دور الكوارث في إخراج الكنوز الداخلية لللإنسان

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تابعت تداعيات الزلزال بجبال الاطلس منطقة الحوز وما جاورها...
زرت احد الدواوير المتضررة ولو لفترة محدودة...
تابعت أحداث غزة والصمود الاسطوري لأهلها تجاه القهر الهمجي
لن اتكلم عن تفاصيل المعاناة التي لم يصلنا منها الا الفتات....
بل ساتكلم عن الدروس الاستثنائية التي يمكن أن تستخلص من هكذا كوارث...
لن يخرج الإنسان من دوامة معاناة بهكذا حجم كما كان.....
سيصبح حتما سوبير إنسان هزم المخاوف بأنواعها....الخوف من الموت والمرض والجوع والبطش والقهر بأنواعه...
هزم كل هذه التحديات ليعلن انتصاره للحياة فقط بمقوماته الذاتية...
نحن فقط ،كمتابعين ،نتفرج، نتالم، نغضب ،نحزن. ندعو لهم... لكن لا حول لنا ولا قوة فيم ستنفعهم كل ردودنا البئيسة هاته...
هم لا يملكون حتى شروط متابعة هذا الدعم المعنوي او ما يمكن تسميته بتضامن لان اغلبهم غير مستقر ولا يملك كهرباء ولا انترنت ليعرف ما يحدث حواليه.... صمود الاغلبية نابع من احتياطه الداخلي... من إيمانه بالحق في الحياة، من روحانيته وقوته النفسية،
الخلاصة :الإنسان كائن اسطوري وجبار حقا، وقد تكون الكوارث سيفا ذو حدين... أما ان تقضي عليه او يقضي عليها ويخرج منها بمؤهلات جديدة...
ترى إلى أي حد يخدم الترف المبالغ فيه انسانية الإنسان؟
الا نرى ان أولئك الذين يحاطون بحماية مبالغ فيها، بؤساء من حيث مستوى الصلابة....
لنقارن أنفسنا نحن سكان المدن مع سكان الجبال مثلا وما بحوزتهم من لياقة بدنية هم لا يبالون بها اصلا، فحتى العجزة منهم يستطيعون تسلق الجبل بسهولة. أما نحن الشاب منا لا يتحرك على رجليه فوق أرض منبسطة ومبلطة الا مسافات قليلة يحتاج بعدها لآلية نقل....اتذكر إحدى صديقات امي عندما كانت تعلق على نحافتنا أثناء سن المراهقة :بناتك اكلتهم المدينة، ولام أكن أفهم كيف للمدينة ان تاكلنا؟
التحديات تصقل مواهب الإنسان، ونحتاج جميعنا الخروج من منطقة الأمان للاستفادة حقا من تلك الكنوز الكامنة فينا...
هذا هو الدرس الذي قد يعلمنا اياه الفلسطينيون وهم يواجهون اكبر طغيان وقهر وظلم في التاريخ الحديث..
لا نملك الا الانحناء للصابرين منهم، للصامدين منهم... وليغفروا لنا عجزنا البئيس عن مساعدتهم بفعالية، نحن الشعوب التي تستهلك أيامها المتواترة بنوع اخر من البؤس المزخرف...ذلك البؤس بدون عناوين واضحة ,,,وما أكثره

عائشة التاج ،الرباط ،المغرب

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل