أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - بين غزة وبولاق أبو العلا !!














المزيد.....

بين غزة وبولاق أبو العلا !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 23:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان رد فعل أهالى بولاق ابو العلا وبعض أحياء القاهرة العتيقة شديدا وعنيفا، بسبب أعمال القتل والتنكيل والتدمير والاعدامات التى قام بها المحتلون الفرنسيون المجرمون بحق طلاب الجامع الأزهر ،و ضد رجال الدين الإسلامى وكل الممارسات الإجرامية التى أعقبت الغزو الفرنسى عام 1798، والتى كان من بينها تدنيس الفرنسيون الأنجاس للمسجد الأزهر ودخوله بالأحذية والحيوانات،وإعدام المرابطين فيه، ومنع إقامة الصلوات به ،
فلم يمر عامين وبالتحديد فى عام 1800 م حتى خرج الكثير من الناس وبأيدى العديد منهم النبابيت والعصي، والقليل من العتاد و السلاح، كما احتشد جمع اخر وصاروا يطوفون بالأزقه والحارات وهم يرددون الهتافات المعادية للفرنسين ، ولم يكتفى الناس بالهتافات، بل قرروا التصدى للعدو وأعوانه،فأحضر بعض الثوار ثلاثة مدافع كان الأتراك قد جاءوا بها إلى المطرية، وجلبوا عدة مدافع أخرى وجدت مدفونة في بيوت بعض،الأمراء، كما أحضروا من حوانيت العطارين الكثير من المثقلات الحديدية التي كانوا يزنون بها البضائع ليستعملوها عوضا عن طلقات المدافع، كما أنشأوا مصنعا للبارود وورش لصناعة وإصلاح المدافع والقذائف، وعمل العجل والعربات والذخائر، وأقاموا معسكرا للأسرى، وبثوا العيون والأرصاد للتجسس على المحتلين واستكشاف خططهم ونوايهم، كما لم يتوانوا عن أخذ كل من تعاون مع الفرنسين من الخونة بالشدة والعنف.
و قام الحاج” مصطفى البشتيلي “ والثوار التابعون له بتهيج العامة ،ووقفوا فى مقدمة الخلق وانقضوا بعصيهم وأسلحتهم ورماحهم على معسكر الفرنسين ببولاق، وقتلوا حراسة “وأستولوا على جميع ما فيه من خيام ومتاع وغيره، كما أقاموا تحصينات ومتاريس حول المدينة واستعدوا للحرب والجهاد”.
ورد كليبر ( قائد العدو الفرنسى) بتشديد الحصار على بولاق ومنع المؤن عن أهلها وعن المجاهدين، كما حاول التنسيق مع الخائن مراد بك القائد المملوكى حتى اقنعه بمنع أنفاره من مساندة ثوار بولاق او الاشتراك فى مساندة المجاهدين ،ولم يكتف مراد بك بذلك بل زاد فى إلحاحه على إقناع زعماء الثورة بالسكينة والهدوء، بل و قدم للفرنسيين المؤن والذخائر، وسلمهم العثمانيين اللاجئين لديه ،
وبالتالى أمن العدو الفرنسى جانب مراد بك وجنوده، وتفرغ للقضاء على الثورة فى بولاق والإستفراد بأهلها، فقام القادة الفرنسيون بإنذار الأهالى ومطالبتهم بالإستسلام، لكن أهالى بولاق رفضوا كل انذار و أجابوا بأباء و كبرياء "ان على المحتل الجلاء عن بلادنا" وأكدوا إنهم مستمرون فى الجهاد ومدافعون عن بلادهم و أنفسهم وأهليهم حتى الموت، فأخذ الجيش الفرنسى ” يحاصر المدينة و يصوب إليها الضربات بمدافعه وبنادقه، لكن الأهالى رفضوا التسليم وردوا بضرب النار ببنداقهم الصغيرة، فاستمر العدو يدك المدينةبالمدافع، وشدد الضرب على مبانيها حتى التهمت الحرائق عددا من المباني والقصور ومقرات المقاومة ، ومع ذلك فقد ظلت الروح المعنويه للشعب قوية، وخرج المشايخ والفقهاء والتجار يدعون الناس للقتال، ويحرضونهم على الجهاد
، فاستمر العدو الفرنسى يمارس عدوانه بالهجوم على المدينة ويقصف شوارعها وأزقتها بالمدافع، وكانت مداخل بولاق مُحصنة، والثوار يحتمون خلف المتاريس وفي البيوت، فردوا على ضرب المدافع بإطلاق النار من المتاريس والبيوت المُحصنة، ولكن نيران المدفعية الفرنسية كانت أقوى فحطمت المتاريس القائمة على مدخل الحي فحدثت فيها ثغرة كبيرة، تدفق منها الجنود إلى شوارع بولاق، وأضرموا النار في بقية البيوت القائمة ، فاشتعلت فيها النيران واتسع مداها وإمتدت من مبنى إلى مبني، ومن مخزن إلى آخر، كما طالت وكالات ومحال تجارة فالتهمتها واحرقت محتوياتها، واستمر الحريق لسبعة أيام حتى أتت النار على كل ما كان فيها من المتاجر والأبنية والدور، إلى أن انهار ذلك الحي الكبير العظيم وصار ضراما ،
كما تهدمت الدور على سكانها فأبيدت الكثير من العائلات تحت الأنقاض، أو في لهيب النار، وامتد ضرب المدفعية إلى باقي أحياء القاهرة الاخرى .
ولم يكتفى القتلة المجرمون بكل ما حدث من دمار، بل أسلموا المدينة لأعمال النهب و السلب وإغتصاب النساء وقتل وإعدام الصبية والشباب حتى سالت الدماء انهارا فى الشوارع،،،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات عظيمة على طريق النضال الثورى والماركسى ،،
- التاريخ والأستثناء
- الإحتلال يدهس، والمصريون يحتفلون !
- إحنا آسفين يا بيومى !!
- إحنا آسفين يا صلاح انت كمان؟
- ماضون حتى 2030،لكن رفقة الغلاء إلى متى !؟
- جرائم ،وجرائم !!
- طيبة قلب بايدن، أو غباؤه ،
- الصليب الأحمر والرحلة 571
- السكة للصين،والمسافة لغزة !؟
- النصر البيروسى !؟
- ما العمل المصرى !؟
- الرد على الإبتزاز المهين ،،
- سلام لفلسطين ،،
- المعوجة ألسنتهم ،،
- سيناريوهات انتهاء الحرب على غزة ،
- غزة وتعديل الخطاب الدينى !!
- أمل حياتى !
- روسيا والصين !؟
- إنجازات جامعة الدول العربية!!


المزيد.....




- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - بين غزة وبولاق أبو العلا !!