أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم جركس - عن قدسيّة الحياة














المزيد.....

عن قدسيّة الحياة


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 13:33
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك عبارة واحدة غالباً ما تظهر في النقاشات حول الإجهاض وهي "قدسيّة الحياة". ماذا عن قدسيّة الحياة؟ هل تعتقدون أنّ هناك شيء مثل الحياة المقدّسة؟ أنا شخصياً أعتقد أنّها كومة من البراز. من الذي يقول أنّ الحياة مقدّسة؟ الله؟ حسناً، ولكن إذا قرأتم التاريخ، ستعرفون أنّ الله هو أحد الأسباب الرئيسيّة للموت، وكان كذلك على مدى آلاف السنين. يتناوب الهندوس والمسلمون والمسيحيون واليهود على قتل بعضهم البعض لأنّ الله أخبرهم أنّها فكرة جيدة. سيف الرّبّ… دم الحَمَل… والانتقام ملك لي. ملايين من القتلى. كل ذلك لأنّهم أعطوا الإجابة الخاطئة على سؤال الله:
-هل تؤمن بالله؟
-كلا.
بوووم! الموت لك.
-ماذا عنكَ أنت؟ هل تؤمن بالله؟
-نعم.
-هل تؤمن بإلهي؟
-كلا.
بوووم! الموت لك.
-إلهي يمتلك قضيباً أكبر من إلهك!

منذ آلاف السنين، كانت أكثر الحروب دموية ووحشية تستند إلى الكراهية الدينية. بالطبع، هذا يناسبني؛ طالما أنّ هناك "مؤمنون" يقتلون بعضهم البعض، فأنا سعيد. ولكن من فضلك، لا تحدّثوني عن “قدسيّة الحياة” بينما تقتلون بعضكم البعض، حتى لو كان هناك شيء سخيفٌ كهذا، لا أعتقد أنّه يمكنكم إلقاء اللوم على الله.

هل تعرفون من أين تأتي قداسة الحياة؟ منّا نحن. نحن من اخترعنا هذا المفهوم. هل تعرفون السبب؟ لأنّنا أحياء. إنّها الأنانية يا سادة! الأحياء لديهم حافز قوي ليعلنوا أنّ الحياة مقدّسة إلى حدٍ ما. لن ترون بن كروسبي يتجوّل في الأنحاء ويتحدّث عن هذه الهراء، أليس كذلك؟ لم يقل موسوليني الكثير عن هذه المسألة. ما هي آخر الأخبار من جورج كينيدي؟ لا شيء! هل تعرفون لماذا؟ لأنّ كينيدي و موسوليني وبِن كروسلي جميعهم أموات. إنّهم أموات بحقّ الجحيم، ولن يهتمّ الموتى بقدسيّة الحياة إطلاقاً.

الوحيدون الذين يُبالون بمسألة قدسيّة الحياة هم الأحياء. لذا فالمسألة برمّتها تنبع من وجهة نظر لا أساس لها. إنّها قصّة سخيفة مختلقة من قِبَل الإنسان، واحدة من تلك القصص التي نرويها لأنفسنا لنشعر بأنّنا نبَلاء وأخيار. “الحياة مقدّسة”. إنّها تجعلنا نشعر بالرّضا. لكن دعوني أطرح عليكم هذا السؤال : إذا مات كلّ من كان حياً في يوم من الأيام، وكل ما هو حيّ سوف يموت، فمن أين تأتي جزئيّة القداسة؟ هل يمكنكم مساعدتي؟

‏ لأنّه حتى مع مل تبشيرنا ونداءنا بقدسيّة الحياة، فإنّنا لا نلتزم به. انظروا ماذا نقتل: البعوض والذباب، لأنّها آفات. الأسود والنمور، لأنّنا نستمتع بذلك. الدجاج والخنازير، لأنّنا جائعون. والبشر. نحن نقتل بشراً. لأنّهم آفات. وللمتعة أيضاً!

وقد لاحظتُ شيئاً آخر أيضاً. من الواضح أنّ قدسيّة الحياة لا تنطبق على الخلايا السرطانية، أليس كذلك؟ نادراً ما نرى ملصقات تقول "أنقذوا الورم". أو "أنا متضامن مع الميلانوما". لا. ماذا عن الفيروسات، العفن، الفطريات، الديدان، الطفيليات، الأعشاب الضارّة، الديدان المعويّة والشريطيّة، سرطان البحر. هذه الكائنات ليست مقدّسة على الإطلاق. نحن فقط الذين تتمتّع حياتنا بالقدسيّة.

لذلك، قداسة الحياة هي في أحسن الأحوال شيء انتقائي. نختار أشكال الحياة التي نعتبرها مقدّسة، ثم نقتل الباقي. صفقة جيدة. هل تعرفون كيف حصلنا عليها؟ نحن نحتلق كل شيء! تماما كما اختلقنا عقوبة الإعدام. قدسيّة الحياة وعقوبة الإعدام. نحن نوعٌ متقلّب ولا نخلو من ازدواجية.

"جورج كارلين"
[1937-2008]
‏📖《Brain Droppings》ترجمتي



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي العلاقة بين سمكة يسوع والعضو الأنثوى؟
- الرموز: قوّتها، ودلائلها
- بروتوكولات حكماء صهيون والتزييف
- نحو مقدمة في علم النفس الوجودي
- مدرسة الحمقى [6]
- مدرسة الحمقى [5]
- مدرسة الحمقى [4]
- مدرسة الحمقى [2]
- مدرسة الحمقى [3]
- مدرسة الحمقى [1]
- جدليّة السّلطة والشرعيّة: منظور اجتماعي وسيكولوجي وأخلاقي
- الدين في سياق التّطوّر البشري: الجزء الأول (التّطوّر المشترك ...
- ألبير كامو: العَبَثية، والعَدَميّة، والتضامن
- هل نحن مُستَمتعون، أم نحن مُدمِنون مُخَدّرون؟ -المسلسلات الر ...
- كارل ياسبرز، ولماذا علينا أن نقرأ الفلسفة؟
- محمد معناه -الصّنم-
- الكينونة والزمان [3]: ((الوجود في العالم)) سيمون كريتشلي
- الكينونة والزمان [2]: ((الأنا)) سيمون كريتشلي
- الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟ سيمون كريتشلي
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]32 ((عَنْ الفضيلة ...


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم جركس - عن قدسيّة الحياة