أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - طوفان الود والإنسانية المتدفقة














المزيد.....

طوفان الود والإنسانية المتدفقة


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7809 - 2023 / 11 / 28 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من قلب العنف ومن بين الأنفاق تحت الأرض ،والأنفاق فوق الأرض المنفلتة من طوفان العنف والكراهية المتجسدة على شكل وابل من القذائف والصواريخ التي تدك البنايات بسكانها ، يمكن للإنسانية والمودة والعطف أن تحضر وبشكل قوي ،لتصرخ في وجه القساة ،الطغاة ،منعدمي الأخلاق بالحاجة الملحة للسلام
أنصت مرة لأم أسيرة إسرائيلية تكلمت عبر الجزيرة ، وكانت تريد بعث رسالة سلام ، قالت بأن نساء العالم قادرات على صناعة السلام في هذا العالم الأحمق
وها هم المحتجزون أنفسهم يودعون آسريهم ،بنظرات وحركات جسدية ملؤها الأمتنان على حسن المعاملة وعلى علو الأخلاق التي عوملوا وعوملن بها ,,
وداع مفعم بالود والمحبة ،
ورغم صدمة حكام الكيان الدمويين من هكذا شهادات ،وتهديدهم للأسرى وعائلاتهم ومعتبرين ذلك لا يصب في صالح جيشهم الذي يبطش بالمدنيين العزل دون أية رحمة ،
أصرت إحدى الأسيرات على بعث رسالة مكتوبة ،تشكر فيها آسريها عن حسن المعاملة لها ولابنتها التي عوملت بكامل المحبة والاحتضان ,,,,,
كل هذا يؤكد ، ذلك الخزان الوجداني الذي يملكه أهل فلسطين والعرب عموما وربما سكان البلدان التي لا زالت تحافظ على حسها السليم وتنفلت من سلبيات التحديث التي تصب في اتجاه الفردانية وجفاف المشاعر الناتج عن التوحد مع الآلات ومنظومتها القيمية الجافة ...
أكيد أن الإسلام يحث على على حسن معاملة الأسرى ، و عناصر حماس متدينون ويحرصون على تطبيق تعاليم الدين ،لكن أيضا عادات وتقاليد الشعوب البسيطة ، تنبني على قيم الاقتسام و العطف بين البشر مهما كانوا ,,,
في مجتمعاتنا التي يعتبرها الغرب متخلفة ،نقتسم العيش و الملح بكل سهولة ،قد تكون مسافرا في حافلة أو قطار وتضطر لأكل شيء ما ، من المستحيل ألا تعرض شيئا منه على جارك ,,,,
وشبه المستحيل ألا تتبادل الود والمحادثة مع من هم معك في المقصورة بالقطار أو جنبك بالحافلة ,,,,
هذا ما فعله ، عناصر حماس مع المحتجزات ، اقتسموا معهن الأكل رغم قلته في تلك الظروف الخانقة التي تتقاطر فيها القذائف على الأحياء والمساكن و البشر والحجر ,,,
وهذه هي القوة الحقيقية ،أن تصمد أمام الشر وتحافظ على إنسانيتك تجاه الأبرياء ,,,,,
هذا ما صدم الأسيرات وعائلاتهم ، لأنهم ربما لم يتصوروا الفلسطينيين بذلك القدر من الأخلاق والقوة النفسية التي تجعلهم يحافظون على سلامة أسراهم وأيضا على كرامتهن وسمحوا لهن بالتحادث وللطفلة باللعب و حرية الحركة
وهذا ما صدم الكثير من القنوات الإعلامية الغربية التي اهتزت أركان منظومتها القيمية وهي تكيل بمكيالين ،بعد أن صاغت الدعاية الإسرائلية صورة سوداء وعدائية عن أهل غزة وعن حماس بالضبط .,,,,,
شكرا ،لحماس وللمقاومة لأنها أعطت درسا في الأخلاق الإنسانية لكل هؤلاء المتشدقين بحقوق الإنسان وهم يتفرجون على الإبادة الجماعية لشعب بأكمله أو على الأقل عاجزون عن اتخاذ مواقف مشرفة خارج منطق المصالح والأحكام المسبقة والسطحية المبنية على الكذب و التضليل ودموع التماسيح
هكذا نحن ،شعوب المجتمعات التي تعتبرونها متخلفة ،نقتسم العيش والملح بيننا ومع من يزورنا ، الكثير من السياح عندنا يتوفقون في خلق علاقات ود مع أهلنا ،وتتم استضافتهم و تقدم لهم الكثير من الخدمات السياحية بالمجان وعلى حساب بعض السكان الطيبين ...هذا ما يستحيل حدوثه في الغرب المتعجرف والذي أضحى أغلب سكانه مثل الآلات ،لا يزورون حتى أهلم وذوي القربى منهم لسنوات ,,,إلا من رحم ربك
فهل ينتصر طوفان الإنسانية على طوفان القذائف ؟؟
عائلا ت الأسرى ،والجنود أو الضباط الذين يعيشون صحوة ضمير ،القدامى منهم أو الجدد ، وكل من عاين سادية حكومة الكيان المتطرفة ،أو تمكن من اأعادة تنظيف دماغه من الدعايات المغرضة وغسل الدماغ ، وكل مفكر حر يعترف بحق الجميع في العيش الكريم ، مطالب اليوم بالتعريف بأهل فلسطين وبحقوقهم الإنسانية والسياسبة من أجل بناء السلم والسلام في المنطقة وفي العالم.....



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب أخطر أنواع الكراهيات
- دور الكوارث في إخراج الكنوز الداخلية لللإنسان
- شعلة المحبة والتضامن
- تجربتي مع الزلزال
- ولائم الجنازة ما بين التفاخر والتضامن
- أمهات الأمس،أمهات اليوم
- عيد الأضحى و المشاعر المتنافرة
- قراءة في رواية :ماتيلدا تغير قميصها
- إشكالية تدبير الندوات الفكرية ومعيقات تحقيق أهدافها
- ،تساؤلات حول الأنوثة المقدسة عبر التاريخ الاسلامي
- الترمضينة
- الأرض و التحولات الحاسمة
- تأملات
- هل يكون هناك زلزال فكري بعد الزلزال الجيولوجي ؟
- المنتخب المغربي يوحد المتنافرات
- المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية
- أهمية المجاملات الاجتماعية
- اقتراحات لتدبير اكراهات عيد الاضحى
- لعبة الغماية
- الخوف ،ذلك الشعور المدمر الذي يرافقنا


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - طوفان الود والإنسانية المتدفقة