أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخن














المزيد.....

الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخن


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخن


إن الشرق الأوسط، في عام ٢٠٢٤، سيكون على طبق ساخن كما لم يحدث من قبل. وفي ظل شبكتها المعقدة من التعقيدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تواجه المنطقة تحديات غير مسبوقة قادرة على إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته. ومن الصراعات المستمرة إلى القوى الإقليمية الناشئة، يجد الشرق الأوسط نفسه في مركز رقعة الشطرنج الجيوسياسية. وسوف يشرح هذا المقال بعض العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا الوضع المتقلب.

أولا، الصراعات التي طال أمدها في الشرق الأوسط ما زالت تغلي، مما يخلق حالة مستمرة من التوتر. استمرت الحرب السورية، التي اندلعت عام ٢٠١١، لأكثر من عقد من الزمن، مما أدى إلى نزوح الملايين وإتاحة المجال للجماعات المتطرفة للازدهار. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الحرب اليمنية دون حل، مع عواقب مدمرة على السكان ومعارك مستمرة بالوكالة بين القوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية وإيران. وتؤدي هذه الصراعات، من بين أمور أخرى، إلى تأجيج العداء وزعزعة استقرار المنطقة وتفاقم التوترات الطائفية.

ثانيا، يؤدي صعود القوى الإقليمية الناشئة إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر. وتتنافس دول مثل تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية على الهيمنة، مما يؤدي إلى حروب بالوكالة وصراعات إقليمية على السلطة. إن نفوذ إيران المتزايد، مدفوعا بقدراتها العسكرية المتزايدة ودعمها للجماعات الوكيلة، يهدد توازن القوى التقليدي في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تأكيد نفسها كزعيم إقليمي، يؤثر على الصراعات مثل اليمن ويوسع نفوذها من خلال المبادرات الاقتصادية مثل خطة رؤية ٢٠٣٠.

ثالثا، التحديات الاقتصادية تضيف الوقود إلى النار في الشرق الأوسط. وتكافح الاقتصادات المعتمدة على النفط مع انخفاض أسعار النفط والإفراط في الاعتماد على قطاع واحد. مع تحول العالم نحو مصادر الطاقة المتجددة، تواجه بلدان المنطقة الحاجة إلى تنويع اقتصاداتها. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وركود النمو يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية وزيادة عدم الرضا، مما قد يساهم في الاضطرابات الاجتماعية.

علاوة على ذلك، فإن دور القوى الخارجية في الشرق الأوسط يشكل عاملا مهما في تصاعد التوترات. لقد أدى تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل الإدارات المختلفة إلى خلق حالة من عدم اليقين في المنطقة، مما أثر على التحالفات والديناميكيات. وعلى نحو مماثل، أدى تورط روسيا، وخاصة في سوريا، إلى إعادة تشكيل توازنات القوى الإقليمية وتعقيد الصراعات المستمرة. علاوة على ذلك، يضيف التنافس المتزايد بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع الحساس بالفعل.

وبعيدا عن السياسة والاقتصاد، تساهم القضايا الاجتماعية أيضا في الطبيعة المضطربة للمنطقة. ويصبح السكان الشباب، الذين يواجهون في كثير من الأحيان فرصا محدودة وخيبة أمل متزايدة تجاه المؤسسات التقليدية، أكثر عرضة للتطرف. علاوة على ذلك، يشكل الانقسام الطائفي بين السكان السنة والشيعة تهديدا مستمرا للاستقرار الإقليمي، حيث يتم استغلاله غالبا من قبل جهات فاعلة خارجية وداخلية.

في الختام، فإن الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ سيكون على طبق ساخن كما لم يحدث من قبل بسبب الصراعات الطويلة الأمد، والقوى الإقليمية الناشئة، والتحديات الاقتصادية، وتأثير الجهات الخارجية، والقضايا الاجتماعية. وتجد المنطقة نفسها في حالة مستمرة من التوتر وعدم اليقين، الأمر الذي له آثار بعيدة المدى على الاستقرار العالمي. وسوف تتطلب معالجة هذه التحديات نهجا متعدد الأوجه، يشمل الدبلوماسية، والتعاون الإقليمي، والإصلاحات الاقتصادية المستدامة. وبدون بذل جهود متضافرة لتهدئة الصراعات، وتخفيف الخصومات الإقليمية، ومعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، فسوف يظل الشرق الأوسط مرتعا للاضطرابات مع عواقب وخيمة على العالم بأسره.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعمار في مسرحية فتى الغرب اللعوب
- عندما توقع عقدا مع الشيطان، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة في الوظائف العامة: استكشاف الظاهرة مع الأمثل ...
- المساكنة: للجنون ألوان مختلفة، محمد عبد الكريم يوسف
- نموذج شكسبير في الدفاع عن الحرية
- المساكنة ، مزاياها و رزاياها
- حديث مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز: منتد ...
- استراتيجيات التخاطب اللغوية والصياغة القانونية (السمات النحو ...
- لقاء مع مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز على برنام ...
- سوريا كما ظهرت في الأدب الانكليزي، محمد عبد الكريم يوسف
- دمشق كما صورها الأدب الإنكليزي
- الخلافات الطائفية والعشائرية تقتل الحب ، محمد عبد الكريم يوس ...
- هل من الحكمة استخدام الواتس اب في المراسلات الحكومية؟
- كما أراها ، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع فينوس: الحب والحكمة واللهو
- الطبيعة يمكنها أن تمحو الحضارة ( إلى أرواح ضحايا زلزال سوريا ...
- الربيع العربي الذي تحول إلى خريف ، محمد عبد الكريم يوسف
- المساكنة في الميزان، محمد عبد الكريم يوسف
- التنبؤات المستقبلية في قصيدة -الأرض اليباب- للشاعر ت.س. إليو ...
- الأنظمة الفاسدة القابلة للإصلاح وغير القابلة للإصلاح، محمد ع ...


المزيد.....




- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...
- شاهد: صينيون يوقفون برلمانياً مجرياً بسبب أعلام الاتحاد الأو ...
- اشتعال النيران في طائرة بوينغ 737 وانحرافها عن المدرج في مطا ...
- بمناسبة عيد النصر على النازية.. شريط جاورجيوس بطول 300 متر ي ...
- فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في الان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخن