أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف















المزيد.....

تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعتماد المنهجي على النص الاسطوري ضمن المنظومة الميثولوجيا, تهدف لإنتاج حكاية الربط بين التاريخ الماضوي الخرافي و صناعة شرعية الحاضر, بشرعنة النظام العلوي الكولونيالي, في هذا المنحى و المنظور أنتجت الحكاية الخرافية ل12 قرنا من تاريخ المورك, في الربط الجدلي بين تاريخ وهمي مزيف و بين الإحتلال اللاشرعي المعاصر. للإعلان عن شرعنة الإحتلال, تأسست جمعية 12 قرنا التي صرفت على نشاطها الدعوي ملايين من الدراهم, لإقامة إحتفالات في كل أرجاء الدولة للترويج للأسطورة في معناها الخرافي, و لتدعيم الخرافة يقوم الإعلام الرجعي بدوره التدميري في نشر المعلومات الزائفة و المغلوطة, حول الإمتداد المصطنع و الوهمي للشعب الموركي بالحجاز, و سلخ الشعب عن جذوره العميقة الضاربة في التاريخ, و جعلوا بلاد الأمازيغ جزء لا يتجزأ عن الحجاز تاريخيا و ثقافيا و لغويا في إطار منظومة العروبة و الإسلام, فيما يتخيلونه بثوابت الهوية العربية الأسلامية ( ما يعني فترة ما بعد ما سمي بالجاهلية). هذه الهوية المزيفة هي خارج عن تاريخ المنطقة, مرتبطة مباشرة بالصناعة الإمبريالية للتعريب الدولتيي لبلاد الأمازيغ, بهدف إستغلال ثروات المنطقة بحرية و بحماية الدولة العروبية الوليدة, بيدق الإمبريالية في بلاد الأمازيغ. الدعاية للأسطورة الخرافية لصناعة تاريخ دولة المورك المختزل في إثني عشرة قرنا من التأسيس السياسي بفضل المكون العربي, هي أطروحة إستعمارية, مبنية على تزوير تاريخ المنطقة بنفي الحقيقة التاريخية و إلغاء تاريخ الشعب الأمازيغي المستقل الممتد الى آلاف السنين قبل تشكل القبائل الأعرابية في موطنها, صحاري و قفاري الحجاز. أسطورة اثني عشرة قرنا, هي خرافة حكواتية دون سند تاريخي, مخطوطة أو إكتشاف أركيولوجي, يأكدان تأسيس دولة مركزية عربية, من جهة ( إدريس الفرد العربي في الدولة المورية, شخصية وهمية, لم يكن لإدريس الوهمي مكانة في الكتابة التاريخية إلا في العصر المريني بعد قرون عدة من التاريخ المقصود), فمن المنطق العلمي, فالأفراد لا قدرة لهم على تأسيس الدول, حتى و إن كانوا محليون, و ما بالك أن يكونوا أجانب و غرباء عن المكان( لا محل لهم من الإعراب), و من جهة ثانية, تجاهل مروجي أسطورة إثني عشرة قرنا من تأسيس الإمارة "الإدريسية" الإفتراضية في المورك, بأنه نتيجة الثورة الأمازيغية 740 و طرد الإستعماري الأموي, أدى الى تأسيس أكثر من دولة بنظامها السياسي المستقل و إستمرت بعد إنهيار "الإمارة الإدريسية" المفترضة. ما يخفيه النظام الكولونيالي و أعوانه من قومجيي العروبة القهرية و الإسلام العرقي عن القطيع البربري بشقيه, أن الدولة المركزية المورية تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد, حسب ما أثبته الأكاديمي محمد شفيق في كتابه " 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين", يقول محمد شفيق: "أن موريطانيا كان لها ملوك إبتداءا من القرن 4 قبل الميلاد, و قد ورث عرش باكا أسرة بوكوس. مارس الملك بوكوس الأول سلطته المطلقة في حدود قدراته العسكرية, و في حدود التعامل مع العصبيات القبلية. كان له مجلس شورى من الأقارب و الأصدقاء و بعض زعماء القبائل, وكان له ديوان للكتابة و لتدبير شؤون الجيش, و كان عصده الأيمن في العمليات الحربية هو إبنه أولوكوس, كانت تساعده في الإتصالات الخارجية خاصة مع روما هيئة سفراء من خمسة أعضاء, وكانت له دار للسكة. و كان من أجل هذا كله كان بوكوس الأول يعتبر نفسه أعظم ملك يوجد على وجه البسيطة, حسب ما رواه سالوستيوس الروماني".
الإصرار على الأسطورة مع الزمن تصبح هذه الخرافة حقيقة تاريخية عند العامة, فالإكثار من ترديد نفس الأكذوبة تجعل الكاذب نفسه يصدق أكذوبته, وهذا ما يهدف إليه النظام الكولونيالي و أعوانه. قد إنضافت خرافة 12 قرنا من تاريخ البلد الى المقرارات الدراسية, و قد إستهدف أعداء الإنسانية الأطفال البريئين بحشر عقولهم البيضاء بقصص 12 قرنا من تاريخ البلد, و النموذج إنبهار أمحمذ جبرون في كتابة التاريخ المؤدلج عبر سلسلة من القصص المشبوهة لإستلاب وعي الأطفال الأبرياء. و تفرد الإعلام الرجعي للدعاية للأسطورة بتنظيم لقاءات و مناقشات مع النخبة القومجية العروبية للترويج لمهزلة اثني عشرة قرنا, و من السخرية العلوية تنظيم قافلة تجوب مدن المورك سميت بقافلة التاريخ, لكن في الحقيقة هي قافلة لتزييف التاريخ. لم تستثنى الخرافة من إقتحام الدوالب الدولية فقد حشرها عمر هلال السفير العلوي لدى الأمم المتحدة (في صراعه مع أخوه في العروبة القهرية و عدوه في تقسيم أراضي الأمازيغ), في مداخلته خلال مناقشات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة, بقول :" أن مبدأ الوحدة الترابية يعد مقدسا بالنسبة للبلدان العريقة على غرار المغرب, المملكة التي يمتد تاريخها لإثني عشرة قرنا, وليس الأمر كذلك بالنسبة لدولة مثل الجزائر, التي تم إنشاؤها قبل ستين عام فقط ( على أساس أنها لقيطة النسب والحسب, ومجتمعها عبارة عن أعراق مختلفة يجهل أصلها )". موقف السفير لا يخرج عن المنظور العام للنظام الكولونيالي الذي قزم تاريخ البلاد بقدوم شخصية عربية وهمية لتأسيس الإطار السياسي للدولة و بعرق عربي واحد, وليس بأعراق مختلفة تجهل أصلها كما يفهم من هرطقة السفير العلوي.في نفس الإتجاه, كتب أحمد معنينو مقال في مجلة "دعوة الحق" التابعة لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية الموركية, للإحتفال بأكذوبة أثني عشر قرنا من تاريخ المورك, يقول:" إذا ذكرت دولة المغرب العربية المسلمة, فالمولى إدريس الأول, هو البطل المؤسس لها, والمنشئ لكيانها وعظمتها وأمجادها, فبوصوله للمغرب, تهيأ الجو لتكوين الدولة المغربية برئاسة المولى إدريس الأكبر, وتهيأت فعلا بكل ما تحمل كلمة الدولة من معنى". التهافت على ترويج لهذه الخرافة بهذا الشكل المكثف و العنيف و على جميع الأصعدة لجعل أسطورة اثني عشرة قرنا حقيقة تارخية, يدل على التأكيد عن المرض النفسي (الشيزوفرينيا), الذي يفقد صاحبه الأرتباط بالواقع الحقيقي, و الإيمان بواقع متخيل وهمي.
كتابة تاريخ تامازغا (بلاد الأمازيغ) عامة و تاريخ مورك خاصة, على مقاس المنظور الإستعمار العربي, فمن المؤكد هي كتابة حكواتية, لا تمد بالتاريخ كعلم بصلة. الأسطورة العروبية في شكلها الحكواتية تضخم الفرد اللاطبيعي و قدرته على الخوارق, مثل حكاية الإسراء و المعراج و عنترة و أبو زيد الهلالي و إدريس الذي واجه الأهول ليصل الى أقصى الأرض لتأسيس الدولة. الفكر الإستعماري يسعى الى طمس التاريخ الحقيقي للدولة المورية و طمس دور الأمازيغ في تأسيس دولهم و بناء حضارتهم, وقد صور الإستعمار الأمازيغ عنصر على هامش التاريخ وأحداثه و تحولاته. الزمن لم يعد عهد الحكايات الوهمية, فقد آن الأوان لتفكيك الأساطير و إعادة كتابة التاريخ بشكل علمي, بعيد عن التضليل الأيديولوجي الإستعماري.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطط آبادة الأطفال الأزواديون
- شرعنة الشعوذة (الرقية الشرعية و أخواتها)
- نشر المعلومات الكاذبة و الأخبار المضللة, أسلوب كولونيالي بإم ...
- إمازيغن أبلتهم الطبيعة بعدوى البربر
- لا حل نهائي لمشكلة الصحراء إلا مجلس الأمن
- مرتزقة فاغنر تحت مجهر المنظمات الحقوقية
- الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد
- الآبادة الجماعية لأمازيغ الصحراء الكبرى مستمرة
- هلوسة إختزال هوية الأرض المحتلة في اللغة الإستعمارية
- زلزال الأطلس و التضليل الإسلامي
- إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية
- مواساتنا لضحايا كارثة الزلزال
- جواسيس النظام آل علوي
- ثورة الهقار تدخل الرعب في قصر المرادية
- مملكة بورغواطا المنسية
- المعتقلين السياسيين إمازيغن و العفو الإستعماري
- رئيس الحكومة المؤقتة لدولة لقبايل في المنفى يدعو الأمم المتح ...
- ستوكهولم سيندروم لدى الزمرة الإرتزاقية
- ذكرى أنوال الخالدة
- المحكمة العرقية و قانون العبودية


المزيد.....




- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف