كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 15:14
المحور:
الادب والفن
عَطْشَى لِفَيضِ الدَّمِ والبَخُورِ
جُثْمَــانُهَا العَتِيدُ والغَرِيقُ
كُلُّ الخَناجِرِ المُوَشَّاةِ تَرُومُهُ
كُلُّ الرَّصَاصِ والغُبَارِ يَرْتَوِي
مِنْ نَحْرِهِ وَمِنْسَرُ الطُّيُورِ
تِلكَ المَدِينَةُ الشَّرِيدَةُ
ما فَتِئَتْ يَفْتِنُهَا الحَرِيقُ
عُشَّــاقُهَا جَرْحَى
فَكَمْ مِنْ عاشِقٍ تُرِيدُهُ ذَبِيحًا؟
وكَمْ جَدِيلَةً صَرِيعَةً تُذِيبُ؟
قَالَ الرُّواةُ إنَّ سُورَهَا العَرِيقُ
يُخَبِّئُ الطَّرِيقَ صَوْبَ ذِرْوَةِ الرِّيَاحِ
لِنَاسِكٍ يَعْشَقُ غُنَّةَ الأيَائِلِ
ويَعْشَقُ الأنْغَــامَ فِي وَرِيدِ العَنَادِلِ
ويَعْشَقُ الشِّتَــاءَ
ويَعْشَقُ النِّسَــاءَ
يَــأْتِي كَمَــا قَالُوا عِنْدَ تَفَتُّحِ الصَّهِيلِ
عَلَى مَدَارِجِ الصَّبَاحِ
يَا نَاسِكًا زَهِدْتَ فِي دَمْعِنَــا
جَرِّبْ رُؤَانَا
وقَرِّبِ الجُسُورَ مِنْ خُطَــانَا
عَسَى الرَّوَاسِي تُرْسِلُ الإعْصَارَ
قَدْ خَانَــنَــا صَمْتُ النَّخِيلِ
وجَرَّبَتْ أصْوَاتُنَا الآبَارَ
فَلَمْ تَجِدْ إلاّ صَدًى تَلُوكُهُ الرِّمَالُ
تِلْكَ المَدِينَةُ الطَّرِيدَةُ
فِي بُرْجِهَــا
هَلْ هِيَ بَابِلُ الجَدِيدَةُ؟
لَعَلَّها سَدُومُ تَخْضَرُّ قُرَاهَا
بَعْدَ السُّبَاتِ فِي مَقَاطِعِ الصُّخُورِ
عَادَتْ لِتُلْهِبَ القُلُوبَ والعُيُونَ
وَتُوقِدَ الأشْواقَ والحَنِينَ
مَدِينَةٌ مَسْكُونَةٌ بالشَّبَقِ
تَذْوِي كمَا تَذْوِي فَرَاشَــةٌ
عَلَى مَشَارِفِ الغَرَقِ
ذَا لَوْحُهَا المَحْفُوظُ فِي الخَلاَيَا:
يَخْرُجُ مِنْهَــا فَارِسٌ يَغْزِلُ مِنْ شَتَاتِهَا
أجْنِحَــةً تُعِيدُ لِلْمَجْنُونِ حِكْمَةَ الجُدُودِ
فَيَغْسِلُ الصُّدُورَ والسَّمَاءَ
مِنْ نَزَقِ الفُصُولِ والطُّغَاةِ
قَدْ يُنْذِرُ
وقَدْ يُبَشِّرُ
لكنَّهُ لنْ يُسْلِمَ التُّجَّارَ
خَرِيطَةَ المَحَارِ
وَلاَ طَرِيقَةَ الفَرَاشِ فِي حِيَاكَةِ الحَيَاةِ
ولاَ مَزَامِيرَ الرُّعاةِ ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟