أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - وهل يحيي الندم ما مات مني ؟ قصة قصيرة














المزيد.....

وهل يحيي الندم ما مات مني ؟ قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 7827 - 2023 / 12 / 16 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


وهل يحيي الندم ما مات مني ؟
اوصت ابنتي ابنتها قائلة
- اعتني بجدك فهو ابي اولا وثانيا هو كبير السن يحتاج الى رعاية كبيرة
ترعبني وصية ابنتي التي ما احسست يوما انها بحاجة الى رعاية الاب الذي كنته ، ماتت امها وهي في الشهر الاول من عمرها وتعهدتها بالرعاية امي ، لم اشعر بحب نحو هذه الابنة التي تغرقني اليوم بفضائها الكبيرة ، سارعت الى الزواج من امرأه ثانية بعد رحيل زوجتي الاولى ، وشبت هذه الابنة التي اخذتني الى بيتها بعد ان طردني ولدي الاكبر الذي كنت اظنه سندا لي في كبري وحين يدركني العجز والمرض ، ولم تر هذه الابنة المدرسة ولم تحظ بالعناية التي يلمسها كل المتعلمين ، فكانت امية لا تعرف الكتابة والقراءة ولكنها كانت هادئة وطيبة يحبها جميع من يعرفها ، خطبتها اختي الكبيرة لابنها الدكتور الذي لم يشتك يوما ان زوجته لا تناسبه فهو الدكتور الحاصل على ارقى الشهادات العلمية من بغداد ولندن ،وزوجته امية لا تعرف التحدث في الجلسات التي يعقدها في منزله للمتعلمين والمثقفين امثاله ورغم انها لا تعرف اصول الكلام كما يعرف ضيوفها ولكن جميع من زارها احبها وحمل في قلبه الحب لها والتقدير الا انا ، ولا ادري لماذا ؟ ولم اسأل نفسي يوما لماذا لم ارع ابنتي هذه التي ترعاني الان في منزلها ولم اشعر نحوها بالحب كما هي طبيعة الاباء كلهم ، وهل الذنب في هذا كله يقع على زوجتي التي استأثرت هي وولدها بكل اهتمامي ، انا التاجر المالك لكثير من الشركات والبيوت والعمارات كيف استطاعت زوجتي ان تجعل من ابنها مسيطرا على ارادتي يوجهني الوجهة التي يشاء ، انجبت ابنتي هذه الابنة الجميلة التي اصبحت طبيبة كابيها وتفي اليوم ببعض ما عليها من دين لوالدتها فهي لم تكن عاقة كما كان ابني ، وابوها المنعم الكريم لم يتنكر لواجبات الاب كما فعلت انا ، اسمع ابنتي تطلب من ابنتها :
- جدك كبير السن يحتاج الى نظام غذائي يختلف عنا نحن الذين ما زلن ننعم بروح الشباب .
اشعر بآثم كبير وانا استمع الى نصائح ابنتي
حين مات زوج ابنتي جاءت الى منزلي ظنا منها انها تجد مكانا يضاهي منزل الراحل ، وكانت ابنتها ما زالت في السنة الاخيرة من الجامعة ، لم تمكث سوى اسبوع وجاء ولدي قائلا :
- الضيف يبقى يوما او يومين وهذه المرأة بقيت اسبوعا كاملا ، هل تنوي بقاءها دائما ؟
- ابنتها ما زالت طالبة وحين تتخرج نطلب منها المغادرة !
- وهل انتظر لذلك الوقت ، اذهب الى عمها ، واطلب منه ان يأتي ويأخذ كنته من منزلنا !
- هل ترى هذا يا ولدي ؟
- نعم . اني امرك !
لم تستوقفني هذه الكلمة من ولدي الذي تعبت في تربيته والذي صرفت عليه كثيرا ليتعلم خارج العراق مع اننا نملك في بلدنا المدارس الكثيرة والجامعات المتخصصة بمختلف الاختصاصات .
في صباح اليوم التالي سافرت الى منزل عم ابنتي التي لم اعترف يوما انني ابوها ، وحين استقبلني الرجل الكريم مرحبا وقام بواجبات الضيافة التي لم تجعلني اخجل من القول :
- تعال وخذ كنتك من بيتي !
- من ؟ ام هناء ؟ هي ابنتي ايضا كما ان الراحل العزيز كان ولدا لي
لبيت ما امرني به ولدي العاق الذي اشعلت له كل شموع حياتي ، وبعد مرور عام على الحادث الفظيع الذي قمت به انا ، ولن ازعم انني اب صالح وهذا الابن حولني وجردني من عناصر الطيبة التي يملكها الاباء ، قال لي هذا الولد :
- وانت هل تظل هنا ؟
- ماذا تعني ؟ أليس هذا بيتي ؟
- لا ليس بيتك ، الم تكلفني ان اكون وكيلك ؟ سجلت كل املاكك باسمي انا – عيب هذا !
- اي كلمة لا اريد ! غادر الان ، اذهب الى بيت الطبيبة !



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزاء سنمار : قصة قصيرة
- الاستقالة : قصة قصيرة
- انت لست حبيبتي: قصة قصيرة
- بتحالف قيم اجعل حيات افضل
- مفهوم للمساواة جديد: قصة قصيرة
- ان كنت تريد التغيير فاختر تحالف قيم
- الذاكرة المعطوبة : قصة قصيرة
- زهايمر : قصة قصيرة
- الجمال المتهم : قصة قصيرة
- مستقبل نظريات الاتصال
- الخدعة : قصة قصيرة
- اصرار : قصة قصيرة
- اتهام: فصة قصيرة
- حلم ينبثق : قصة قصيرة
- افشوا السلام : قصة قصيرة
- الاعمى : قصة قصيرة
- السفر : قصة قصيرة
- الرحيل : قصة قصيرة
- هل الفقر قدر ؟
- انفصام : قصة قصيرة


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - وهل يحيي الندم ما مات مني ؟ قصة قصيرة