أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - موزاريللا..














المزيد.....

موزاريللا..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 21:09
المحور: الادب والفن
    


يتطاير ثوبها في ريح الثلاثين من ماي
والموزاريللا تنتظر السكين وقطعة الخبز المحمص في يدي،
فهل يمكن التساؤل أكثر؟
بينما تلامس نسمة ماي اللطيفة قماش فستانها،
يدور الشهر بأناقة، ويخلق منظرًا ساحرًا يأسر أعين كل من يراه.
إنه شهرها، تنسج الرياح دمها، متشابكة مع الخيوط الرقيقة للفستان، كما لو كانت تقود سمفونية من الحركة والأناقة.
وفي هذه اللحظة، وأنا أشهد هذا الرقص السماوي،
تستيقظ حواسي، تتوق إلى تذوق شيء ساحر بنفس القدر.
هل يمكن التساؤل أكثر؟
الموزاريللا تنتظر بصبر، تتوق لأن تُقطع بواسطة السكين القوية. سطحها الأبيض اللبني يلمع تحت ضوء الشمس الناعم، يستدعيني لاستكشاف عمقها الشهي.
وبالتالي، وبالترقب الذي يجري في عروقي، أضع بعناية شرائح هذه اللذة الطهوية على سرير من العجين الطازج المخبوز، مما يخلق اتحادًا متناغمًا من النكهات والملامسات ما بين الدم والبياض.
هل يمكن التساؤل أكثر؟
مع كل لقمة، تنكشف سمفونية من الطعوم على سطح لساني. وأنفي، كما لو كانت أوركسترا كبيرة تحيا داخله، يراقص لسعة الحمض الخفيفة للخبز، ليخلق لحنا تحت أعماقي.
مغمورًا في ألحان هذه السمفونية الساحرة للمتعة، أجد نفسي غير قادر على مقاومة الرغبة الشديدة في الاستمتاع بشكل أكبر. تتداخل النكهات وتدور حول حاسة الذوق والشم، وتعمى العيون، وتتوق اليد لضمة أبدية من موسيقى الجسد المرتعش.
أنت أشهى من الخبز وألذُّ من الموزاريللا، وها أنا ذا أتجول في التضاريس عبر رحلة لا تنتهي، تذكرني أن واديك حمامة، وأن جسدك دعوة سلام للتآخي بين الأمم. إنها تذكير بأن الحياة تحمل في طياتها الكثير من الأشياء المدهشة، وان الطعام تجربة حياة ليس أكثر،
فهل يمكن التساؤل أكثر؟



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الصورة والقناع في -الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل- لعب ...
- ارتجال موسيقى الجاز، وعنوان رواية -جاز- لتوني موريسون، أية ع ...
- طبعة جديدة من -الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل-..
- أوزماندياس-؛ أو -رمسيس الثاني..
- أغنية أمين صالح الأولى: الرواية بشعر النثر..
- حينما يتمشى مَلاكٌ على المسرح: -جون فوسه- وريث العابثين..
- شعراء أساسيون..
- شعراء أساسيون عليك معرفة أعمالهم الثمينة..
- صوت من لا صوت لهم: -جون فوسه- بمسرحياته القصيرة يحصد -نوبل- ...
- An Allegory about a City.. كناية عن مدينة
- إثنان زائداً إثنين يساوي عشرة! السرد كأداة لتعزيز قوة الثقاف ...
- شاعر ليبي يقضي في إعصار دانيال..
- زلزال في المغرب..
- الشاعر وقناع الداندي..
- القصيدة العربية الجديدة ما بعد النثر والتفعيلة..
- قصيدة باتجاهين: تجربة في القراءة والترجمة..
- يوليسيس في ذكرى طبعتها الأولى..
- المسرح بلا سلطات: كيف نتعلم فن إدارة الممثل ونعلمه..
- على بابِ الجَّلادين..
- -شارع الأناناس- للأمريكية جيني جاكسون، هل هي رواية طليعية؟


المزيد.....




- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - موزاريللا..