رموزٌ من زمنٍ مراكشيٍّ أحمر..

حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 02:49
المحور: سيرة ذاتية
    

أحيانا، الصُّدفة تخلق الحدث؛ وأحيانا أخرى الإلحاح يحقِّق اللقاء. كان اللقاء بالعزيز عبد الغني القباج مُرتّبا من قبل، أما اللقاء بالعزيز محمد الكاتي فكان صدفة؛ وإنها الصدفة الطيبة مساء يومه الجمعة 8 شتنبر 2023..
أن تعانق رمزين من الزّمن المراكشي الأحمر يرفعك الى مقامات الإبداع والالتزام بالأفق الإنساني الرائع. قد تجد نفسك ورغماً عنك في دهاليز تجارب الماضي ومتاهات الحاضر؛ فلكل رمز عنوان، بل عناوين وحدائق وأحلام..
محمد الكاتي العاشق للمسرح لا يتوقف عن التأليف والإخراج والإبداع عموما، الكاتي يتنفّس المسرح منذ زمن بعيد، قبل الاعتقال وبعده.
شرب محمد الكاتي من كأس القمع المُرّ في السبعينات، في إطار مجموعة مكناس 1977.
أما عبد الغني القباج، فبدوره عاش تجربة اعتقال قاسية إثر انتفاضة يناير المجيدة سنة 1984، وكان ضمن مجموعة لعلو بالرباط، وهي المجموعة التي خاضت الإضراب عن الطعام الذي استشهد إبّانه المناضل عبد الحق شبادة صيف سنة 1989.
باختصار، كان اللقاء؛ وفي وقت وجيز تستحضر الغائبين والراحلين.. يخنقك الألم وينعشك الأمل.
أجّج عبد الغني القباج دون أن ينْبَس ببنْت شَفَة شُعلة التوثيق والكتابة عموما، وهي مناشدة حضرت في أجواء تخليد الذكرى 39 لاستشهاد رفيقينا بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري. وفتح محمد الكاتي بِصَمْته وحكْيه بوّابة المنسيّات في تجاربنا، ومنها المداخل السّلِسة الى الواقع، مثل المسرح والسينما والموسيقى..
إنه نادرا ما نلجأ أو على الأقل، نفكر في ركوب صهوة الفن بمختلف عوالمه "المجنونة" لاختراق الواقع وتكسير "النمطية" النضالية المحروسة من طرف النظام وكراكيزه..
أن تعانق رموز الزمن المراكشي الأحمر، تسكنك موجات الولع و"شياطين" التحدي العابرة للأمكنة ومعايير القياس..
الجميل بمراكش، أن لي بها عائلة وأصدقاء ورفاق وذكريات حياة مليئة بالقوة والضعف والحُسن والبُؤس..
وربّما الأجمل، أني أُشبِه مدينتي الحمراء...

#حسن_أحراث (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل