|
هل التنسيقيات بديل للنقابة؟
حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 22:48
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
أولا، ومن خلال العنوان "هل التنسيقيات بديل للنقابة؟" (لم أقل، "بديل للنقابات")، أؤكد مرة أخرى رفض ما يسمى ب"التعدد" النقابي؛ هذا الأخير الذي يعتبر سيفا بتّارا في يد النظام وحواريه لتمزيق الجسد الواحد، جسد الطبقة العاملة وكافة الشغيلة. ثانيا، طُرح هذا السؤال لمرات عديدة. وكثيرا ما كان طرحه من أجل تصفية الحسابات أو خلط الأوراق أو التنصل من المسؤولية. والإجابات عنه بدورها نادرا ما اقتربت من ملامسة الجرح في عمقه، وحتى الأفكار السديدة التي تخللت بعض الإجابات تاهت في منعطفات الجمل الإنشائية والتكرار والثرثرة. ثالثا، لابد من التعاطي مع الواقع كما هو وليس كما في أذهاننا، تجسيدا للشعار الذي نردده باستمرار "التحليل الملموس للواقع الملموس"، والمقصود هنا بالخصوص واقع التنسيقيات باعتبارها صيغ عمل "ظرفية" نتيجة لتخاذل القيادات النقابية وتطور حدة الصراع في بعض القطاعات ومنها قطاع التربية والتكوين، وذلك بهدف انتزاع حقوقها والحفاظ على مكتسباتها. لا يخفى أن النظام حاضر بشكل مباشر وكذلك القوى الرجعية وكدائما من أجل تدجين الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات والتنسيقيات، إلا أن الصراع يفرض مواصلة الفعل النضالي المنظم على كافة الجبهات.. وبدون شك، فأي تحامل على التنسيقيات الآن رغم التناقضات التي تعتري صفوفها ليس حلا، ويعتبر فعلا مرفوضا ومُدانا. وتجربة تنسيقيات الشغيلة التعليمية ومعاركها القوية والمشروعة تحملنا المسؤولية. فلنتعلم من بنات وأبناء شعبنا ولنعترف بأخطائنا (النقد الذاتي).. لا أدعي هنا الجواب الدقيق عن السؤال المطروح، لكن يهمني بالدرجة الأولى إثارة نقطة مسكوت عنها، وهي صلب الداء. لست من دعاة "هجر" النقابة أو العمل النقابي؛ بل بالعكس، أدعو إلى العمل من داخل النقابة، وطبعا ليس بالضرورة من خلال هياكلها التنظيمية البيروقراطية (أقصد تحمل المسؤولية في مكاتبها...) أو ترديد شعارات "عاش" أو "فخر الانتماء".. وذلك من أجل التواصل والارتباط بالقواعد النقابية خدمة للقضية الواحدة وليس تطلعا إلى الاستفادة من الريع الذي صارت ترمز إليه الهياكل القيادية وتوفره للانتهازيين المتواطئين. وكإشارة لابد منها، في ظل التعدد النقابي المفروض، فالانتماء إلى نقابة أو أخرى لابد أن يقوم على مدى وجود قاعدة نقابية عريضة، وخاصة من العمال. أعود إلى النقطة المسكوت عنها أو التي يتم المرور عليها مر الكرام، إنها مسؤولية المناضلين جميعا، ومنهم بالخصوص المناضلين النقابيين، سواء كانوا منظمين أو غير منظمين. وأقصد بصوت مسؤول ومرتفع عدم خوض جلهم للصراع الشرس ضد القيادات النقابية البيروقراطية، سواء مركزيا أو قطاعيا. علما والفظيع اليوم ليس فقط عدم محاربة البيروقراطية، بل التواطؤ معها وخدمتها، وهو ما يعني تزكيتها وتبييض جرائمها في حق الطبقة العاملة وعموم الشغيلة. إن شعار "محاربة البيروقراطية في صفوف النقابات" صار يفرض نفسه، ويعتبر نقطة جوهرية في برنامج عمل المناضلين الذين يسعون حقا الى تسييد العمل النقابي الكفاحي. ودون خوض هذه المعركة بالحزم والتنظيم النضاليين الضروريين سيستمر الاستنزاف والاستقطاب والسقوط.. نفهم الى حد ما، حتى لا نُتّهم بالأمية في إطار التهجمات المجانية التي تخدم النظام)، بعض تفاصيل قاموس التكتيك والاستراتيجية وموازين القوى ومنطق التحالفات (العدو الرئيسي والعدو الثانوي...). ومناسبة هذه الإشارة هي واقع الضعف إلى حدود "العجز" بالنسبة للمناضلين (لا أستثني نفسي)، وبالدرجة الأولى في المجال السياسي. وبالمناسبة دائما، ليس مطلوبا من هؤلاء المناضلين القيام بالمستحيل في ظل الوضع الذاتي المختل؛ إلا أن هذا الأخير لا يجب أن يكون في نفس الوقت الشماعة التي نعلق عليها تخاذلنا أو تقاعسنا.. وفي الأخير، بدل أن نلعن التنسيقيات لنسائل أنفسنا ولنُعِد المصداقية والثقة في العمل النقابي الكفاحي...
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقطة نظام: لا للولاء، لا لقتل العقل..
-
قيادة FNE تنتحر..!!
-
من نصّبكم فوق جراحنا؟!!
-
Le plus grand raciste au monde..!!
-
الكنفدرالية الديمقراطية للشغل: أريه السُّهى ويريني القمر..!!
-
كيف نرثيك الرفيق الغالي أحمد السعداني..؟
-
اليوم الدولي أم كل الأيام للتضامن مع الشعب الفلسطيني..؟
-
مناورة جديدة أو حوار -خْنْشْشْ مو-..
-
واقع مر ومستقبل لا يدعو إلى التفاؤل
-
قرصة أذن بنموسى: حجز تعويضات التكوين سرقة موصوفة!!..
-
أين الجبهة الاجتماعية المغربية أو كيف -القبض عليها-؟!!
-
هل النظام القائم قوي؟
-
متى نستيقظ سياسيا؟
-
شهيدان وشهود..
-
ما هي ضمانات عدم قصف تجمُّع -حزب الله-؟!
-
مناورة جديدة لإجهاض دينامية رفض النظام المأساوي..
-
ملاحظات مُزعجة من المشهد السياسي الراهن..
-
رئيس بدون جمعية، وجمعية بدون رئيس..!!
-
أيّ أفقٍ لدينامية التنسيق النقابي الوطني لقطاع التعليم؟
-
الأحزاب السياسية بالمغرب: أي تأثير في الحياة السياسية؟
المزيد.....
-
اتفاق ينهي إضراب عمال موانئ الساحل الشرقي لأميركا
-
بعد مجزرة طولكرم.. إضراب بالضفة ودعوات للتصعيد ضد الاحتلال
-
ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على
...
-
لماذا رفعت الحكومة المصرية مبلغ شراء القمح من المزارعين لأعل
...
-
النسخة الألكترونية من العدد 1817 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
جدول صرف رواتب الموظفين هذا الشهر أكتوبر الجاري 2024 حقيقة ت
...
-
ارتفاع طفيف لعدد طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بأميركا
-
Meeting of the WFTU Working Women Committee
-
الولايات المتحدة.. ارتفاع طلبات إعانة البطالة بأكثر من المتو
...
-
رئيس اتحاد العمال يتوجه بالتهنئة إلى «وزير العمل» لانتخابه ر
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|