أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاروق الصيّاحي - الكادحات














المزيد.....

الكادحات


فاروق الصيّاحي
كاتب وباحث وشاعر

(Assayahi Farouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 20:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الكادحــات
الكادحات ينهضن قبل اختمار العجين،
وقبل اغتسال زهر اللّوز بقطر النّدى،
لينهضن بأعباء البيت وأطفالهنّ..‏
وكلّ أعباء الحياة
‏***‏
الكادحات لا ينمْن أطول من حلم..‏
في غفوة صبيّ يتقلّب على السّرير ‏
ليسرعن إلى إيقاد الحطب المكدّس..‏
في ركن من اسطبل المواشي..‏
ليطردن الدّجى ويوقدن الصّباحات
‏***‏
الكادحات وقتهنّ من ذهب
أو من زيت أو من حطب..‏
لا يهمّ الفرق كثيرا ‏‎!‎
إذ لا وقت لهنّ للبحث في لونه أو مذاقه
لا أحدٌ لديهنّ ولا أعياد وطنيّة ‏
ولا عطل خالصة الأجر‎..‎
لا يمتلكن جوازات سفر وحقائب عجيبة
لينطلقن إلى بلاد بعيدة أو قريبة..‏
مثل ما تفعل السّائحات
‏***‏
الكادحات
هنّ ملح هذه الأرض وماؤها،
وتربتها الخصبة.. وسماؤها..‏
هنّ حدود وطن شاع اسمه
على أعمدة الصحف الملوّنة
لمّا احتجزوه رهينة في بنوك العالم..‏
فظلّ ينتظر من يكسر قيده
من يبيع حليّه ليفكّ أسره..‏
لا أحد سوى الكادحات،
بعن ثيابهنّ المخبّأة في صناديق قُدّت من خشب
بعن خواتم الخطوبة الفضيّة وعناقيد الذّهب
تحمّلن الموت والرّدى والجراحات
وهنّ يحرسن حدوده من جحافل الغزاة
‏***‏
الكادحات يقفن أعلى من النّاطحات
جباههنّ تعانق حدود السّماء
وعيونهنّ قرص وضّاء كشمس أبديّة
ترفض أن تختفي..‏
الكادحات هنّ الكاسحات
إذا غزا الثّلج قلوب الجميع
ليحجب عنّا الرّبيع
وكي لا نضيع
يمسحن عن وجوهنا عرق الخجل
وينزعن ضعفنا الأصفر
إذا حلّت بنا أيّام سوداء جارحات
‏***‏
الكادحات في بلدي ‏
هنّ نبض الخلود الأبدي
قلب لا يكفّ عن النّبض
قبضة كوّرتها الظّروف القاسية
فصنعت منها جبهة لا تكفّ عن الرّفض
مهما قست عليهنّ الحياة
‏***‏
الكادحات هنّ واحات..‏
تتّسع تربتها الذّهبيّة لكلّ أحلام الأحياء،
وحتّى أحلام من ماتوا.. وظلّت أحلامهم حيّة
ترفرف، مثل نوارس ظمأى، فوق السّاحات
هناك، في صدورهنّ،
تختبئ كلّ كنوز الأجداد العارية والمدفونة
لا الرّيحُ الصّفراء تغيّر ألوانها
لا صدأ السّنين العجاف ينخر روحها
ولا شمس أوت الحارقة ذوّبت معادنها
هناك، ترتسم وتبتسم
خريطة وطن على تجاعيد الرّاحات
‏***‏
الكادحات هنّ المكافحات
ينقلن الرّفض الشّعبي العارم
من حقل السيّد الإقطاعي
ومن مصنع كمبرادور طامع
إلى صوت هادر يقظّ مضجع العواصم
فترتعد تحت أقدامهنّ شوارعها والسّاحات
‏***‏
الكادحات عطر ماء الفجر
وقد انفصل عن صخر النّهر
وانساب مخاتلا حرّاسه بلا موعد
إلى ركن في الاسطبل
يتلذّذ بطعم عجين يحترق وسط الموقد
‏***‏
الكادحات كأس عطاء لا ينضب
تشرب منها ما شئت
وكأنّك أبدا لم تشرب
وقصّة حبّ ما كُتبتْ قبل
ولم تُكتبْ بعْدُ
ولن تُكتب أبدًا
فالقصص الحيّة تُعاشُ ولا تُكتبْ
إلاّ بسواعد الكادحات ‏‎!‎



#فاروق_الصيّاحي (هاشتاغ)       Assayahi_Farouk#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّهيد الذي قالوا له - نمْ -
- زنبقة حمـــراء إلى غـــونزالــو
- بلدٌ مضيافْ ***شعر
- وطنُ..في السّوق
- في تونس: محاولة إعادة إنتاج بورقيبة *‏
- خديجة تكتب وصيّتها
- بين مسرحيْن
- يعيش الشّهيـــــــد
- قصيد: ماذا تريد ؟
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
- ثورة أكتوبر الاشتراكيّة وتأثيرها في البلاد العربيّة
- سليمان بن سليمان ودوره في انتفاضة أفريل 1938 في تونس
- قراءة في ظروف أحداث 26 جانفي 1978 في تونس


المزيد.....




- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- ممرضة هندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن
- فضيحة جنسية تهز تايلاند: اعتقال امرأة بتهمة -الإغواء- وممارس ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 بالشروط الم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاروق الصيّاحي - الكادحات