أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب














المزيد.....

اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجميع يتحدث عن اليوم التالي في غزة بعد الحرب، وتطرح الافكار التي تناسب تل ابيب، لكن لا احد يتحدث عن اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب، وهو السؤال المهم الذي لابد من طرحه في هذه المرحلة، لان مآلات “طوفان الاقصى” سيكون له الكثير من التبعات التي يجب ان تؤخذ بالاعتبار والبناء عليها مستقبلا.
انطلاقا من هذا علينا ان ننظر الى الوقائع المسجلة طوال الثلاثة اشهر الماضية من عمر المواجهات في قطاع غزة والحدود اللبنانية – الفلسطينية، وايضا باب المندب، وماذا تعني على مستقبل الكيان الصهيوني، وهل هناك تغييرات عميقة ستحدث فيه، وما هي النتائج الطويلة المدى على مستقبله، مستقبل المنطقة؟
اولا، ان تكاليف الحرب المباشرة هي عنوان ممكن البناء عليه، فالعجز الحالي سيزيد من الاعباء على المالية الاسرائيلية، حتى لو عوضت من خلال المساعدات الاميركية المباشرة، فرصد واشنطن 14 مليار دولار فورا لاسرائيل، عند بدء المواجهات يمكن القول انها تبخرت في خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي هناك حاجة استراتيجية اميركية لمزيد من الدعم، الا انها لا تكفي مهما بلغت، لان ما يعيشه الكيان من ازمة حاليا كأنه اشبه بدلو مثقوب.
الخسائر المالية والاقتصادية
وفقا لتقارير البنك المركزي الاسرائيلي فان تكلفة الحرب اليومية هي 270 مليون دولار، ومع استمراريتها فان التكلفة ستزيد، لان المواجهات اصبحت اكثر تعقيدا مما كان يعتقده قادة العدو، بالتالي باتوا هم اقرب الى فخ متعدد الشراك، لهذا فان الخسائر المعلن عنها حاليا، وهي 52 مليار دولار، ستكون عند انتهاء الحرب اكثر، ما يعني زيادة العجز، وصعوبة تعويضه، بسبب التغيرات الاقتصادية المحلية اولا، وثانيا: عدم القدرة على تعويض الفاقد مما كان متوقعا من استثمارات متفق عليها في قبل السابع من اكتوبر/ تشرين الاول الماضي.
لهذا المتوقع وفقا لتقديرات واقعية ان يدخل الاقتصاد الاسرائيلي انكماشا في السنوات الاربع المقبلة، وان يكون النمو بحدود واحدة في المئة، وان ينخفض الناتج القومي من 520 مليارا العام الماضي الى ما دون 450 مليارا، وان يستمر بالانخفاض طوال تلك السنوات حتى يصل الى ما دون الاربعمئة مليار.
الهجرة العكسية
هذا العجز بدأت تضغط عليه الهجرة العكسية، فمنذ السابع من اكتوبر الماضي وصل عدد المهاجرين الى الخارج للاقامة الدائمة في الخارج ما يزيد من 600 الف مستعمر، ومنذ بدء المناوشات السياسية في الكيان، بعد الاحتجاجات على ما يسمى الاصلاحات القضائية، كان هناك نحو 1600 يهودي يغادر الكيان اسبوعيا، وهو من ابناء او احفاد ما يسمى “المؤسسون”، فيما ايضا غادر المهاجرون الجدد بنسبة اكبر، حتى بلغت الحصيلة 1800 يهوديا اسبوعيا.
اليوم ووفقا للتقارير فقد ارتفعت نسبة طالبي اللجوء من اسرائيل الى البرتغال نحو 68 في المئة، فيما ارتفعت نسبة طالبي الجنسية الفرنسية نحو 13 في المئة، بينما بلغت في المانيا وبولندا عشرة في المئة.
مجتمع مرتزقة
لا شك ان الهجرة العكسية تؤثر على المجتمع بعامة، خصوصا انه متعدد الثقافات، وينقل عن الروائي الاسرائيلي، من اصل عراقي، سامي ميخائيل قوله في احدى المقابلات الصحافية: “عندما اكون في المنزل اتحدث مع امي، واولادي وعائلتي بالعربية، واللهجة العراقية، وليس باليدشية(العبرية العامية)”، وهو ما ينطبق على جميع المهاجرين اليهود، فالروس يتحدثون لغتهم، والبولنديون، الالمان وغيرهم ايضا، هذا يعني ان المجتمع ليس متعدد الثقافات فقط، بل ايضا لا يجمعه الا الايمان بـ”الدولة الامنة التي وتوفر الرعاية لكل مواطنيها”، واذا لم تتوفر اي من الشروط تلك، يفقد “المواطن” شعوره بالانتماء.
لهذا اعتبر المجتمع الاسرائيلي عبارة عن “تجمع مرتزقة”، ولقد ظهر ذلك جليا في الاسرى المدنيين الذين اسرتهم المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر الماضي، وكيف طالبت الدول بمواطنيها مزدوجي الجنسية، وبالتالي فإن مصطلح “وحدة المجتمع الوطنية” اصيبت بعطب لا يمكن معالجته في المدى البعيد، لهذا فإن الهجرة العكسية ستترك اثارها الاقتصادية والديموغرافية والعسكرية على اسرائيل في السنوات المقبلة، وهذا ايضا مسمار في نعشها.
التغير الديموغرافي بعد اكتوبر
في جانب اخر، حين يتحدث سكان المستعمرات في شمال فلسطين، وحدود غزة انهم لن يعودوا الا بعد القضاء على المقاومة في لبنان وقطاع غزة، بل الكثير منهم اعلنوا انهم بدأوا حياة جديدة في اماكن اقامتهم حاليا، اي عدم العودة، فإن ذلك يعني وفق الحسابات الواقعية لموازين العسكر ابادة سكان جنوب لبنان، وليست المطالبة بتنفيذ القرار 1701 الا عنوان مخادع، لان المقاومة هي من اهل المنطقة، وليست جيشا يمكن سحبه بعيدا عن الحدود، وكذلك الامر بالنسبة لسكان قطاع غزة، ولهذا فان تصريحات بعض الوزراء الاسرائيلي، والحديث عن الهجرة الطوعية للفلسطينيين من القطاع تنم عن عجز اسرئيلي في معالجة المطلب الذي وجد من اجله هذا الكيان، وهو القوة العسكرية التي توفر الامن، وبهذا صدقت المقولة التاريخية “ان اسرائيل وجدت من جيش، وليس جيشا لحمايتها”.
الحرب الاهلية
يضاف الى هذا ان الحديث عن حرب اهلية داخلية تصاعد في الاونة الاخيرة، ومع عسكرة المجتمع اكثر واكثر، لا سيما ان طلبات الحصول على الاسلحة الفردية من مستعمري الضفة الغربية وصل الى ربع مليون، وان هناك مليون و600 الف يهودي مسلح في عموم اسرائيل، ومع المشكلات الاجتماعية الضاغطة على السكان، وصراع عصابات ومافيات الجنائي، فإن التفكك الاجتماعي اصبح اكثر مما كان، وهذا يعني ان ما جرى في السابع من الكتوبر الماضي، ومع استمرار العجز العسكري الاسرائيلي عن تحقيق اي هدف من الاهداف التي وضعتها حكومة الحرب، ستكون له عواقب وخيمة على المدى القريب، اقلها رحيل حكومة نتنياهو، فيما سيتغير المشهد الاسرائيلي الى الابد.
في 28 اكتوبر قال المتحدث العسكري باسم كتائب “القسام” ان : “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ”، فهل صدق بقوله هذا؟
صحافي وكتاب لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة
- باحثون يكشفون عن تصدر الأسلحة النووية المشهد في ظل التوترات ...
- مستشار لبايدن يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع لبنان
- بكين: سفينة إمداد فلبينية اصطدمت بسفينة صينية عند جزيرة سكند ...
- مصر.. مصرع شخصين غرقا بعد انقلاب سيارة في قناة بمحافظة البحي ...
- أطول إدانة خاطئة.. تبرئة أمريكية بعد 43 عاما قضتها وراء القض ...
- هاغاري: سنضمن العودة الآمنة للإسرائيليين إلى منازلهم في شمال ...
- ستولتنبرغ: الناتو يبحث وضع مزيد من الرؤوس النووية في حالة ال ...
- بايدن يحض في رسالة بمناسبة الأضحى على وقف إطلاق النار في غزة ...
- معهد ستوكهولم: زيادة عدد الرؤوس النووية بحالة الجاهزية القتا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب