فاروق الصيّاحي
كاتب وباحث وشاعر
(Assayahi Farouk)
الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 00:39
المحور:
الادب والفن
صورته تزيّن سور المدرسة،
ترفرف عاليا في سماء الطّريق،
تحلّي جدران المحلاّت الكبرى،
وتغطّي أبواب المحلاّت الصّغرى
اسمه يتقدّم نشرات الأخبار،
والأفلام الوثائقية،
وومضات الإشهار..
وجه منتفخ يلمع
لباس أنيق..
أينما حطَّ، وأينما طار،
يوزّع الابتسامات والتّحايا
ليستقبل الهتاف والتصفيق
***
فجأة أستفيق !
من نوم طويل عميق..
بالأمس البعيد،
لمّا كان الجوع يتفشّى،
رأيته صباحًا يتمشّى
قريبا من أحياء الجياع
يبيع شبابا معطّلا حلما أسودَ
مغلّفا بشريط ورديّ برّاق..
يوزّع عليهم الوظائف النّظيفة
مع بعض العبارات المنمّقة
ويمرّ ليلا.. غير آبه بالحريق،
يحصي ما قبضت يداه من ملايين
كان يخبّئ الملايين في أحشائه..
حتّى انتفخ، من فرط الحشو، بطنه
ثمّ يختفي بعيدا في الظّلام..
اختفى..
حتّى أنّ بعض من باعهم وظيفة مات،
من طول انتظاره
والبعض التهمه الحريق
والبعض الآخر ارتمى في الغريق
... وها هو البطل يظهر من جديد
بوجه منتفخ يلمع
وثوب أنيق..
لا يغازل أبناء الحيّ المعطّلين
وقد شاخ من بقي منهم حيّا
لا يبيع وظائفا نظيفة
لا يغزل كلمات منمّقة
وإنّما يغازل شعبا بنسائه ورجاله
يغازل وطنا ببرّه وجوّه وبحره..
#فاروق_الصيّاحي (هاشتاغ)
Assayahi_Farouk#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟