أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الأحزاب السياسية بالمغرب: أي تأثير في الحياة السياسية؟















المزيد.....

الأحزاب السياسية بالمغرب: أي تأثير في الحياة السياسية؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7769 - 2023 / 10 / 19 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعرف أن لا حديث الآن أمام الإجرام الصهيوني المتصاعد إلا عن فلسطين، كل التضامن فعلا وقولا مع الكفاح والمقاومة الفلسطينيين وكل الإدانة للإجرام الصهيوني الامبريالي الرجعي. فقط وكما قال الحكيم الفلسطيني جورج حبش "خير ما تقدمونه للقضية الفلسطينية هو نضالكم ضد أنظمتكم الرجعية"، ومن باب الحضور النضالي على كافة جبهات الصراع، أقدم هذه المساهمة خدمة لقضية شعبينا الفلسطيني والمغربي (الشعب الواحد)..
يعلم الجميع أن عدد الأحزاب السياسية بالمغرب كبير، بل وكبير جدا على الورق؛ مثله في ذلك مثل الجمعيات والنقابات. وجل هذه الأحزاب لا يُرى لها أثرٌ إلا إبان الانتخابات الجماعية والتشريعية، حيث تهافتها على المقاعد مفضوح وبعيد كل البعد عن خدمة مصالح الشعب المغربي. وأقصد هنا الأحزاب السياسية الشرعية (المعترف بها رسميا) التي تشارك في لعبة "الديمقراطية". ونادرا ما يبادر حزب ما الى الدعوة للاحتجاج على قرارات النظام ومخططاته الطبقية التي تعمّق معاناة شعبنا وتُجهز على مكتسباته..
لا ننتظر ذلك من طرف الأحزاب السياسية الرجعية، ومنها بالخصوص المشاركة في الحكومة (الأغلبية)، أي حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال. إن هذه الأحزاب وأحزاب رجعية أخرى مهترئة مثل حزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري عبارة عن أجهزة طيعة (ROBOT) تُبَرمَج لتنفيذ التعليمات في انتظار استبدالها بأخرى (PIECES DE RECHANGE) أكثر جاهزية ووفق ما تمليه كل ظرفية سياسية على حدة، كما حصل مع حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية القادمين من عالم "المعارضة".
ولا ننتظر ذلك أيضا، أي "المبادرة للاحتجاج..." من طرف باقي الأحزاب الشرعية، وخاصة منها المحسوبة على اليسار مثل حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية. علما أن الأحزاب المحسوبة على "الأغلبية" أو على "المعارضة" لا تمارس انسجاما والأدوار المنوطة بهذه التوصيفات السياسية (أغلبية/معارضة) كأحد أوجه الديمقراطية البورجوازية. فكلها أحزاب "أغلبية" ولا ترتبط ب"المعارضة" حينما تُفرض عليها إلا بالاسم فقط.
وبالنسبة للأحزاب التي تشارك في بعض الاحتجاجات مثل النهج الديمقراطي العمالي وفيدرالية اليسار الديمقراطي والاشتراكي الموحد، فإنها تقوم بذلك من خلال النقابات والجمعيات وائتلافات وأخرى تحت مختلف المُسمّيات (جبهات وتنسيقيات...)، أي من خلال الجلباب الجمعوي، وهو ما يجعل منها بالنظر الى السقف السياسي الذي ترسمه لنفسها إطارات جمعوية أكثر منها أحزاب سياسية. وينطبق ذلك أيضا على القوى الظلامية، وأقصد حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان. فهذه الأخيرة تغتنم كل المناسبات لتسجيل الحضور حسب المقاس ووفق حساباتها الخاصة. والخطير أنها منخرطة في جل "الائتلافات" رغم التفاوتات بل التناقضات القائمة بينها وباقي المكونات الأخرى سواء السياسية أو النقابية أو الجمعوية. والأخطر هو الترحيب بها كقوى رجعية ضمن دائرة أو سلة (PANIER) النظام الرجعي القائم. وهذا "الكشكول" غير المنسجم (جمع ما لا يُجمع) يطعن في الصميم الممارسة السياسية الديمقراطية الهادفة وذات المصداقية و"يشرعن" الممارسة السياسية الانتهازية، حيث لا حدود فاصلة بين القوى "التقدمية" والقوى الرجعية.
وبدل ان يبادر الحزب السياسي بمفرده أو بتنسيق مع أحزاب أخرى للاحتجاج ويكون مدعوما من طرف النقابات والجمعيات، يحدث العكس تماما؛ رغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإذعان المشين للامبريالية وتوصيات مؤسساتها المالية، خاصة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، ورغم تضحيات بنات وأبناء شعبنا من داخل السجون ومن خارجها والإرث النضالي المخضب بدماء الشهداء.... وهذا ما جعل من الممارسة السياسية ممارسة جمعوية غير قادرة على إنجاز مهام التأطير والتنظيم السياسيين وتغيير موازين القوى، فما بالك بمهمة حسم السلطة؛ وذلك رغم المعارك البطولية المتواصلة للعمال والفلاحين والطلبة والمعطلين والمستخدمين والموظفين. وفي أحسن الأحوال ممارسة حقوقية تشتغل على الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من منظور العهود الدولية لحقوق الإنسان. ولن أجازف إذا قلت إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعد أكبر حزب سياسي أو أكبر ائتلاف حزبي بالمغرب.
فكلما ارتبط الأمر بالتردي الاقتصادي والاجتماعي، تبادر الجبهة الاجتماعية المغربية الى الدعوة للاحتجاج، وترى بعد ذلك بلاغات وبيانات الأحزاب السياسية تدعو للمشاركة. وهو ما يحصل أيضا بالنسبة للقضية الفلسطينية، فعندما تدعو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الى الاحتجاج، ترى بعد ذلك بلاغات وبيانات الأحزاب السياسية تدعو للمشاركة..
إنها مفارقات سياسية غير مقبولة..
أين الأحزاب السياسية ودورها في خضم الصراع الطبقي ومناصرة القضايا العادلة للشعوب المضطهدة؟
لقد قتل النظام الأحزاب والنقابات والجمعيات ودمر رصيدها من خلال شراء قياداتها وضرب مصداقيتها، وصار المحاور المباشر واللاعب الواحد في الساحة السياسية. وكمثال صارخ ما حصل هذه السنة مع قيادات أربع نقابات تعليمية (UMT وUGTM وCDT وFDT)..
وبدون ثقافة سياسية ملمة بالتطورات السياسية التي عرفتها بلادنا، على الأقل منذ الخمسينات من القرن الماضي، قد يسقط المناضل في أخطاء قاتلة. ومن تابع الحياة السياسية منذ الفترة المذكورة حتى السبعينات سيؤكد أن الأحزاب السياسية الإصلاحية، الحزب الشيوعي المغربي فحزب التحرر والاشتراكية ثم حزب التقدم والاشتراكية، وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم فيما بعد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكذلك منظمة العمل الديمقراطي الشعبي كانت حاضرة قبل النقابات والجمعيات، عكس ما هو حاصل الآن. أما الحركة الماركسية اللينينية المغربية فكان حضورها أقوى وأعمق ولو لفترة زمنية محددة.
لقد سبق أن قلنا إن أحزابنا السياسية، وخاصة الإصلاحية، تمارس السياسة بالمقلوب أو السياسة المريحة والمربحة. وهو ما جعلها بدون تأثير في مجريات الحياة السياسية..
وفي ظل الدينامية التضامنية للشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني يبرز هزال الأحزاب السياسية الإصلاحية الغارقة في أمواج الطوفان الظلامي الذي لا يهمه في آخر المطاف غير إبراز عضلاته وتوجيه الرسائل إلى من يهمهم الأمر بالداخل والخارج. ومن بين ما يفضح القوى الظلامية هو السكوت عن الانتشار السرطاني للتطبيع والتنزيل المتواصل للمخططات الطبقية المدمرة. وقد أثبتت التجارب أنها عميلة للرجعية والصهيونية والامبريالية، بالإضافة إلى كونها متورطة في اغتيال الشهداء عمر بنجلون ومحمد بنعيسى أيت الجيد والمعطي بوملي..
ومن بين ما يفضحها أكثر هو تخلفها إبان الانتفاضات الشعبية، قبل انتفاضة 20 فبراير 2011، وبعدها. ومن له ذاكرة نضالية، سيتذكر انسحابها الماكر تلبية لأوامر النظام وبشهادة من أهل الدار (نادية ياسين) عندما خانها التعبير وسجلت أن أباها عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان "برد الطرح"..
إن "برد الطرح" صار لسوء حظنا عنوان مرحلة...
ومن صور البشاعة أن تجد المرأة المحسوبة عليها سياسيا واقفة على هامش وقفات التضامن المختلطة، في الوقت الذي تجد فيه المرأة الفلسطينية حاملة السلاح إلى جانب الرجل الفلسطيني في نفس الخندق. حصل ذلك الآن (مراكش، 18 أكتوبر 2023) وبما يعاكس النضال من أجل تحرر المرأة، وهو ما كان يحصل أيضا إبان وقفات ومسيرات دينامية 20 فبراير 2011..
وفي الأخير، فلن يستقيم العمل السياسي المنظم الذي يتوخى فعليا التغيير الجذري من موقع الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة دون أخذ زمام المبادرة من خلال بلورة شعارات وصياغة برامج في مستوى اللحظة التاريخية واعتماد الانسجام والمبدئية في إقامة التحالفات السياسية بعيدا عن القوى السياسية المتخاذلة والمتواطئة مع النظام ومن بينها القوى الظلامية...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة الى ال-VAR- السياسي..
- مسيرة مراكش من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني تنتصر..
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسؤال الوضوح والمبدئية..
- مسيرتان (الرباط/مراكش): شتات لا يخدم القضية الفلسطينية!!
- اليوم العالمي للمُدرّس (5 أكتوبر): هدايا مسمومة وفاضحة (العص ...
- من الوهم انتظار نظام أساسي عادل ومنصف..!!
- في ذكرى ميلادي 64: بوحٌ من -خابِية-* الطفولة..
- بّا جلول وفرّان دْيور المساكين بمراكش..
- والآن، ماذا بعد زلزال الحوز؟
- الزلزال المُؤلم يُجيب عن سؤال: لماذا نُناضل؟
- رموزٌ من زمنٍ مراكشيٍّ أحمر..
- لماذا تأجيل وقفة منددة بالتطبيع؟!!
- الذكرى 39 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري
- هل الموت يغسل -الذنوب-؟!
- قُلْ لي حاجة، أيِّ حاجة..!!
- مجموعة مراكش 1984
- الذكرى 34 لاستشهاد المناضل عبد الحق شبادة..
- تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..
- المناضل الشامخ عبد الحفيظ حساني..
- زيارة عائلة الشهيد مصطفى مزياني (2023/08/12)


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الأحزاب السياسية بالمغرب: أي تأثير في الحياة السياسية؟