أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - جزاء سنمار : قصة قصيرة















المزيد.....

جزاء سنمار : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


جزاء سنمار
يقول لك الطبيب :
- انت متعبة وعندك التهاب بالمفاصل ، لا تحملي ثقلا ولا تنحني ، مهما سقطت منك حاجة ثمينة ، اتركيها في مكانها ، وحافظي على صحتك وامنحي نفسك بعض الراحة ، لا تجعلي الاعمال المنزلية تستنزف طاقتك ، اعمال المنزل يمكن ان تنتظر ، وحين تشعرين بالتعب خذي راحتك بالتمشي ، الوقوف يضرك ، فقط المشي جيد لصحتك ..
تنفذين نصائح الطبيب ، فتخرجين لبعض الوقت خارج المنزل ، وتزورين جارتك التي بيتها ملاصق لبيتك ـ وحين نعودين ... تجدينه قد وقع على الارض وافترش المكان قرب المنزل
- ماذا جرى ؟
- وقعت على الارض وجئت زحفا الى هنا !
- هل تستطيع القيام ؟
- لا ... مستحيل ..
تهرعين الى الجارة ، تطلبين من ابنها ان يستفسر عن الاطباء الموجودين في عياداتهم :
- لا احد باق ، كلهم غادروا ، لقد انتهى دوامهم ..
- والمضمد ؟
- يقول انه لا يستطيع ان يفعل شيئا ، ويجب علينا ان نسرع الى المستشفى.. تأخذين معك راتبك وتنزلين معهم
حمله ابن الجارة ، نزل به الدرجات ، تسمعين امه :
- ولدي انتبه الى ظهرك ! يا ابني انتبه الى نفسك
ماذا يمكنك ان تفعلي ؟ وانت لا تحبين ان تكلفي الناس فوق طاقتهم ، كما انه لا احد معك يمكن ان يقوم بالمهمة بدلا عن ابن الجارة ، فتصمتين على استحياء ..
- هل تصحبني ونذهب به الى المستشفى خالتي ؟
- ضروري.....كما تشائين خالتي !
يسرع ابن الجارة في استئجار سيارة اجرة تقلكم الى المستشفى :
وبعد الاشعة :
- يحتاج الى عملية ، اصيب بكسر من الفخذ والقدم وبعض من الركبة ، اجرة العملية ثماني ملايين من غير تكاليف العلاج، هل توافقين على اجراء العملية هنا ام تذهبين الى مستشفى حكومي ؟
توافقين على البقاء في المستشفى الاهلي ، وتتصلين بالمعارف والاصدقاء والاقارب ، واولادك الذين تزوجوا واستقلوا في بيوتهم ،علهم يساعدونك ، فانت لا تملكين شيئا فوق راتبك ، وكل ما تستلمينه من نقود تصرفينه على متطلبات المنزل ، من ايجار ومولدة وانترنت وطعام وادوية ، فانت مريضة بعدد من الامراض تحتاج الى عناية والى شراء ادوية باستمرار ...يلبي الاصدقاء وابناؤك ما تطلبينه منهم وتجمعين نصف المبلغ المطلوب ، ويبقى النصف الاخر ، وهو مبلغ كبير ، من اين لك تدبيره ؟ وتخبرين جارتك التي جاءت تزورك في المستشفى بمعاناتك :
- سوف استدين ما تحتاجين من نقود .. وانا لا املك منها شيئا ...
انه مريض وانت تركضين ملبية ما يطلبون منك مرة اشعة واخرى تخطيط وثالثة دواء ورابعة تحليلات ، وتسمعين كلمات تدل على التعاطف معك :
- انت مريضة وتحتاجين الى من يرعاك ..أليس معك من يعتني بك ، نحن معك سنقوم بما يطلبون منك ، فانت متعبة ..
تصرفين كل ما معك من نقود على الدواء والتحليلات والاشعة ، وحين تزوره ابنة عمه تطلبين منها ان تبقى مع قريبها لبعض الوقت ريثما تذهبين الى المنزل لتأتي بملابس له ليغير ملابسه القديمة ولتدبري بعض النقود فقد نفذ ما عندك من نقود، تعتذر ابنة العم لأن عندها شغل ، لكنها توافق بعد الحاح منك .. وانت في سيارة الاجرة في طريقك الى المستشفى تسمعينها تتصل بك بالهاتف :
- هيا عودي ، انا عندي شغل .. انت قلت دقائق واعود ..
تعودين الى المستشفى ، تسمعين توبيخا من المريض :
- لماذا تتركين قريبتي لوحدها ، انت تعلمين انها مشغولة ..
وماذا يمكنك ان تقولي وكل هذا التعب يذهب دون فائدة ، تأتيك احدى النزيلات في المستشفى...
- سيدتي هل تحتاجين الى مساعدة ؟ يمكنني ان اقدم لك ما تريدين ؟
- شكرا لك بارك الله بك ..
- انت متعبة وتعتنين بمريض ، يبدو عليك انك اكثر مرضا من مريضك ..من الواجب ان نساعدك.
- نحن معنا من يساعدنا ، وأنت وحيدة ، اي شيء تحتاجين لنقوم به بدلا عنك
وصف الطبيب ادوية جديدة ،فتأتيك الممرضة
- خذي هذه الوصفة واشتريها من الصيدلية قرب المستشفى ..
تذهبين وتعودين بسرعة مع حزمة من الادوية ، تأتيك مرة اخرى احدى الممرضات .
- هذه ادوية يحتاجها المريض في العملية !
تسرعين للصيدلية التي قرب المستشفى ، تجدين المصعد عاطلا ، تذهبين الى مصعد آخر ، تجدين الازدحام شديدا في الصيدلية وأنت لا تقدرين على صعود الدرجات الكثيرة لتطلبي الدواء الذي في الوصفة :
- سيدتي هاتي الوصفة وانا اطلبها لك ..
- سنلبي حاجتك اولا ، فانت لا تستطيعين الانتظار.
تأتيك الطبيبة وتخبرك ان مريضك سوف يدخل غرفة العمليات بعد قليل .
بعد ان دخل غرفة العمليات اتتك الممرضة :
- في غرفة العمليات يطلبون منك ان تذهبي اليهم ..
- ماذا جرى ؟
- لا ادري ... اذهبي لتعرفي ..
- المريض حالته المعنوية سيئة ، ونريد ان نخبرك انه اصيب بالشلل ، لا تخبريه الان ، ليعلم الحقيقة بالتدريج !قولي له بعد ان يخرج : ان العملية نجحت
يخرج المريض بعد اجراء العملية :
- مبارك لك نجحت العملية .
توزعين عليهم ما تستطيعين عليه من قطع ورقية من النقود
- غدا سوف يخرج من المستشفى ، لا فائدة من بقائه في المستشفى ..اتفقي مع من يمكنه ان ينقله الى البيت،
تتصلين بسيارة الاسعاف ، وتتفقين معهم على نقل المريض الى البيت..
تتصل بك صديقتك الدكتورة وتخبرك :
- لماذا اجريتم العملية في مستشفى اهلي ، سوف اتحدث مع احد المستشفيات الحكومية التي تعرف بحسن عنايتها بالمرضى واتفق معها على نقل مريضك اليهم .. لا تخبرين صديقتك بحالة المريض الفعلية ...وانه اصبح مشلولا .
تخبرين المريض بفكرة انه يمكن ان ينتقل الى مستشفى حكومي :
- فكرة حسنة ، وهناك مستشفيات حكومية معروفة بحسن الرعاية .
يتصل بأبنة عمه ويخبرها انه يمكن ان ينتقل الى مستشفى حكومي.، فتثور ويعلو صوتها بالهاتف :
- لماذا ؟ انا لا اوافق ، ابق في المنزل وعلي زوجتك العناية بك ...
يلتفت اليك المريض:
- لن أذهب الى مستشفى حكومي ولن اعطيك النقود التي تقولين انك صرفتها علي في المستشفى ، فهذا واجبك .. وان كنت لا توافقين اذهبي الى بيت خالتك في الديوانية ...
- وهل هذا ليس بيتي ؟ حتى اخرج منه الى منزل اخر ليس لي ، لن اخرج من منزلي مهما حاولت...
يسكت المريض ..وانت لم تخبريه بعد بحقيقة مرضه ..



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقالة : قصة قصيرة
- انت لست حبيبتي: قصة قصيرة
- بتحالف قيم اجعل حيات افضل
- مفهوم للمساواة جديد: قصة قصيرة
- ان كنت تريد التغيير فاختر تحالف قيم
- الذاكرة المعطوبة : قصة قصيرة
- زهايمر : قصة قصيرة
- الجمال المتهم : قصة قصيرة
- مستقبل نظريات الاتصال
- الخدعة : قصة قصيرة
- اصرار : قصة قصيرة
- اتهام: فصة قصيرة
- حلم ينبثق : قصة قصيرة
- افشوا السلام : قصة قصيرة
- الاعمى : قصة قصيرة
- السفر : قصة قصيرة
- الرحيل : قصة قصيرة
- هل الفقر قدر ؟
- انفصام : قصة قصيرة
- رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثالث والاخير


المزيد.....




- أمين عام الناتو: إذا لم ترفع دول الحلف الإنفاق العسكري فسوف ...
- بيسكوف يصف فتح قضية جنائية ضد النائب اللاتفي المدافع عن اللغ ...
- “أجمل مسلسلات تركية مدبلجة ومترجمة”.. تردد قناة الفجر الجزائ ...
- مصر.. انتقاد حاد لفنان شهير بسبب توبته -الانفعالية-
- من الشاطئ إلى الجبل.. أفلام تأخذك في إجازة دون أن تغادر الأر ...
- رشاد حسنوف يناقش مفهوم -الاستشراق الذاتي- بمؤتمر الدوحة الدو ...
- -النجاة من سجون سوريا- فيلم وثائقي يكشف فظائع سجون الأسد
- شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان -موازين- 2025 ...
- عرض فيلم وثائقي عن جون لينون في موسكو الخريف المقبل (فيديو) ...
- انطلاق فعاليات مهرجان -أوراسيا - سينمافِست- الدولي الثاني في ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - جزاء سنمار : قصة قصيرة