أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الحرب أخطر أنواع الكراهيات














المزيد.....

الحرب أخطر أنواع الكراهيات


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش جزء هام من البشرية على إيقاع الكراهيات بأنواعها ،ينغمس داخل هستيريتها الشعواء , مسببا لبعضه البعض آلاما منقطعة النظير ,,,,ومن المؤسف أن كل هذه الكراهيات تتم تحت تسميات رنانة ،تخدر العقول وتشرعن لأفعال من المخزي أن يتم نسبها للبشر ,,,فبالأحرى أن تنسب لله ،خالق الأكوان
فكيف يخلق الله الإنسان في أحسن تقويم ويأمر إنسانا آخر ،بضمير الجمع بقتله والانتقام منه مكان الله ؟
وكيف لهذا الخالق أن يفضل نوعا من البشر عن نوع آخر ،ويعتبرهم الأفضل والأرقى من باقي مخلوقاته البشرية ، علما أنهم جميعا يحملون نفس المواصفات
،بل جميعهم من نفس المصدر ؟
أسئلة محيرة فعلا وتدعو للتساؤل العميق .

تفرعات الكراهية :

تتفرع الكراهية إلى كراهيات متنوعة : فالعنصرية والتمييز والاحتقار كراهيات تنتج عنها أفعال تسبب الأذى للغير عن سبق ترصد و إصرار ،وتخلق أنواعا من الألم والبؤس المادي و المعنوي ,,,,,
وبالتالي فالاحتكار بأنواعه كراهية ،والظلم كراهية ،والتسلط والاستبداد والشطط كراهية .....وعندما تحضر هكذا أمور ،تنبثق عنها الأحقاد والغل
فتتحول لانتقامات متنوعة ,,,تضخ العنف والدمار وهكذا ينتشر العنف بأنواعه ,

العنف أنواع : هناك العنف الفكري الذي يؤسس للعنصرية والتمييز واحتقار الآخر ، وهو ما ينتج العنف الإعلامي واللغوي الذي يؤجج الانفعالات الغاضبة ويضخ المزيد من الكراهية في الوجدان العام ,,,,
وقد يصل العنف إلى مداه الأقصى عندما يتحول لاقتتالات وحروب ,,,,,,
فيتم الزج بآلاف الجنود و المقاتلين نحو جحيم القتل والقتل المضاد ,,,,,
وتتم صياغة أناشيد حماسية تبرر هكذا أفعال وتحولها لبطولات يتم الانتشاء ،بل الافتخار بها عبر عقود من الزمن بل عبر التاريخ ,,,,

الأقلية المقررة والأغلبية الضحية

قرارات الحروب و الاقتتالات تأخذها أقلية تسمي نفسها نخبة ،
ومن المؤسف أن الضحايا يكونون دائما و أبدا من بين البسطاء ،الأبرياء الذين لا تربطهم أية علاقة بهكذا قرارات
البسطاء ،هم الذين يقتلون ،تقطف أرواحهم بالجملة بضربة صواريخ أو بنادق أو أية أسلحة في رمشة عين
وإن أفلتوا من القتل ،هدمت بيوتهم ،وشردوا وهاموا على وجوههم فوق أرض أضحت عبارة عن متاهات مملوءة بالرعب والخوف والقهر بأنواعه
البسطاء من يصابون في أجسادهم بالضربات ،ويكملون ما تبقى من حياتهم بعاهات جسدية أو نفسية أو حتى عقلية
البسطاء من يفقدون أهلهم وذويهم ويعيشون ما تبقى من حياتهم يحملون آلام فقد أحبابهم ودورهم وممتلكاتهم ،بل وأمانهم الداخلي والخارجي ,,,,
أطفال الفقراء من ييتمون ويعيشون بدون أب أو أم أو معيل ,,,,
نساء البسطاء من يعانين من الترمل وفقدان الزوج أو الأب المعيل ,,,
نساء البسطاء من تتعرضن للاغتصاب والعنف والذل بأنواعه من طرف العدو أو حتى أثناء تشردهن وهن يبحثن عن ملاذ ,,,
البسطاء من يعانون من الجوع والألم والقهر ,,,
أما من يسمون بالكبار ،فهم محميون بسياجات متنوعة ،محميون بعضلات أبناء الفقراء ، وبعقول أبناء البسطاء الذين يهتفون لبطولاتهم المفترضة ....يواصلون حياتهم بشكل شبه عادي ،زوجاتهم وأبناؤهم خارج منطقة الحرب ,,,,
وهم في ملاذات تحمي أجسادهم وممتلكاتهم وتؤمن مستقبلهم بل حتى أحلامهم بالدخول للتاريخ بهكذا أفعال يسمونها بطولات

الحرب أكبر البشاعات :

الحرب أكبر كارثة يمكن أن تواجه مجموعة بشرية ،أظن أنها أخطر من الكوارث الطبيعية ليس فقط من حيث آثارها المادية ،بل أيضا من حيث ركامات الأحقاد والآلام المتنوعة التي تفرزها والتداعيات التي تنتج عنها من حيث تجديد الكراهيات والثأر والانتقام الخ ,,,
ويبدو لي أن اتخاذ قرارات الحرب ، يجب أن يكون الخيار الأخير هذا إذا لم يكن ممكنا تفاديه نهائيا ,,,,
الحرب ،اكبر إدانة لبشرية لم تتوصل بعد لتدبير خلافاتها بطريقة سلمية تتناسب ومواهبها العقلية التي حباها الله بها ,,,
الحرب هدر خطير للأموال والأرواح والممتلكات ،وإنه لبؤس عظيم أن تلتهم المنافسة نحو التسلح جزءا هاما جدا من موارد الدول ،كان من الأجدر توظيفه ضد الجهل والفقر والمرض والجوع والبؤس بأنواعه ,

من المؤسف أيضا ،أن صوت محبي السلام لازال مبحوحا أمام ضجيج
أولئك الذين ينتشون بمظاهر الاقتتالات البشعة بين الإنسان وأخيه الإنسان ,,,,,
أعرف أن هذا الكلام يبدو مثاليا ،لا علاقة له بما يجري هنا والآن
ولكنني مقتنعة تماما ،بأن الإنسانية لن تحقق إنسانيتها الحقيقية إلا بحمايتها لأرواح الناس الأبرياء بعيدا عن تلك الصراعات بين الساسة
الذين بينهم مرضى نفسانيون ،ساديون ،يتلذذون بتعذيب غيرهم فقط لأنهم يملكون سلطة النفوذ ومشتقاته
ومما لا شك فيه ،اننا جميعا فوق هذه الأرض ،أو على الأقل المهتمون منا ،نعاني بشكل ما مما يحدث ،تعتصر قلوبنا ألما وحزنا ونحن نقتسم مع الضحايا شيئا من آلامهم التي وصلتنا عبر الإعلام الرسمي أو المواطن,,,,
لا أحد منا يعيش حياته كما كان في السابق ،وهذا الرذاذ من ويلات الحرب التي تصلنا ،كاف ليجعلنا جميعا ندرك خطورة الحروب ،
خطورة العنف بأنواعه وبالتالي الضرورة الملحة لتجاوز هذا العنف نحو مسارات تناسب إنسانية الإنسان في هذه الألفية التي يفترض أن توظف إنجازاتها العلمية لصالح الإنسان أينما كان
نحتاج إلى صوت الحكماء ، في هكذا ظرفية لإحقاق السلم والسلام في العالم ,ومن أجل ذلك التأسيس لقيم جديدة من شأنها أن ترقى بالإنسان
لعله يقطع مع كل ما يجره نحو المنحى الحيواني الذي يتمظهر من خلال النزوع للعنف والاقتتالات وكأننا في غاب شعاره البقاء لللأقوى ,,,,ليس إلا ,
نعم ، نحتاج صوت العقل أكثر من أي وقت مضى ،وعلى العقلاء والحكماء والفلاسفة أن يقوموا بدورهم لإخراج الإنسان من عنق زجاجة الحروب والعنف ,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الكوارث في إخراج الكنوز الداخلية لللإنسان
- شعلة المحبة والتضامن
- تجربتي مع الزلزال
- ولائم الجنازة ما بين التفاخر والتضامن
- أمهات الأمس،أمهات اليوم
- عيد الأضحى و المشاعر المتنافرة
- قراءة في رواية :ماتيلدا تغير قميصها
- إشكالية تدبير الندوات الفكرية ومعيقات تحقيق أهدافها
- ،تساؤلات حول الأنوثة المقدسة عبر التاريخ الاسلامي
- الترمضينة
- الأرض و التحولات الحاسمة
- تأملات
- هل يكون هناك زلزال فكري بعد الزلزال الجيولوجي ؟
- المنتخب المغربي يوحد المتنافرات
- المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية
- أهمية المجاملات الاجتماعية
- اقتراحات لتدبير اكراهات عيد الاضحى
- لعبة الغماية
- الخوف ،ذلك الشعور المدمر الذي يرافقنا
- نبض متدفق من ابعاد الكون


المزيد.....




- شاهد كيف فصلت الشرطة الأمريكية بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين ...
- -أطفالي خائفون، بينما تفتش الكلاب عن طعامها في المقابر القري ...
- قناة محلية: فضيحة ترافق ظهور -المستشارة الرقمية- لخارجية أوك ...
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدافع الهاون -2 بي 11- عيار ...
- معزيا بمقتل 3 جنود بكرم أبو سالم.. أوستن يبحث مع غالانت المف ...
- الخبير الهولندي يحذر من زلازل قوية وشيكة ويحدد موعدها
- لبنان.. 3 إصابات بغارة إسرائيلية على بعلبك
- كونوا -شفرات حادة تجتث بحزم-!.. زعيم كوريا الشمالية يخاطب مس ...
- مسؤول في الخارجية الروسية: علينا تعزيز ترسانة البلاد الصاروخ ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /06.05.2024/ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الحرب أخطر أنواع الكراهيات