أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟














المزيد.....

الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظن احزاب السلطة والاسلام السياسي الطائفية بأن الانتفاضة او ما يعرف بـ "ثورة تشرين" قد توقفت أو دخلت مرحلة الهدنة الابدية. من الناحية النظرية يبدو الامر كذلك، لكن من الناحية الموضوعية وطبقا لما يجري على ارض الواقع، لاتزال "الثورة" على حالها مستمرة والوقائع اليومية تؤكد ذلك. وربما اكثر نضجا وبمسؤولية اعتبارية وسياسية مستنيرة وبحكمة كما يقال ((على نار هادئة)) تجعلها تهدد النظام السياسي الطائفي برمته، سيما في هذه المرحلة التي يحتدم الصراع بين جميع القوى والاحزاب داخل السلطة وخارجها لحصد نتائج الانتخابات المحلية القادمة لصالحها وسط تصاعد الازمات السياسية وتبادل الاتهامات والتهديات والاستقواء بالخارج. فالثورة التي اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في جميع المحافظات العراقية بما في ذلك محافظات كردستان شمال العراق لاتزال كالبركان تهدد بالانفجار المزلزل في أي لحظة، وهذا ما تخشاه المنظومة السياسية التوافقية بكل أطيافها اللاوطنية.

قبل ايام انطلقت المظاهرات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات من جديد في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، امتدت الى جميع محافظات العراق الوسطى والجنوبية والشمالية، لتؤكد من جديد بانها لاتزال حيوية، واهدافها ازالة النظام الطائفي التوافقي من جذوره، وليس كما يروج بان دورها قد انتهى ولم يبق سوى "احياء ذكراها؟." وطفيف اصوات ضد الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة. الا ان المشهد السياسي والامني والاداري، وصراع القوى بما فيها الميليشيات المدججة بالسلاح لعزل بعضها البعض في مرحلة ما قبل الانتخابات المحلية القادمة، على ما يبدو، سيبقي الوضع على حاله، والاحزاب الطائفية اكثر اصرار للاستئثار بالسلطة باي ثمن. فيما بأس حراك "تشرين الثورة" المجتمعي يشتد نضجا ومطالبه اكثر من القضاء على الفساد وتوفير العمل والخدمات، او ملاحقة قتلة المتظاهرين العراقيين الابرياء او اجراء الانتخابات. انما مطالبه انتقلت الى اهداف استراتيجية، ليس انهاء النفوذ الامريكي ووقف تدخل دول الجوار، ايران وتركيا والكويت في شؤون العراق الداخلية فحسب، انما تغيير النظام السياسي وإقتلاع حكم الفاسدين واللصوص من اساسه.

انه من أسوأ الخطايا التي ارتكبتها وترتكبها الاحزاب العقائدية خارج السلطة، جرف احتواء الحقيقة السياسية والمجتمعية عن تموضعها الحقيقي، الذي من شأنه ان يدفع الحزب (كذا) لان ينهض بمسؤولياته ليصبح فاعلا مركزيا في الحياة السياسية الوطنية وتطويرها. بدلا عن ذلك حلت مكانها مآرب مصلحية، فردية وحزبية، للوصول الى السلطة على انقاض سابقتها... فمنذ مشاركتها في جميع انتخابات عهد ما بعد الاحتلال، لم تشهد الساحة السياسية العراقية موقفا واضح للاحزاب والحركات التقليدية القديمة والحديثة التي يتجدد تاسيسها قبل كل انتخابات محلية او تشريعية، سواء يسارية او ما يسمى بالعلمانية ونخبة المستقلين، خصوصا فيما يتعلق الامر بمفهوم "الديمقراطية" ومصطلح "العملية السياسية"، اللتان، واقعيا وفكريا من الناحية العملية، لا دلالات موضوعية وعلمية يستند اليها بحيث يكون الحديث عنهما امرا بالملموس. الحقيقة ان حتى من لا يمتلك عقلا طبيعيا، يدرك بان حديث هذه القوى والاحزاب عن "الديمقراطية والعملية السياسية" ما هو الا مهزلة سياسية ساذجة تجافي المنطق وعلم السياسة، ولا ينخدع الا من يجامل الطبقة الطائفية بمحتواها الزائف.


للغة الكلام السردي في الحياة السياسية العامة، قدرة لإذكاء الغموض والتأويل والتسويف لغايات سياسية تتيح للأحزاب الأيديولوجية العقائدية سحب البساط من تحت إقدام المجتمع وتضليله بأشكال نمطية مباشرة أو غير مباشرة. وطالما تعمد السياسيون العراقيون استعمال لغة مبطنة في الكثير من المواقف والأحداث المأساوية التي تعرض لها المجتمع، لغة غير واضحة مليئة الغموض والكذب والنفاق والتأويل. إذ طرأت على المشهد السياسي العراقي أحداث خطيرة، كان على الساسة والأحزاب المعارضة التصدي لها بطريقة سياسية“ قيمية ”متناغمة أخلاقيا مع مبدأ الصراحة والمسؤولية الوطنية في جانبيها الإداري والمجتمعي. بمعنى آخر أن تكون منسجمة مع المبادئ المختبرية المتعلقة بالمسألة“ الوطنية ”وبناء الدولة المدنية الحديثة، وليس“ تغليب ”مصلحة الحزب على المصالح الوطنية كما هو دارج لدى مجمل الأحزاب داخل السلطة وخارجها. يقودنا ذلك إلى التساؤل: كيف يحصل التقارب الموضوعي بين المجتمع والطبقة السياسية إذا لم تستطع هذه الطبقة“ الحزبية ”الجمع بين مفردات“ لغتها السياسية ”بشكل واضح وصريح لصالح الوطن ومجتمعاته؟ وماذا يميز كل هذه الأحزاب عن بعضها، عقائديا وتنظيميا، وهي جميعها غير صادقة أمام المجتمع ولا تدين بالولاء إلا للحزب وللطائفة والعشيرة وليس للوطن كما تعزو إليه وقائع أهدافها الاستراتيجية العملية والتثقيفية؟.

إن عراقا ما قبل الانتخابات المحلية القادمة، في ظل حملات انتخابية مستعرة على كل المستويات السياسية والإعلامية وممارسة الرشوة والتهديد والقتل وانعدام برامج انتخابية واضحة، سوف لن يغير الواقع فيما بعدها، ولربما سيكون أسوأ مما كان حاله ما قبلها، بل يهدد بانهيار شامل للكيان العراقي كدولة غير قادرة لحماية سكانها وأراضيها. بسبب الأزمات التي تفتعلها الأحزاب الطائفية وتزمتها للبقاء بالسلطة بأي ثمن من جهة، واختراق الأحزاب والمليشيات الولائية والخونة والعملاء لمؤسسات الدولة من جهة. من جانب آخر، ضبابية مواقف أحزاب خارج السلطة أو ما يسمى "بأحزاب المعارضة" وافتقارها برامج سياسية تكشف عن مواقفها السياسية بوضوح وجرأة بعيدا عن مغازلة أصحاب السلطة الذي بات يهدد وجودها وجعلها أكثر انقساما وضعفا.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الفكر الشعبوي وآيديولوجيا السياسة المركبة!
- هل بإمكان الشعب أن يضع حدا للسياسيين المنشغلين بالفساد وسرقة ...
- مهرجان برلين للآدب... كل شيء يدور حول شغف مشترك كبير ألا وهو ...
- في ذكراها ال 65 ثورة 14 تموز وتأثيرها على السياسة في العراق ...
- جدلية العقل السياسي لاصحاب السلطة أحد مظاهر الاستئثار بالحكم
- الشأن العراقي بين المألوف واللامالوف
- للثقافة.. دورا تفاعليا في تجسيد القيم واحترام الحقيقة
- بين حرية تقصي المعلومات الصحفية وحجب نقلها وتلقيها
- أحزاب السلطة تعود بالمجتمع المدني العراقي إلى ما وراء السردي ...
- الأزمات مستمرة والبلاد تسير في طريق سياسي وإداري مسدود
- الى اين بعد ..تقود احزاب السلطة ودولة المافيات العراق؟
- ثقافتنا العربية في المهجر بين الغرائز والنقاء
- متى ينتهي التمييز المفرط في مفردات الحياة اليومية في العراق؟
- مفهوم أدب النقد ولزوم إحاطته بالآليات الموضوعية
- جماليات لغة الشعر في فضاءات.. فارس مطر
- إنتخابات التجديد صراعات حادة بين الجمهوريين.. فمن سيمسك بالم ...
- مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!
- وصاية الأحزاب على الإعلام ظاهرة غير مقبولة
- وجوه التشكيلي العراقي علي محمود.. الرمزية في كبد الوجد
- جدلية التنوع والتعددية تطرق أبواب الحوار بين الداخل والخارج


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - الانتخابات.. ما بين انقاذ العراق او نهايته؟