أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟














المزيد.....

المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 16:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


 
هنالك اناس كثيرون في هذا العالم يعتريهم شعور كثيف بتوقع حدوث كارثة عالمية عظيمة ما تؤدي لحوادث جلل تعجل بنهاية العالم. لهذا تراهم يهيئون انفسهم  ويعدونها عمليا لليوم الاخير . ولا نقصد بهذا نهاية الحياة الدنيا بالمفهوم او الطرح الديني، لا بل ان مدار اعتقاد اولئك المهيئون يتمحور حول حدث حياتي لكنه غير اعتيادي وتختلط فيه الخيالات والمخاوف اللاواقعية ربما سيؤدي الى نهاية العالم، لكن هذا الحدث الجلل اسبابه دنيوية ولا علاقة له في تصور الكثير منهم بما تطرحه او تصوره الاديان لنهاية الكون والحياة. فهم مثلا يتوقعون حروب نووية بين قوى العالم المهيمنة او حروب عالمية مستمرة لسنين طويلة تأتي على الاخضر واليابس، او وقوع زلازل وبراكين وثورات للصفائح التكتونية ممكن ان تدمر اغلب قارات الارض، او حتى قصف جرمي تقذفه السماء ممكن ان يدمر الحياة التي نعرف وربما يؤدي الى انقراضنا وانقراض اغلب الكائنات الاخرى التي منها ما يؤمن طعامنا، او ربما تفشي اوبئة وامراض ممكن ان تلتهم الحياة البيولوجية على الكوكب، او حتى انهم يتصورون خيالات لا واقعية لذوات ممكن ان تغزو العالم ككائنات فضائية او تفشي مرض ما يؤدي الى ظهور حالات الزومبي، او ربما هيمنة الروبوتات على سوق الاعمال وبالتالي منافستنا على مصدر ارزاقنا او حتى خيالات ابعد تتصور ان تقوم هذه الروبوتات بالقيام بثورة تكنلوجية مضادة للبشر بعد ان تكتسب وعي ذاتي بطريقة ما  فتسيطر على الانسان والسلطة وتسلبنا حريتنا، وربما جعلتنا عبيدا لها!!
ولهذا فكثير من هؤلاء المهوسين، او المتوهمين ربما يعدون انفسهم او يهيئون لهذا اليوم الموعود، وكثير منهم قام ببناء انفاق داخلية تحت بيوتهم للاحتماء من الخطر وتخزين كميات كبيرة من  الطعام والمياه والادوية وغيرها من المستلزمات الضرورية لاستخدامها لاحقا في حال حبسوا انفسهم داخل هذه الانفاق عند حلول الكارثة، وكثير منهم ايضا خزن الاسلحة تحسبنا للمواجهة مع الغزاة من كائنات غريبة عن الكوكب او مع الزومبي او حتى للتصدي للبشر من جنسنا الذين ربما سيفقدون جراء الاحداث المهولة اخلاقهم او حتى تدفعهم الحاجة الملحة الى مداهمة ومهاجمة البيوت الاخرى  بحثا عن الطعام والاحتياجات الاخرى. ولو كنت من متابعي قناة (ناشيونال جيوغرافيك)  فحتما ستكون قد اطلعت على برامج وثائقية تتناول بواقعية تلك الحياة التي يعيشها أولئك الناس المهيئون- او المتوهمون- هذا طبعا ما خلا الافلام والدراما السينمائية التي تناولت هذه الوقائع بسيناريوهات عدة وافكار تمت الى الخيال اكثر من الواقع. وانما قلت الدراما- وليس الافلام فقط تناولت هذه الافكار كما هو معتاد للمشاهد- فان المتابع الجيد سيكون قد شاهد بعض الدراما، بطريقة المسلسلات وليس الافلام، التي تناولت هذا الافكار المتخيلة المهولة، ومن هذه المسلسلات التي تناولت الموضوع باحترافية عالية وبطرح ممتع وشيق مسلسل الموتى السائرون والذي تم انتاجه بطريقة المواسم، اي كل موسم او فترة زمنية يتم انتاج وبث مجموعة حلقات من المسلسل تتراوح بين الثمانية الى اثني عشر حلقة في الموسم او الجزء الواحد. وتدور احداث هذا المسلسل حول تفشي مرض ما يؤدي الى تحول البشر الى زومبي، وايضا بمجرد عض الزمبي المصاب لاي شخص سليم اخر فسيتحول السليم  في غضون دقائق الى زومبي اخر. لكن الشيق والعبقري في هذا العمل الدرامي ان ثيمة الفلم او فكرته الاساسية لا تتمحور حول خطر الزومبي، بل حول خطر الانسان السليم او العادي . فربما تمر حلقات كثيرة لا نرى فيها الا احداثا قليلة لظهور الزومبي او حتى عدم ظهوره بتاتا في حلقات ما. ان الخطر الاتي، كما في ثيمة واحداث هذا العمل، يركز على خطر الانسان ذاته عندما يحشر في هكذا عالم سيء وخرب وفوضوي، مع غياب كامل للسلطة وتحرر المجرمين والخطرين والعتاة من ملاحقة القانون مما يسمح لهم بممارسة كل انواع الاجرام بغير حساب. ان الصراع الاساسي الذي تدور احداث المسلسل حوله، هو الصراع بين البشر المتبقين والذين لم يصابوا بالمرض بعد، حول الموارد المتوفرة او التي لا زالت وهي اكيد ستكون موارد شحيحة ونادرة، كالطعام ومياه الشرب الصالحة للاستهلاك والادوية وكذلك الاسلحة واليات التنقل، وايضا الملاذ الامن الذي يحتمون به من هجمات قطعان الزومبي. ولا اريد الخوض كثيرا في احداث المسلسل هذا فهو ليس موضوعنا الأساسي، لكن يجب ان يسجل لصانعيه براعة تصوير النفس البشرية والسلوك البشري عند حشره في زاوية ضيقة وعند هول الاحداث وان يكون البقاء اولا وقبل كل شي، والذي سيكون للاقوى او الأصلح بصورة اكيدة، وايضا تؤشر احداث ذلك العمل الدرامي لمدى هشاشة منظومتنا الخلقية عندما تحتك بظروف قاهرة. لربما ان المتوهمين او المهيئين الذين تحدثنا عنهم في ما سبق هم ايضا يتوقعون سيناريو مشابه جدا لسيناريو هذا العمل او الاعمال السينمائية الاخرى التي تناولت الحدث او الفكرة. اي ان خطرا كبيرا سياتي ليس فقط من الأحداث الخارجية كالأمراض او الزومبي او القصف او الغزو الكوني، بل سيكون هنالك نصيب كبير للخطر يتأتى من بني البشر ذاتهم.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لدينا طبقة وسطى في مجتمعنا العراقي حاليا!!؟
- مدنيتنا المؤنثة.. والمقموعة...
- هل الانسان كائن اخلاقي؟ هل ان اخلاقنا اصيلة وتكوينية ام طارئ ...
- عن العائلة البشرية قديما..
- الصور الذهنية.. وآلية اشتغال الدماغ البشري..
- احفاذ الشمبانزي، واحفاذ الاورنجاوتان( انسان الغاب)
- الانسان.. ذلك الحيوان النرجسي، والتافه..
- الأنسان العراقي.. الديموغرافيا والتاريخ....
- مقولات
- الهويات الفرعية ومعضلة الهوية الوطنية العراقية
- آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...
- تكالب وقتال على عرش النبي المتوفي
- سسيولوجيا الشر..
- تبدل القيم..
- متى نتخلص من معضلة ازدواجية اللغة في مجتمعاتنا العربية؟
- السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..


المزيد.....




- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...
- في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل ...
- فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟