أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل السراي - عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...














المزيد.....

عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


ان من عيوب الشعر الشعبي العراقي او مايعرف بشعر اللهجة العامية العراقية؛ انه شعر يتمحور حول ذات الشاعر، وكأن ذات الشاعر هي مركز الاشياء والحياة والقيم والنبل والتقييم. فكل آخر تقاس مدى صلاحيته كانسان: شهم ونبيل وقيمي، او كانسان: منحط وخائن، قياسا الى موقفه من الشاعر او موقف الشاعر منه. فكل فرد لا ينال رضى الشاعر ولا يضحي بروحه وماله وحاله وعياله من اجل الشاعر الشعبي المغرق في ذاتيه ونرجسيته المنتفخة فهو ليس صديق الشاعر الصدوق، وهو سافل وخائن ومنحط، وكل مسكين ينسى ذاته ويذوب في محيط الشاعر المتأين بالنرجسية والغرور فهو محط رضى الشاعر، وان ندر حدوث ذلك، لان هذا الشاعر المنتفخ وجدانيا قلما يرضى عن احد او عن جماعة او عن اي شيء في الوجود. والامر الاخر المهم الذي يسجل على الشعر الشعبي العراقي، هو انه يحوي من المبالغة ما لا يطاق، ويعمل على تهويل الامور بما يثير الاشمئزاز احيانا، بعيد جدا عن الواقعية بعد الثرى عن الثريا وغاطس في الكذب حتى اذنيه، وهو هنا لا يدخل في باب مقولة الحطيئة بان (اعذب الشعر اكذبه) بل اتعسه (وافگسه) ، واني على يقين ان اجمل الشعر اصدقه. والامر الثالث في هذا الشعر هو التغني بقبيلة الشاعر الشعبي وكأنها افضل القبائل، واحسنها اخلاقا، واشجعها واثبتها جنانا، واصعبها مراسا، واثقلها وقعا، واشرفها نسبا، وانبلها خلقا، ازاء كل السوءات والمثالب والتحقير والدونية للقبائل الاخرى. وطبعا لا يخفى على المطلع اللبيب ان هذا النوع من الشعر هو ابن البيئة او الثقافة البدوية، حيث ان فحول الشعر العربي البدوي خصوصا- وبالأخص شعر الجاهلية- هو هكذا، اي يتغنى بأمجاد قبيلة الشاعر كأنها القبيلة المختارة، وثالب في ذات الوقت لجميع القبائل الاخرى التي هي في الغالب قبائل مناوئة او عدوة او منافسة. وايضا نجد الشعر العربي البدوي يكاد يفيض بتغني الشاعر بذاته المغرمة بذاتها والممتلئة نرجسية والتي ترى ذاتها مدار الكون والحياة ومقياس لكل الناس الاخرين والاشياء. وحتى صفة المبالغة الشديدة حد القيء نجدها في هذا الشعر العربي البدوي، والشواهد كثيرة وحاضرة اكيد في ذهن القارئ مما لا يسع ذكرها هنا.
محمد السراي
٠٧٧١٧٧٤٨٢٦٤



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان.. وإشكالية الخير والشر..
- المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟
- هل لدينا طبقة وسطى في مجتمعنا العراقي حاليا!!؟
- مدنيتنا المؤنثة.. والمقموعة...
- هل الانسان كائن اخلاقي؟ هل ان اخلاقنا اصيلة وتكوينية ام طارئ ...
- عن العائلة البشرية قديما..
- الصور الذهنية.. وآلية اشتغال الدماغ البشري..
- احفاذ الشمبانزي، واحفاذ الاورنجاوتان( انسان الغاب)
- الانسان.. ذلك الحيوان النرجسي، والتافه..
- الأنسان العراقي.. الديموغرافيا والتاريخ....
- مقولات
- الهويات الفرعية ومعضلة الهوية الوطنية العراقية
- آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...
- تكالب وقتال على عرش النبي المتوفي
- سسيولوجيا الشر..
- تبدل القيم..


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل السراي - عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...