أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأفكار في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي















المزيد.....

الأفكار في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7827 - 2023 / 12 / 16 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


الأفكار في رواية
"لست وحدك"
يوسف السباعي

الأفكار الخمر
بما أننا أمام رواية خيال علمي، فقد طرحت مجموعة من الأفكار، منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو ديني، ومنها ما هو فلسفي، حيث تتناول أكثر من فكرة، منها مسألة شرب الخمر التي نجد فيها أكثر من وجهة نظر روائية: "ـ الخمر مثلا.. تبدو حيوية لبعض الرعية الذين يعيشون في الوجه الباردة من الكوكب.. إنهم بدونها.. يتجمدون.. كيف تقنعهم بأنها ضارة؟
ـ لكن إذا سكروا ... يرتكبون أعملا ضارة
ـ إنهم لا يسكرون... لقد تعودوا
ـ وإذا سكروا؟
ـ لا يشعرون بمضايقة.. بالعكس.. إنهم يحسون بسعادة كبرى.
ـ ولكنهم يؤذون الغير.
ـ يمكن منعهم من إيذا الغير حتى يفيقوا.. وتنتهي المسألة
ـ ولكن في الوجه الحار من الكوكب.. ما حاجتهم في شرب الخمر؟
، لكي ينسوا
ـ ولكنهم ليسوا في حاجة إليها.
ـ هل تريد أن تحدد الذنوب لكل منطقة حسب جوها... يعني أن نقول أن شرب الخمر محرم في المناطق الحارة ومباح في الباردة؟
ـ لم لا
ـ وإذا رحل سكان المناطق الحارة كلهم إلى المناطق الباردة ماذا نفعل؟" ص397و398، أعتقد أن هذا الحوار مثير ويحتاج إلى من يتوقف عنده، فهو يتحدث عن عالم غير أرضي، لكنه شبيه بعالم الأرض، لهذا تم الحديث عن أهمية الخمر للمناطق الباردة، حيث تمنح شاربيها دفئا وشعورا بالحرارة، على النقيض من المناطق الحارة، ومثل هذا الطرح بالتأكيد لا يحسم ويبقى مُثارا بين المجتمع، فهناك تحريم ديني وهناك حاجة مكانية.
الجنس والزواج
وعن الجنس والحاجة إليه من قبل الأشجار التي أخذت صفات البشر: "دعنا من الخمر.. لنبحث عن الذنوب الأخرى.. ماذا يرتكبون الزنا؟
ـ لأنهم عندما يبلغون سن النضج تلح عليهم الحاجة إلى الجنس.. كما تلح عليهم الحاجة إلى الطعام منذ أن يولدوا.
ـ إذن عليهم أن يمارسوها كحق.. لا كخطيئة.. عليهم أن يمارسوها في حدود علاقة شرعية بين الذكر والأنثى.. تضمنها في إطار الأسرة وهي نواة المجتمع.
والجنس.. قد يقود إليه الحب.. وقد يمارس بغير حب.. وهو رغم اقترانه بالحب .. فإنه يعتبر شيئا مستقلا تماما.. وله مقومات.. التي تستند إلى اللياقة البدنية والخبرة العملية والرغبة المتبادلة.. وقد يدعم الحب المقومات.. وقد يخذلها.. وقد يقود الجنس الناجح الذي لا تركز مقوماته إلى الحب.. إلى نوع من الارتباط.. يتحول إلى لون من الحب
ـ الزواج شركة قد تكون من مقوماتها الحب والجنس ولكن مقوماتها الأهم هي التوافق بين طرفي الشركة.. ومدى فهمهما لمسؤوليتهما في الشركة.. وفي أنها ليست مجرد حقوق بلا واجبات.. أو وسيلة للإشباع العاطفي أو الجنس.. وإنما هي مشاركة في عملية بناء جادة وخطيرة.. إن أخطر ما في الزواج .. هو فهمه على أنه ترخيص لجنس محرم إلا برخصة الزواج... لأن الزواج ليس وسيلة للاستمتاع بالجنس.. بل قد يعتبر أبعث على الزهد فيه " ص398 -401، أعتقد أن مثل هذه الأفكار مهمة للمجتمع وللأفراد، خاصة في عصرنا الحديث، حيث نجد نسبة الطلاق كبيرة جدا، وأصبحت تشكل مشكلة اجتماعية متعلقة أساسا بالنساء المطلقات، حيث ينظر إليهن نظرة دونه، نظر شك وريبة، ونظرة السلعة الرخيصة التي يمكن الحصول عليها من أيا كان، فالزواج أكبر وأبعد من رخصة للممارسة الجنس، وهو ليس عملية جنسية رغم أنها جزءا من مفرداتهن كل هذا يجعل الأفكار التي تقدمها الرواية مفيدة اجتماعيا وعلى المتلقي التوقف عندها لمعرفة أن هناك أكثر من ناحية متعلقة بالزواج ومتربطة به، فالتوافق يعد أهم ركن في استمرار الزواج.
واللافت فما جاء في المقطع العلاقة بين الحب والجنس، فيمكن أن يقود أحدهما إلى الآخر، وأعتقد أن هذا الترابط/المزج بين ما هو جسدي/مادي/غريزي وبين ما هو روحي ضرورة إنسانية يجب أن تؤخذ بالحسبان والتعامل معها ضمن هذا الاطار المادي/الغريزي وبين الروحي العاطفي.
فكرة صورة الخالق
بعد أن يتم إعطاء الأشجار صفات البشر، تُثار فكرة الخالق وضرورتها بالنسبة للمخلوقات، فهناك وجهة نظر تقول بأن يتم تصوير أرفاد طاقم السفينة ليتم التعامل معهم كأرباب للأشجار، لكن هناك فكرة أخرى وجدت في عدم إعطاء أي صورة أو شكل يكون له تأثيرا أقوى على (عظمة ركاب السفينة/الأرباب)، يقدم السارد فحوى وطبيعية الحوار في هذا المقطع:
"ـ يا ناس .. هذه فضيحة.. تصوروا صورة آلهة.. تلقى على البشر من فوق كالمنشورات.. غي معقول
ـ لا .. لا أنها قلة قيمة.. ستضيع هيبتنا
ـ من الخير أن نبقى هكذا مجهولين .. لندعهم يتصوروننا كما يشاؤون.
ـ أجل .. إن تخيلاتهم ستجعلنا.. أروع من أية صورة يمكن عملها" ص346و347، اللافت في هذه الحوار أنه يؤكد أهمية عدم تحديد ما هو عظيم وعدم تصويره أو تحديد معالمه، وإبقاءه (مشاع) لك من يريد أن يصوره، فالتصوير يعني التحديد، وحصر المُصور ضمن الصورة التي يُرى فيها فقط، بينما عدم تصويره/تحديده يعني فتح الأفكار/الخيال أمام كل فرد أن يراه حسب تفكيره، ومن هنا نجد أن القرآن الكريم لم يصور الخالق ولا حتى الملائكة أو الشياطين، وجعل الأمر متروكا/مفتوحا أمام الإنسان ليشكل الصورة التي يريدها.
الملذات والأساسيات
ما يحب للرواية أنها تتناول فكرة الأساسيات/الضروريات في حياة الإنسان من منظور المتعة/اللذة التي تحققها للإنسان، فالهدف من أي فعل إنساني/بشري هو المتعة: "المسألة ليست مسألة بروتينات وفيتامينات.. ليست ملء أنسجة ودعم خلايا وتقوية عظام وشد عضلات.. فالإنسان ليس بناء أجساد.. يحتاج إلى مجرد مونة.. وإنما هو مجموعة مشاعر.. تهفو إلى الاستمتاع بنعم الحياة.. ومن بينها شهي الغذاء.. ولذة الشراب.. ولو لم يكن الطعام متعة.. لما كانت به لهفة إليه.. لو أنه مجرد أقراص بروتينات.. فيتامينات.. لنسى تناوله.. وهزل.. وذوى.. إنه لا يهوى الحياة .. لمجرد الحياة.. ولكن لينعم بما فيها.. وإذا كان يأكل ليعيش.. فهو يعيش بعد ذلك لينعم بكل ما في الوجود من نعم.. الطعام والشراب والراحة والحب والجمال بكل صوره.. والعمل من أجل استنباط المزيد من النعم" ص112و113، أعتقد أن هذه الأفكار ضرورية وحيوية لكل إنسان فيجب أن يكون الهدف من ممارسة الحياة وخوضها تحقيق المتعة/اللذة للإنسان، فهي ليست حياة مجردة، بل حياة حيوية وما تناول الرواية لفكرة اللذة إلا تأكيد لأهميتها في حياة الناس، ولهذا نجد الأديان تشير إلى النعم والملذات التي سيحصل عليها كل مؤمن يعمل بالشريعة الدينية، وما وجود العديد من الآيات القرآنية إلا من باب أهمية وضرورية المتعة/اللذة للإنسان، وبهذا تكون الرواية أفضل رد على من يدعي أن وجودنا في الحياة هو للشقاء والتعب والضنك.




الرواية من منشورات مؤسسة الخانجي بمصر، الطبعة الأولى 1970.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البشر وتداخلاتهم في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي
- الملحمة والواقع في قصيدة -قالت غزة ، حوارية- عمر أبو الهيجا
- الاغتراب وطريقة تقديمه في كتاب -أرخبيل المسرات الميتة- محمد ...
- الألم وقلب المفاهيم وقت الشدائد: في -في بلادي- عبد السلام عط ...
- الثقافة الدينية والثورة في قصيدة -الطوفان- صلاح أبو لاوي
- طبيعة المجتمع الصهيوني في رواية رجل المرآة يوسف حطيني
- الخليج والموت والمرأة في رواية -الطريق إلى بلحارث- جمال ناجي
- العلاقة بين الكاتبة والساردة في رواية -إلى أن يزهر الصبار- ر ...
- السرعة وتساع الزمن والجغرافيا في -أي صديقي- جميل طرايرة
- فلسطين، دور العقل والخلق في معركة التحرير- وصفي التل
- الغضب في -إلى أصحاب النذالة- جميل حمادة
- التجريب الشعري في كتاب -سرّ الجملة الاسمية-
- الجغرافيا والسياسية والمنطقة العربية
- الواقعية والحرب في رواية -آه يا بيروت- رشاد أبو شاور
- الإيحاء والواقع في قصيدة -رسالة إلى يشجب بن يعرب- محمد سلام ...
- الانكسار الرسمي العربي في ديوان -الخروج من الحمراء- المتوكل ...
- الانكسار الرسمي العربي في ديوان -الخروج إلى الحمراء- المتوكل ...
- الرمزية في رواية -الهمج- عبد الرحيم عباد
- تأثر الكاتب -في داخلي- الحسن اوموج-
- شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الش ...


المزيد.....




- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأفكار في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي