أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ














المزيد.....

أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 00:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ


مقدمة:

لقد ركز المجتمع بشكل كبير على المظهر الجسدي، مما دفع العديد من الأفراد إلى الاعتقاد بأنهم قبيحون. ومع ذلك، فإن هذا التصور مضلل وغالبا ما يتأثر بالمعايير المجتمعية وتوقعات الجمال غير الواقعية. إن فهم أن الجمال متعدد الأوجه ويمتد إلى ما هو أبعد من المظهر الجسدي أمر بالغ الأهمية. يهدف هذا المقال إلى التعمق في فكرة أننا لسنا قبيحين بطبيعتنا، بل إن تصورنا ينحرف عندما نعتمد على المرآة الخاطئة.

الجمال الجسدي أمر شخصي ومتغير باستمرار وغير مستدام.

مجتمعنا غارق في الصور الباذخة، والصور المعدلة، والمثل العليا غير الواقعية للجسم. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن مقارنة أنفسنا بهذه المعايير المصنعة لن يؤدي إلا إلى الشعور بالنقص وكراهية الذات.

الجمال ليس جسديا ؛ الجمال يشمل صفات مثل اللطف والرحمة والذكاء والموهبة. يجب أن يتحول مجتمعنا نحو تقدير الجمال الداخلي بدلا من المظهر الخارجي. إن التأكيد على هذه الصفات يمكن أن يساعد الأفراد على التعرف على قيمتهم الحقيقية بما يتجاوز الجماليات.

غالبا ما يكون إدراك القبح نتيجة للحديث السلبي عن النفس وتدني احترام الذات. بدلا من التركيز على العيوب المتصورة، من الضروري تغيير عقليتنا والبدء في تقدير صفاتنا الفريدة والفردية. إن فهم أننا نمتلك الجمال بداخلنا يمكن أن يعزز قبول الذات والثقة.

الاعتماد المفرط على الآخرين للتحقق من الصحة يضر بإدراكنا لقيمة الذات. إن الحصول على موافقة المجتمع أو وسائل الإعلام أو الأقران يمكن أن يؤدي بنا إلى الضلال عن التعرف على جمالنا. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيفية تحديد معاييرنا الخاصة للجمال واحتضان أنفسنا دون قيد أو شرط.

يختلف مفهوم الجمال باختلاف الثقافات والمجتمعات. ما قد يعتبر غير جذاب في مكان ما، يمكن أن ينظر إليه على أنه جميل في مكان آخر. إن إدراك هذه النسبية الثقافية يمكن أن يساعد الأفراد على فهم أن معايير الجمال تعسفية ومقيدة.

تلعب وسائل الإعلام دورا محوريا في تشكيل تصورنا للجمال. ومن خلال الترويج لمُثُل غير واقعية، فإنها تعمل على إدامة دائرة من الشك الذاتي وعدم الكفاءة. ومن الضروري أن نتعامل بشكل نقدي مع ما تقدمه وسائل الإعلام وأن نذكر أنفسنا بأن ما نراه غالبا ما يكون مجرد وهم.

مقارنة النفس بالآخرين هي فخ سهل الوقوع فيه، ولكنها قد تضر باحترام الفرد لذاته. يمتلك كل فرد مزيجا فريدا من الميزات والخصائص التي تساهم في علامته التجارية الفردية للجمال. من الضروري التركيز على رحلتنا بدلا من مقارنة أنفسنا بالآخرين باستمرار.

يتلاشى الجمال الجسدي بمرور الوقت، ويصبح ربط قيمتنا الذاتية به فقط أمرًا محفوفا بالمخاطر. مع تقدمنا في العمر، يجب أن يتطور تصورنا للجمال ليشمل الحكمة والخبرة والنمو الشخصي الذي يأتي مع مرور الوقت. إن إدراك أن الجمال الدائم يأتي من الداخل يمكن أن يعزز قبول الذات والرضا الداخلي.

تعتبر الرعاية الذاتية ورعاية صحتنا العقلية والعاطفية من الجوانب الأساسية لتقدير جمالنا. إن الاعتناء بأنفسنا جسديا وعقليا وعاطفيا يسمح لنا بتنمية صورة ذاتية إيجابية ويمنعنا من الهوس بالعيوب المتصورة.

في الختام، فإن وصف الشخص لنفسه بأنه قبيح غالبا ما يكون حكما غير عادل تديمه المعايير المجتمعية وتوقعات الجمال غير الواقعية. ومن خلال تحويل تركيزنا بعيدا عن المظهر الجسدي واحتضان جمالنا الداخلي، يمكننا إعادة تعريف إدراكنا لذاتنا. إن إدراك أن الجمال متعدد الأوجه وذاتي يمكننا من تقدير صفاتنا الفريدة، مما يؤدي إلى قبول الذات والثقة والعقلية الأكثر صحة. لذلك، لا بد من أن نتذكر أننا لسنا قبيحين بطبيعتنا؛ نحن ببساطة بحاجة إلى اختيار المرآة المناسبة التي نرى أنفسنا من خلالها.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير خارج الصندوق: عودة داعش المحتملة، محمد عبد الكريم يو ...
- البحث عن السعادة الحقيقية
- الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخ ...
- الاستعمار في مسرحية فتى الغرب اللعوب
- عندما توقع عقدا مع الشيطان، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة في الوظائف العامة: استكشاف الظاهرة مع الأمثل ...
- المساكنة: للجنون ألوان مختلفة، محمد عبد الكريم يوسف
- نموذج شكسبير في الدفاع عن الحرية
- المساكنة ، مزاياها و رزاياها
- حديث مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز: منتد ...
- استراتيجيات التخاطب اللغوية والصياغة القانونية (السمات النحو ...
- لقاء مع مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز على برنام ...
- سوريا كما ظهرت في الأدب الانكليزي، محمد عبد الكريم يوسف
- دمشق كما صورها الأدب الإنكليزي
- الخلافات الطائفية والعشائرية تقتل الحب ، محمد عبد الكريم يوس ...
- هل من الحكمة استخدام الواتس اب في المراسلات الحكومية؟
- كما أراها ، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع فينوس: الحب والحكمة واللهو
- الطبيعة يمكنها أن تمحو الحضارة ( إلى أرواح ضحايا زلزال سوريا ...
- الربيع العربي الذي تحول إلى خريف ، محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ