أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مكلبون داود السلمان والنجاة من الحرب بأعحوبة














المزيد.....

مكلبون داود السلمان والنجاة من الحرب بأعحوبة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


مُكبلون داود السلمان.. والنجاة من الحرب بأعجوبة
جلال حسن
سألت الشاعر داود السلمان وهو يوقع ديوانه " للآن نحن مكبلون" الصادر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، سألته: عن جدوى إصدار ديوان شعر في زمن جدبتْ القراءة فيه، وأصبح الشعر لا يعنى سوى ناظمه؟
أجابني بالقول: أني أجد نفسي في قلمي، وقلمي هو المعبر والكشاف الحقيقي لهواجسي وتطلعاتي ونظرتي للحياة، بما يميز مساحة واتجاه وقوفي في المكان المناسب، وأضاف: ان الكتابة هي التدوين اليومي من خلال رحلتي للأماكن التي أجد نفسي فيها رغم خرائط المتاعب اليومية، لذا أكتب لكي أختلف عن الآخرين أولئك الذين لا يقدرون معنى الكتابة وبالتالي لا يفقهون معنى الحياة، وعليه فان الكتابة هي التجسيد للبقاء الذي يمثلني مضمونا، وهي بلا شك تمثل الأثر الإنساني من خلال المنجز.
ان رأي السلمان يقترب من رأي الشاعر عبد الوهاب البياتي حين قال: أكتب كي لا أموت. أكتب كي أستطيع مقاومة الموت. وهذا يعني الكثير، فما قلته هو جوهر الموضوع وخلاصته.
لذلك نرى ان بعض المشتغلين في حقل الأدب يكون متزنا مع نفسه ورافضا قوالب البيئة التي لا تتوافق مع طبيعته الاجتماعية، ويمتلك من الجدية ما يؤهله للدفاع عن منجزه حتى بصيغة التمرد. فيعتقد ان نجاحه يكمن في ثراء نتاجه الأدبي والفكري والفلسفي وشتى المجالات. بمعنى ان ثراء قيمة منجزه يمثل كيانه وأفكاره ومواقفه.
تضمن ديوان الشاعر داود السلمان "للآن نحن مكبلون" 21 قصيدة تشكلت في بعض عناوينها أسئلة مستفزة من يوميات الحياة التي تحمل كل المتناقضات والتباينات المكانية في مناطق البتاوين وشارع أبي نؤاس ونهر دجلة، لكنه يجيب عن ذلك في قصيدة أسئلة الوجع بقوله: سأحطم قمقم صمتي
وأخرج للناس
بعكاز الكلام!
يبدو ان قراءات السلمان وتحديدا الفلسفية وانشغاله في أعداد سير الفلاسفة، والبحث في المدارس الفكرية والمعرفية والفنية أثرتْ بشكل مباشر على كتابة القصيدة، وتحديدا في القصيدة التي حملتْ عنوان الديوان، حيث انفردت عن طقس القصائد الباقية وطافتْ في عالم آخر يتوزع في تساؤلات وإشارات أخرى،
تساؤلات كثيرة تحتاج الى من يجيب عليها، أسئلة تبدأ من عنوان الديوان، هل يعقل نحن للآن مكبلون؟ ماذا جرى؟ ماذا حدث؟ في عالم يصفه بأنه أتعبته الماورائيات والغلبة؟ ولماذا نكون دائما من حصة الشطار. ولكن من هم الشطار؟ هل هم تجار أم غالبون؟ لذا يصفهم السلمان بأصحاب الفيوضات غير المنتجة! وأنهم هكذا في تشخيص دقيق.
لكن كيف يمكن فهم الزمن اذا كان المقصود بالزمن "الآن" هو اللحظة التي لا تمسكها عقارب الساعة، والوقفة التي لا تتكرر سوى مرة واحدة وتختفي، فكلمة الآن تموت بعد النطق بها، والوقت يسير بانتظام وعجلة، وفيه لحظة تعقب لحظة ثم أخرى وهكذا دواليك.
تبدأ قصيدة " للآن نحن مكبلون "بمصادرة الأحجية ولا تنتهي عند الساحر الأبله الذي يروي للمصابين بالقرف! ولكن ما تزال الأحجية رابضة فوق دفة التفكير، لم تجد حلا ولا فسحة هروب في عالم لا يدرك سر الحكايات.
أذن لماذا أتخذ الشاعر من التغريب مسكنا؟ هل هو عمق الجراحات أم الابتهالات كانت مصدر قلق مضاف لهمومه وتطلعاته، وهل سأم رسم الملامح على وجه الماء؟ لكنه يعود ثانية ليسأل: من يعيد لنا الذاكرة؟ وهنا يشتد تواتر القصيدة لتجيب بألم بعد ان تصف صورتها بكلمة :
نحن مكبلون
نبحث عن منافذ
بعيدة عن تجار الشعارات المستهلكة.
يستمر السلمان في مغامرته الشعرية مستثمرا أدواته الثقافية وبلغة شعرية مكثفة وحادة أحيانا تسكن في مستودع من ذكريات ما تزال عالقة ولا تغادر كأنها حكمة متأخرة على لسان شيخ جليل
وهذا يتجسد في قصيدة " أنها الحرب يا صديقي" عنوان يترك التشظي مخلفا أطنانا من المحن. فهو يستذكر الحرب بمسميات الأمكنة كما في أرض الحرام، وبحيرة الأسماك، وشرق البصرة ،ونهر جاسم، وأم الرصاص تلك الأماكن المخيفة والحزينة التي فقدنا أعز الأحبة والأصدقاء فيها بعد ان ألتهمتهم المدافع والنيران،
لكن الشاعر داود السلمان يقف عند جملة يقول: أنها الحرب! والحرب تعني الموت، الحرب هي فقدان يتشظى في ذكريات مرعبة، لكنه يقف على الناصية ويصيح بصوت عال:
أنها الحرب!
هي الحرب يا صديقي
ووحدي أنا
الذي نجوت منها بأعجوبة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (غواية حلم) للشاعر عدنان جمعة تلاقح المنعى بالوضوح
- (فحيح) رمزية القاص عبد الرزاق السويراوي - قراءة تأويلية -
- الشاعر عبد الحسين العبيدي والتلاعب بمفردات الهمس
- علي الوائلي في نصه (صمت) يشخّص حالة الوعي والانقلاب الفكري
- رسائل إلى الله!.. الرسالة (1)
- الأسئلة الفلسفية في قصيدة (زمن قميء) للشاعر أحمد مانع الركاب ...
- القاص حميد عمران الشريفي أمام وجوه راقصة
- مدينة الشاعر خالد القطان تأكل عيون ابنائها!
- القاص عبد علي اليوسفي يعزف على أوتار الذاكرة
- أدلة على أن المعري شيخ البلغاء والمتكلمين
- الشاعر حازم الشمري يرثي طفولته ويُودَّع عيديَّةُ العيد
- حكايات لا نخوض بتفاصيلها
- تحت طائلة المُقدس
- المعري وطه حسين*
- نذور تقلع الأضرحة
- فداحة النّدوب
- نستدرجُ الأوزار
- منعطفات تلوّح بالذبول
- جادة المهرب
- الإذعان يخضع للنتائج


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مكلبون داود السلمان والنجاة من الحرب بأعحوبة