|
6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7874 - 2024 / 2 / 1 - 23:07
المحور:
القضية الفلسطينية
لا نظن أن مقاربة فرضية وجود رابط بين الحرب على قطاع غزة و استطرادا في الضفة الغربية أيضا ، من جهة و الحرب في أوكرانيا من جهة أخرى هي غير مبررة و غير مفيدة ، استنادا إلى أن تزامنهما ليس على الأرجح ، محض صدفة و إنما كما يبدو لنا , يعكس تواصلا بينهما ، بناء على أن روسيا دخلت الحرب في أوكرانيا و في سوريا تخوفا من خطر استراتيجي على أمنها القومي يترتب عن إحكام الولايات المتحدة الأميركية السيطرة على أوكرانيا في إطار سيرورة استباقية لمحاصرة روسيا عن طريق فصلها عن أوروبا من جهة و عن الصين من جهة ثانية . حيث من المعلوم أن" الحصار " هو في آن ، أسلوب و وسيلة ، تستخدمه الولايات المتحدة الأميركية كسلاح ضد خصومها و بالتالي هي حريصة أشد الحرص على تنمية قدراتها على فرضه خدمة لمصالحها في المكان و الزمان المناسبين . و لا شك في أن المنطق نفسه دفع روسيا للدخول إلى سورية في سنة 2015 ، حتى لا تأخذ الأمور هناك ، مسارا فيه تهديد لأمنها و استقرارها. نكتفي بهذه التوطئة تمهيدا لتناول المكانة التي تحتلها روسيا إزاء الحرب على قطاع غزة انطلاقا من أن هذا الأخير هو لجهة الشمال ، جزء من ساحة سورية ـ عراقية ـ إيرانية ، تتواجد فيها بشكل أو بآخر ،جميع أطراف الاشتباك في قطاع غزة ، بالإضافة إلى قوات روسيا ينحصر حاليا نطاق عملها منذ سنة 2015 جغرافيا ، في سورية ، و لكن هذا يتيح لها على الأرجح ، مراقبة مجريات الأمور مباشرة في المنطقة الممتدة بين سواحل المتوسط الشرقية و الخليج الفارسي ، و بصورة غير مباشرة في شبه الجزيرة العربية من خلال علاقات اقتصادية ، خصوصا في مجال تسويق النفط عالميا. لا بد هنا من التنبيه إلى اننا لسنا بصدد البحث في الأزمة السورية ، و إن موضوعنا هو المعادلة التي نجمت عن التدخل الروسي في سورية ، فلا جدال أن له تأثيرا ملموسا و لا نبالغ في القول أنه استنادا للمعطيات المتعلقة بروسيا بما هي قوة عظمى ، سيكون لها كلمة في ما ستؤول إليه الأوضاع في سورية . فمن البديهي أولا ، أن روسيا الحالية ، لم تغرق في سورية مثلما " غرق " الإتحاد السوفياتي في أفغانستان ، ثم في مواجهة تورة الشيشان . تحسن الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية و و الدول الغربية الأطلسية قامت بتدبير هاتين الحربين بالوكالة ضد روسيا ، بواسطة بعض التيارات الإسلامية ، حيث ثبت بالملموس أن هذه التيارات تستطيع أسقاط دولة فاشلة أو شبه دولة آيلة للسقوط بينما هي تعجز عن النيل من الدولة الوطنية و عن بنائها . مجمل القول أن ظهور مثل هذه التيارات في المجتمع هو دليل انحلال و ليس بالقطع دليل إيمان . بالعودة إلى الساحة السورية حيث ظهرت هذه التيارات في المجتمع ، بدعم من الدول النفطية الخليجية التي تسخرها كما لا يخفى الولايات المتحدة الأميركية ، تمكنت روسيا من تحقيق إنجازات عملية كبيرة ضدها في جنوب البلاد و في شمالها ، تمثلت بإبعاد خطرها عن دمشق و بتحرير المدن السورية من سلطتها ، تجسد ذلك بتصفية " جيوش "الدول الخليجية ، الإسلامية . و في المقابل لا نستبعد أن تكون روسيا توصلت إلى تفاهمات أملتها خططها ، بينها و بين تركيا في محافظة إدلب و بين إسرائيل في تصديها لوجود أيران في سورية ، و بين الولايات المتحدة في منطقة الجزيرة السورية ، حيث أبار النفط و مياه الفرات و الأراضي الزراعية و حيث الانفصاليون الكرد ، ناهيك من أطماع الحركة الصهيونية القديمة بضمها إلى إسرائيل . هكذا تبدو لنا الصورة في سوريا ، باختصار شديد . ينبي عليه أن روسيا اليوم ، مختلفة عن الإتحاد السوفياتي ، كونها تحارب دفاعا عن مصالحها ، فهي في سورية لان هذه البلاد في نظرها جزء من أمنها القومي ، مثلها مثل أوكرانيا ، والدليل على ذلك أن الذين حاولوا الاستيلاء على سورية كانوا سيقاتلونها منها ، كما يقاتلونها اليوم من أوكرانيا ، و لو سقطت روسيا في أوكرانيا لسقطت سورية ، كما سقط العراق في غياب الإتحاد السوفياتي و لكن ما يهمنا هنا هو أن الذين يقومون بتصفية الفلسطينيين في قطاع غزة و الضفة الغربية ، هم دول الحلف نفسه الذي أعلن الحرب من أجل طرد الروس من أوكرانيا . أي بكلام أكثر وضوحا ، إن روسيا معنية إلى أبعد الحدود بما ستسفر عنه حرب إعدائها ، الدول الغربية الأطلسية على الفلسطينيين ، التي ترتكب فيها انتهاكات للقانون الدولي بلغت حد الجرائم ضد الإنسانية و التصفية العرقية . العالم بات منقسما إلى معسكرين . اللبيب من الإشارة يفهم , ( انتهى)
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
-
4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
-
الحلول الهمجية ـ 2ـ
-
الحلول الهمجية
-
حرب واحدة أم حربان
-
لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال
-
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
-
حرب النكبة 2
-
حرب النكبة
-
الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
-
قنبلة الوزير
-
الخاسرون و الرابحون 2
المزيد.....
-
عاشت مع قرود الشمبانزي قبل 60 عامًا.. العالمة جين غودال تُله
...
-
إصابة أسماء الأسد باللوكيميا.. والرئاسة السورية: العلاج يتطل
...
-
ما هو مرض الابيضاض النقوي الحاد الذي أصيبت به أسماء الأسد؟ و
...
-
مصر.. مأساة مروعة في مياه نهر النيل
-
هنغاريا تخاطب الدول الغربية: ألا تدركون أنكم فشلتم 13 مرة !
...
-
فون دير لاين تنفي وجود حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصي
...
-
تأثير مكيفات الهواء على الصحة
-
-منتدى الأردن للإعلام الرقمي-.. مسار جديد لمساعدة الصحافيين
...
-
الحكومة المصرية ترد على أنباء عن بيع مستشفيات البلاد ووقف ال
...
-
سوني تقدم روبوت جراحة مجهرية يعمل على نواة الذرة (فيديو)
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|