ماذا أعطيك ؟ .. لم يبق لى شئ .. قصيدتان

منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 20:08
المحور: الادب والفن
    

ماذا أمنحك ؟
-----------------
يا منْ يمنحنى كل الأشياء
ولا يمنحنى شيئا
ماذا أعطيك ؟
لتعرف كم أنا مريضة بك
وكم كسرت من زجاجة دواء
لينعدم أمل الشِفاء
ماذا أعطيك ؟
لتتكشف لك خطوط مأساتى
لوحة احتضنت ألوانى وخيالاتى
أحولها الى كلمات وأشعار
أرقصها أغنيها ليل نهار
ماذ أعطيك ؟
لقد كفرت بمعنى العطاء
معتكفة فى وكر ملذاتى
ادمانى لوحدتى
وهوسى بذاتى
ماذا أعطيك ؟
رجل أنت
من دم ولحم وأعصاب
أنا امرأة من ورق
لا أْوجد الا حينما أكتب
وكل ما عدا ذلك
عدم .. ومحض سراب
يا منْ يمنحنى كل الأشياء
ولا يمنحنى شيئا
ماذا أعطيك ؟
سؤال سيظل بلا جواب
سحابات بسمائى لا تمطر
لا يؤرقنى لا يحيرنى
فأنا أعلم أن أهم الأسئلة
تبقى عصية على الجواب
يا منْ يمنحنى كل الأشياء
ولا يمنحنى شيئا
ماذا أعطيك ؟
خذ قلبى
---------------------------------------------------------------------
ليس لى أحد
---------------------
لم يبق لى شئ
الا الغثيان وتقلصات معدتى
صداع رأسى المزمن
وبقايا الأحذية البالية
سريرى الخشبى يضيق بأحلامى
وصور قديمة لأمى الغالية
لم يبق لى شئ
الا قمصان قديمة تقطعت أزرارها
كلمات شربت من دمى
وألحان كنت أغنيها تمزقت أوتارها
لم يبق لى شئ
الا ذكريات ملتصقة بالذاكرة
لا تريد المغادرة
لا أعرف كيف عشتها
تراكمت عبر الزمن
حتى صارت جبالا
تطبق على أنفاسى
تدفننى دون كفن
لم يبق لى شئ
الا روشتات الأطباء
أشترى الدواء المكتوب
بخط غير مقروء
وأهمله تحت الغطاء
هذا العالم الموبوء بالأمراض
نقل العدوى الى جسمى
ويحمل كذبا أمل الشِفاء
لم يبق لى شئ
الا بقايا القهوة فى قاع الفنجان
وزهرة ذابلة تحلم بحضارة الماء
لم يبق لى أحد
الا عيناه العسليتان
لا ترى النور منذ سنوات
ويداه الحانيتان
لم تتحرك منذ سنوات
وشفتاه الورديتان
لم تقبلنى منذ سنوات
لم يبق لى شئ
الا ألحانه برائحة الكبرياء
وصوته المفعم بالنقاء
لم يبق لى أحد
الا أخى " عاطف "
المشغول عنى دائما
سنوات لم أتحسس قامته الفارعة
لم يرتمى فى أحضانى
الا من خلال الهاتف
لم يبق شئ
الا نفسى
غريبة الروح والجسد
بالحرية جنت عليا
ولم أجنى يوما على أحد
----------------------------------------------------------------------

#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل