أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الزلزال المُؤلم يُجيب عن سؤال: لماذا نُناضل؟














المزيد.....

الزلزال المُؤلم يُجيب عن سؤال: لماذا نُناضل؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا، كل التضامن مع ضحايا "زلزال إقليم الحوز" وما جاوره، وأُقدم كامل عزائي ومواساتي لأسر وعائلات المُتوفين والمُتوفاة. كما أحيي كافة بنات وأبناء شعبنا على تجنُّدهم المُشرِّف لإغاثة المنكوبين والمنكوبات بأقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة وأزيلال وورززات ومدن مراكش واكادير والدار البيضاء، والمساهمة في فك العزلة عنهم. وأعتبر بالمناسبة كلَّ ادعاءٍ بغضب السماء أو عقابها دجلا وخُرافة وإمعانا في احتقار ذكائنا. فكيف يغٌضّ الزلزال "اللعين" الطرف عن القصور وفنادق الدعارة الراقية وضيعات صهيونية ويعمق جراح الأطفال والمنبوذين والغارقين في جحيم "الحياة"؟!! كما أدين تُجّار الدم والدموع الذين يُبعثون فقط يوم أو أيام الانتخابات، أي المتاجرين في الألم والمعاناة فُرادى وجماعات (أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية)؛
ثانيا، أقصد النضال بمبدئية ونُكران الذات والاستعداد التام للتضحية. فنحن لا نُناضل من أجل أنفسنا أو ذوينا أو مستقبلنا. فالكثير من المناضلين يعيشون أوضاعاً مستقرة وكذلك عائلاتهم، ورغم ذلك يناضلون؛ وقد يُشرّدون أو يُعتقلون أو يَستشهدون...؛
ثالثا، ناضل قبلنا رموزٌ شامخة وصامدة، نساءٌ ورجالٌ؛ ومن بين هذه الرموز شهداء ومعتقلين سياسيين وأبطال منسيين، قبل الخمسينات من القرن الماضي وبعدها وحتى الآن...
لماذا نُناضل؟
الجواب بسيط ومُختصَر، ناضل رفاقنا بالأمس وقدموا تضحيات بطولية، ونناضل اليوم على دربهم من أجل كرامة شعبنا وسعادته ورفاهيته..
لقد عرّى الزلزال ما تبقى من القشّ الذي يستُر عورة النظام وجوقته من الألف الى الياء..
لقد كشف أساليب الإلهاء والخداع وسياحة اللذة بالمدينة والاستمتاع ببؤس وألم الفقراء بالبادية..
لقد فضح الشعارات الرّنّانة وإعلام التعليمات والمهرجانات والسهرات والتفاهة..
لقد سلّط الضوء على المغرب "العميق"، أي المغرب "غير النافع"..
لقد عَرّفنا الزلزال بالدم والدموع على جغرافيا بلادنا المنسية والمُهمّشة..
وأجاب كذلك عن سؤال: لماذا نُناضل؟
لقد أسمع الزلزال صوتنا المقموع وأنيننا الخافت..
إن سؤال الزلزال ليس "أين الثروة" فقط، لأن الثروة بيد من لا يستحقها؛ بل السؤال: أين الثورة؟
لكن، هل ننتظر الزلازل والكوارث الطبيعية لنعرف أنفسنا ونقف عند تردي أوضاعنا...؟
إنها صرخة في آذان المناضلات والمناضلين..
إن من استشهدوا إبان الزلزال ماتوا قبل ذلك بسبب التهميش والحرمان البَشِع من خيراتهم المُستحقّة..
لقد ساهموا اليوم في صُنع التاريخ في ظل غيابهم القسري، ومن يخذلهم فقد ساهم أو يساهم في قتلهم ثانية..
لن نلعن الزلزال أو الظلام، لنُشعل الشموع ولنناضل بتفانٍ، وإنه خيرُ العزاء..
لنناضل من أجل تقرير مصير شعبنا..
لنناضل من أجل تحرير شعبنا من قبضة نظام يخدم مصالح كمشة من المُستغِلِّين وأسيادهم بالخارج..
لنناضل من أجل انتصار قضية شعبنا وقضايا الشعوب المضطهدة، ومن بينها قضية شعبنا الفلسطيني..
لنناضل من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوب، ومن أجل المساواة الكاملة..
لنناضل من أجل الذاكرة والحقيقة الكاملة ونفْض الغبار عن تضحيات بنات وأبناء شعبنا، ومحاكمة الجلادين ورفع الستار عن المؤامرات التي استهدفت خيرات شعبنا..
لنناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين..
لنناضل من أجل القضاء على البؤس والفقر والظلم..
لنناضل من أجل التقسيم العادل والمنصف لثروة بلادنا..
لنناضل من أجل الصحة والتعليم والشغل والسكن للجميع..
لنناضل من أجل صيانة خيراتنا واستقلالنا الحقيقي، السياسي والاقتصادي والثقافي...
لنناضل من أجل توفير شروط مقاومة الأخطار الطبيعية والمُفتعَلة، من زلازل وفيضانات وحرائق وأوبئة وأسلحة دمار..
لنناضل من أجل الأرض والمصنع والماء والبيئة الطبيعية السليمة..
لنناضل من أجل الحياة، فلا نرضى أن نعيش الألم، مثل ما حصل الآن إثر الزلزال الأخير..
لا نريد الذُّل لبنات وأبناء شعبنا، أحياءً أو أمواتا..
لا نريد الموت لبنات وأبناء شعبنا..
الحياة جميلة لنا جميعا، وليس للبعض فقط..
والثروة لنا جميعا وليس للبعض فقط..
أما الثورة، فلنا وللعمال والفلاحين الفقراء ولكافة الجماهير الشعبية الكادحة من بنات وأبناء شعبنا..
وفي الأخير، ما أحوجنا الى "الزلازل" الشعبية المُنظَّمة والمُؤطَّرة..
عزاؤنا واحدٌ يا بنات وأبناء شعبنا المكافح...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رموزٌ من زمنٍ مراكشيٍّ أحمر..
- لماذا تأجيل وقفة منددة بالتطبيع؟!!
- الذكرى 39 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري
- هل الموت يغسل -الذنوب-؟!
- قُلْ لي حاجة، أيِّ حاجة..!!
- مجموعة مراكش 1984
- الذكرى 34 لاستشهاد المناضل عبد الحق شبادة..
- تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..
- المناضل الشامخ عبد الحفيظ حساني..
- زيارة عائلة الشهيد مصطفى مزياني (2023/08/12)
- طعنة -موخاريقية- وخارقة في ظهر الأشقاء..
- رسالة مفتوحة الى المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنس ...
- الذكرى التاسعة لاستشهاد المناضل مصطفى مزياني..
- النقابات، غائبة أم مُغيّبة..؟!! CDT -نموذجا-
- تأسيس اللجنة الوطنية للتضامن مع -ضحايا التسييس وتصفية الحساب ...
- التضامن مع حامي الدين قتلٌ ثانٍ للشهيد أيت الجيد..
- صديق وفي منذ زمن بهي..
- مناهضة التطبيع: بئس الذين ابتلعوا ألسنتهم!؟
- -عيوب- قافلة فكيك/فجيج..
- قافلة فكيك تفضح أُكذوبة العدالة الانتقالية المغربية وتُعرّي ...


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الزلزال المُؤلم يُجيب عن سؤال: لماذا نُناضل؟