متمنياتنا ما بين الخييل والتجسيد :

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 16:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الكل يردد جملا مهيأة سلفا للتعبير عن المتمنيات بأن تكون السنة الجديدة مليئة بالأجمل والأحلى ,,,,,لكن القليل منا من يدرك بأن الزمن في حد ذاته عنصر افتراضي ،لا وجود له في العمق ,,,,,
الزمن ، سيرورة لانهائية وممتدة امتداد هذا الكون ، لا يعرف الإنسان بداياته ولا نهاياته ,,,,
أوجد الإنسان معايير لقياس زمنه الأرضي ،فكانت السنوات تتواتر ومعها الأحداث المتراكمة التي من شأن الأكثر تأثيرا منها أن يحدث ذلك الفارق الذي يمكن من التحقيب والتصنيف ,,,,,
وبالتالي فالإنسان من يخلق الأحداث ومن يملؤها بمحتويات تتناسب و غاياته وأهدافه وقدراته ,,,,سواء على المستوى الجمعي أو الفردي ,,,,
نحن المسؤولون عن تلك الأوصاف التي نريد أن نسبغها على حياتنا الجمعية أو الفردية ,,,
أو على الأقل ،كل منا يتحمل جزءا من المسؤولية حسب موقعه وقدرته على التأثير ,,,,
التاريخ يصنعه الشجعان و المميزون والمؤثرون على مساراته سواء بشكل إيجابي أو سلبي ,,,,
وكذلك تاريخنا الفردي ، نحن من نؤثته بأفعالنا وقراراتنا وإنجازاتنا ومشاعرنا وووو
فهل يقف كل منا وقفة المتأمل في ما فعله وما لم يفعله من الأشياء التي تجعل حياته بهذا الشكل أو ذاك ،ويسائل نفسه بكل حزم ووضوح عن دوره تجاه محيطه وتجاه المتمنيات التي ينطق بها أو على الأقل تشغل فكره ,,,
لا شك أن المتمنيات فعل جميل ،لكن الأجمل هي تلك الأفعال التي نرمي من خلالها تجسيد متمنياتنا على أرض الواقع ,,,,
مثلما تقوم الإدارات والهيئات والمؤسسات بتقارير سنوية ، لربما وجب علينا كأفراد أيضا مساءلة الذات عما تم إنجازه وما الذي لا زال في خانة المتمنيات ,,,وماهي أهدافنا اللاحقة ؟؟؟
يبدو الأمر صعبا بالتأكيد ،خصوصا لدى مجتمعات تعيش بشكل شبه عشوائي ، متكئة على ركائز الاتكالية والاعتماد على الخالق أو الغير بأنواعه المختلفة ,,,,وما أوسع خانة الغير هذه ,,,,,
تساؤلات كثيرة تستحق أن تطرح هنا والآن ,,,,,,بموازاة سيل التمنيات الوردية
سنة سعيدة مليئة بالخير ،ولينطلق هذا الخير من ذواتنا أولا
فالإنسان هو المبتدأ وهو الخبر ,
وهو الغاية والوسيلة لأي تطور نتمناه أو نريده ،والفرق شاسع ما بين التمني و الإرادة ,,,,

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل