أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - قراءة في روية الديوان الاسبرطي














المزيد.....

قراءة في روية الديوان الاسبرطي


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 18:09
المحور: الادب والفن
    


احتفت مؤسسة الربوة للثقافة و الفكر برواية الديوان الاسبرطي للكاتب الجزائري عبد الوهاب العيساوي.
الذي جاء للأدب من عالم الهندسة الميكانيكية وابدع فيه أيما إبداع.. حيث حاز على عدة جوائز عالمية و محلية.. واهدى للمكتبة العربية عددا من الروايات المميزة ..


بعيدا عن كل التشنجات السياسوية و الكروية و الشعبوية كان لنساء الربوة ومؤسستها موعد مع هذه الرواية التي تأجل الاحنفاء بها بسبب كورونا وتداعياتها
، حيث احتضنت هذه الرواية بكل ما تستحقه من حب واحتفاء إيجابي يؤكد على
الروابط الأخوية المتينة ما بين الشعبين..

حملنا الديوان الاسبرطي للقرن 19 ،بأحداثه الاستعمارية الكئيبة ما بين الاحتلال العثماني ثم الفرنسي وكيفية تفاعل المجتمع الجزائري مع هذه الأحداث...
ولقد أبدع الشاب عبد الوهاب عيساوي في حبك الرواية بمهارة مهندس توفق في تخطيط تمفصلات الرواية و حبكتها الفنية بطريقة ممتعة
.
اعتمدت الرواية على لغة تتصف بالبساطة ،أي السهل الممتنع وتمتح مصطلحاتها من نفس السياق التاريخي ،لغة كلاسيكية و سليمة مع نوع من التحكم في أدواتها البلاغية مما يشجعك على استكمال القراءة ،عكس ما هو متداول في سياقنا المنحط ثقافيا
فكثيرا ما نعاين منشورات أو حتى تظاهرات تنسب لللأدب أو الثقافة بلغة جد مبعثرة بل بأخطاء يندى لها الجبين وجد مقززة .

ولعل أجمل ما آثار انتباهي داخل الديوان الاسبرطي هو توزيعه للعملية السردية على مختلف شخوص الرواية بطريقة ديمقراطية تتجاوز نمطية السارد الوحيد واحتكاره لعملية الحكي
مما جعل رؤية سرد الأحداث اوالحدث تختلف حسب موقع السارد داخل البنية المجتمعية ودوره و مواقفه... وقد تتقاطع احيانا أخرى.. لتعكس لنا الرواية علاقة كل فئة مجتمعية بالمحتل او بالواقع عموما وكيف تتفاعل معه أو تفعل فيه... فتكون الرؤية من زوايا مختلفة تجعل عملية الحكي غير رتيبة و غير مملة وبالتالي يمكن استخراج فئة العملاء و المتواطئين مع المحتل وفئة المصلحين الذين يسعون للتغيير باللاعنف عبر أسلوب العرائض والمنشورات والتفاوضات ثم فئة الثوار التي تعتمد العنف المسلحم منطلق أن ما اخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة...وفئات أخرى جد مضطهدة تستغل في الأعمال الشاقة لصالح المحتل دون أي وازع أو رحمة,

ولقد تم تداول عملية السرد من طرف خمس شخصيات (ديبون - كافيار - ابن ميار - حمة السلاوي - دوجة) ما بين الفترة (1815م - 1833م).

و تبرز من خلال الرواية الشخصية الأنثوية الرئيسية باسم دوجة، شابة يتيمة هربت من قريتها نحو المحروسة لتتلقفها أيادي سماسرة النخاسة الجنسية... حيث تستباح أجساد النساء من طرف جنود المحتل وسماسرته... فالمرأة تمثل دوما رمزا للوطن، للأرض المستباحة ,ما بين جسد تتم استباحته من طرف أي كان بالقوة وقلب لا زال يحتفظ على براءته ويخفق بالحب لمن يستحق تبرز لنا تلك المساحة الكبيرة التي تحتاج غير قليل من التفكير والفعل ,فدوجة في نهاية المطاف هي رمز للأمل والفتوة والمستقبل الواعد رغم ما فعل فيها ,,,
وما بين المبغى الصغير والمبغى الأكبر،تتشابك الأحداث و الوظائف و المعاني حيث يتم بيع كل شيءوامتهان كل شيء خارج كل القيم الإنسانية
.
تتواتر الأحداث وتتشابك حول ثنائيات محورية
الكراهية والحب، العنف و التفاوض، الحرب و السلم، القوة والضعف...التخلف و التقدم ،التاريخ والحاضر ، الخ

تركز الرواية على الكثير من التناقضات ويحفر المؤلف داخل الكثير من الشعارات الزاىفة... فباسم التقدم والتحديث يتم نهب خيرات البلدان وطمس معالم تراثها و تخريب رموزها وثوابتها..ويبين لنا تحالف الفكر و الكنيسة و الجيش لفرض سلطة الجهة القوية على اراضي الغير وخيراتها..فحتى المفكرون الكبار الذين يرددون الكثير من الشعارات يسوغون الاستعمار بطرق جد ملتوية.
قد لا يختلف الأمر كثيرا مع وجود الدين المشترك، مثل الحكم العثماني، حيث يتم استعماله هو ايضا لنفس الأغراض مع وجود بعض الاختلافات.البسيطة ، فالغاية واحدة وهي السيطرة والنهب بأنواعه

.


استمتعت شخصيا بقراءة عاشقة للرواية و فرحت بوجود شباب عربي استطاع ان ينجو من كل آليات تسطيح الوعي وتتفيهه ليغوص في بحر الإبداع الأدبي بكثير من الشغف... والاروع ان يظهر هؤلاء من حقول ما يسمى بالعلوم الحقة مثل هذا المهندس الجزائري عبد الوهعاب عيساوي و والمهندس المغربي عبد المجيد سباطةوعدد لا يستهان به من الأطباء والمتخصصين في علوم أخرى استهواهم الأدب بتلك الفسحة الشاسعة التي يمنحها لهواة التعبير والإبداع الفني ...
هنيئا لهم ولنا ايضا.. بالعقول اليقظة القادرة على الإبداع وتنوير الفكر العربي بمنتوجاتها البديعة ,
وتظل الروايىة التاريخية رهانا لا يلجأ إليه إلا الشجعان الذي يربطون ما بين الماضي والحاضر برؤية استراتيجية واضحة ،
فمن لا يفهم تاريخه لن يفهم حاضره ولا يصوغ مستقبله بالشكل المطلوب ,
فمزيدا من الشغف لمن يملك هواية القراءة أو الكتابة أو هما معا ,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متمنياتنا ما بين الخييل والتجسيد :
- من يا ترى سيوقف الحرب على غزة وأهاليها العزل ؟؟؟؟؟
- طوفان الود والإنسانية المتدفقة
- الحرب أخطر أنواع الكراهيات
- دور الكوارث في إخراج الكنوز الداخلية لللإنسان
- شعلة المحبة والتضامن
- تجربتي مع الزلزال
- ولائم الجنازة ما بين التفاخر والتضامن
- أمهات الأمس،أمهات اليوم
- عيد الأضحى و المشاعر المتنافرة
- قراءة في رواية :ماتيلدا تغير قميصها
- إشكالية تدبير الندوات الفكرية ومعيقات تحقيق أهدافها
- ،تساؤلات حول الأنوثة المقدسة عبر التاريخ الاسلامي
- الترمضينة
- الأرض و التحولات الحاسمة
- تأملات
- هل يكون هناك زلزال فكري بعد الزلزال الجيولوجي ؟
- المنتخب المغربي يوحد المتنافرات
- المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية
- أهمية المجاملات الاجتماعية


المزيد.....




- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - قراءة في روية الديوان الاسبرطي