أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما














المزيد.....

الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7839 - 2023 / 12 / 28 - 13:12
المحور: الادب والفن
    


المسرح والسينما لولا الكلمة والجملة والنص ما كانا.
السينما نحت منحى تصوير المكتوب بينما بقي المكتوب عاجزا على أن يجاري التيار ويصور.
النصوص الناجحة اليوم ليس بمنظار عدد قرائها بل بمنظار الصورة والشاعرية وحضور الحركة والفعل فيها هي التي صارت على الركح.
أنت كاتب قبل كل شيء أنت تكتب نصا. الروائي يتصور نفسه أكبر من مجرد كاتب وتلك هي خطيئته. خطيئته أنه يكتب نصا يقول عنه أنه رواية.
المكتوب لا يروى إنه يقرأ لذلك يتصور الروائي أنه يشتغل خارج منطقة الحرف المكتوب هو يتصور أنه يروي بينما هو يكتب وعندما نكتب فنحن لا نروي بل نكتب أحداثا تاريخا نصور بالحرف أشخاصا نلج لعوالمهم ونتخيلها نلج لنفسياتهم ونتتبعها نلج لمكتومهم ونبيحه إننا في الحقيقة لا نروي بقدر ما أننا نكشف نسجل نتفاعل نسطو على شخصياتنا ونطوعها لما نريد.
من صادف من الكتاب شخصية من شخصياته هكذا تمشي في الشارع؟
من صنع أو شارك في حدث هو الذي رواه من ألفه إلى يائه؟
الكتاب لا يكتبون اللحظة لا يكتبون الحدث في لحظته فالحدث في لحظته لا يمكن الإمساك به إنهم في الحقيقة يصورن الحدث يتخيلونه ثم هم يفتعلون الفعل ويوهمون.
الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما.
الكاتب اليوم لا يلعب لعبة العسكري أو لعبة السلطان.
العسكري أو السلطان لو يلعبان لعبة الايهام يموتان.
الكاتب وحده يمكن أن يتوهم وينجو من الموت.
العسكري أو السلطان لا يعيشان بالوهم فلو عاشا بالوهم لماتا.
الكاتب وحده من يعيش بأوهامه ولا يموت.
كتابة النص لعبة مطرقة الوهم التي تطرق وتطرق وتتصور أنها تفعل بينما هي لا تحدث غير الصوت والرنين اللذان ينحلان ويندثران في أتون الزمن.
الزمن لا يعنيه لا العسكري ولا السلطان ولا الكاتب إنه يهزأ منهم جميعا يورطهم في أحبولته هو لا يرحمهم هو ليس ودودا معهم لا يجاريهم وربما لا يحسب لهم حسابا أصلا بينما هم يستمرون في لعبة استحضار الأزمان وكأن لهم سلطان عليها متصورين بذلك أنهم فكوا بعض تعقيدات الحياة تعقيدات اليومي ربما... بينما هم لا يمكن لهم ولوج الحاضر الذي يغريهم دائما بالكتابة عنه بينما يشرع هو دائما في التحول إلى ماض تاركا إياهم يتوهمون أنهم يكتبون الحاضر بينما هم لا يكتبون سوى الماضي.
الكاتب مرات يترك كل شيء ويكتب أحاسيسه ذكرياته أشجانه علاقاته بمن يحب بمن يكره في محاولة لاستعادة الماضي ولكن هيهات فهو لن يستطيع استعادة حتى تلك الأحاسيس والذكريات فهي قد ذهبت وهو قد فعلت به الأيام فعلها وتغير ولم تعد أحاسيسه وأشجانه هي نفسها.
هذا دليل على أننا لا نبحر سوى في الماضي... الإبحار في الحاضر أو المستقبل لعبة أخرى لا تطلب منا فعل الكتابة بقدر ما تطلب منا فعل التأثير أو فعل الفعل إن جاز التعبير...
26 ديسمبر 2023



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: هل نحتاج انتخابات؟ ومن يحتاجها؟
- في البحث عن تصور بديل لمعارضة طبقية مستقلة
- أبيدوا -الأشرار- فالعالم سيكون أفضل حين يبادون...
- رايتنا الوحيدة التي تستحق أن نبقى من أجلها
- المقاومة واستراتيجيات التحريك
- ماذا بعد طوفان الأقصى...؟؟؟
- إلى سيدات غزة: سيداتي لم يبق لكن غير هذا
- طوفان الأقصى أو -معارك المقاومة غير المتكافئة-
- حول التقسيم الإقليمي الجديد لتراب الجمهورية التونسية
- خواطر بعد قراءة نص طارق القيزاني -يايا شذرات من وجع الذاكرة-
- تونس: إحياء نواتات المقاومة القطاعية المستقلة هو المهمة الأو ...
- مقطع قصير من الفصل الأول من الكتاب الثاني من ثلاثية -ورقات م ...
- تونس: ثلاثون سؤالا وسؤال بعد العملية الإرهابية التي جدت أخير ...
- إنها الحرب على الأغلبية
- مات اليسار التونسي ولم يكتسب أي نفوذ داخل الجماهير لأنه كان ...
- بشير الحامدي سيرة داتية
- تونس: رأي حر في مسلسل فلوجة الذي يبث على قناة تلفزية تونسية
- المضللة
- تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في ...
- أوهام الحشود في ظل غياب حركة اجتماعية مستقلة


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما