانيين، إضافة لتقويض قدرات النظام العسكرية، وتقويض الدور الروسي، وفقا لما نشر الإعلام الأميركي، خلطت الأوراق من جديد في الخارطة السورية.

ورغم أن تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض التي تلت الضربة أكدت على بقاء وجهة النظر الأميركية فيما يخص الوضع السوري دون تغييرات، فإن الضربة أوقفت مسارات بوتين للحل المنفرد وتحت جناحه الملالي وإردوغان، وأعادت الأميركان لاعبا أساسيا، ليعاد مسار جنيف الذي تم تهميشه، لكن بخطوط حمر أميركية جديدة وجدية، ومدعوم بمفاوضات روسية - أميركية تتضمن هذه المرة ترتيبات ما بعد «نظام بشار»! وهذا أصبح ممكنا بعد إبعاد الفصائل العسكرية الإسلامية المسلحة عن محيط العاصمة دمشق، وضمان عدم حصول مفاجآت تربك حسابات التفاوض، فأقرب الفصائل للعاصمة هي الجبهة الجنوبية، وهم ملتزمون بالقرارات الأميركية.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين لا تجد الأمم الكلمات لوصف المذبحة السورية
- هل كان سعدالله ونوس صنيعة نظام الأسد
- فضائح المنظمات الإغاثية الدولية
- عن العنصرية الخفيّة واتنزاع الأطفال من ذويهم في السويد
- فنون الوحشية عند تنظيم الدولة الإسلامية
- أين أخطأ البارزاني في مشروع استقلال كردستان
- قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران
- الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي
- الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية
- الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر ...
- خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد
- الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل