أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المزحة 1969:نهاية الفرد















المزيد.....

المزحة 1969:نهاية الفرد


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


الرواية من كتابة ميلان كونديرا والفيلم من اخراج ياروميل جيريس
بعتبر فيلم المزحة من آخر أفلام حركة الموجة الجديدة-وليس من الضروري التطرق الى هذه الحركة في معرض مراجعتنا للفيلم.
لودفيك رفيق ماركاتا وهو منتمي الى الحزب الشيوعي كضرورة للحياة فقط او كواجب اجتماعي لايعتبر بالنسبة اليه باهظ الثمن إذا ضمن له حياة هادئة فقط،هذا بعكس رفيقته التي تنتمي للحزب،او نعتقد انها تنتمي اليه لأن الحياة-في بعض الاحيان-قد تفرض عليك ولاءات تكون مخلصا لها من دون ان تفهم ما السبب وفي كثير من الاحيان أنت لاترغب بالتفكير بالسبب..ذات مرة يرسل اليها بطاقة بريدية ذات نبرة كوميدية...لم يكن يقصد من تلك الثلاث عبارات سوى المزاح...ربما لإغاظة حبيبته بقصد الدعابة:التفاؤل هو أفيون الشعب،الروح الصحية تنبعث من الغباء...يحيا ترتوتسكي
ومن دون البحث عن الاشتقاق اللغوي،أو حتى النظر الى نظريات دريدا في التفكيك،من الممكن للقيادة الشمولية أن تخلق حزبا سياسيا وحزبا شعبيا موالي طبعا للحزب السياسي،ومن الممكن ان يفسر الكلام-اي كلام-على شاكلة مؤامرة لفظية ليس إلا لكنه من الممكن ان يودي بصاحبه نحو الهاوية،لأن الولاء هو هدف نفاقي خفي،ربما يكون مقصوده الولاء أو تحقيق ميزة الولاء للجهة الأقوى...
الولاء ليس إلا دافع أناني هو الآخر،فنظريات الحرية والعدالة والمساواة ليست سوى غاية مبطنة لطبيعة انسانية تخدم النظام الشمولي الذي يعد بالتفوق...ببساطة شديدة:هل هو الايمان أم الخوف؟!
يطرد لودفيك من المجتمع الجامعي الذ هو بوتقة النظام السياسي الشمولي،فالشمولية لاتؤمن بوجود حواجز بين حالة اجتماعية وحالة اخرى،بين حالة فردية وحالة اجتماعية...لايوجد فرق بين خصوصية من نوع معين،وعمومية من نوع معين،فالحالات هي سلسلة هرمية للوصول الى الرأس الأعلى في السلطة،فذوبان الفرد حاصل قسريا بعدة طرق،بالقبول أو الذوبان أو التحفظ،او القبول والذوبان مع اعلان الولاء الكاذب المسير وليس المخير.
الكوميديا البشرية بشكل عام لاتخدم نظاما شموليا،لأنها ككوميديا من الممكن دائما ان تفسر بشكل خاطئ...
لأن الكوميديا هي شطر من اشطر التهكم،وحتى لو كان العكس صحيح فلا فرق هناك...لافرق هناك أبدا
هو قادم الى مسقط رأسه براغ بعد عشرين عاما...غلى تلك المنطقة التي يكرهها بشدة ولا يكن لها أي نوع من المشاعر
ولكن ومع أول لحظة له على ارض مسقط رأسه تلوح له الفرصة بالانتقام...
زاماكوفا قادمة لتقدم روبورتاجا عن مؤسسته البحثية،ولكن هذه المراة التي يعرف زوجها جيدا,صديق زميل دراسته بافل الذي وشي به الى الحزب...هو اراد النوم معها بالرغم من تقدمها بالعمر وبالرغم من معطفها البرجوازي مرتفع الثمن.
زوجها يدرس الماركسية في احد الجامعات...
...لكن بالطبع،فأنا اعرف زوجها معرفة جيدة ومنذ تلك اللحظة بدأت بكرهها،ولكن الشيء الغريب هو بأنك عندما تبدأ بالشعور بالكره إزاء امرأة معينة ،ولكن وهذا غريب،أن تصبح مهووسا بأمرأة تكرهها.
مع هذه العودة،يلتقي أيضا بصديقه المسالم كوستا،يقول له:
أنت بناء قرميد صامت في الموقع الانشائي الأبدي الإلهي...
احد النقاط المهمة في الفيلم بأنه فيلم عن الواقع السياسي والمحيط هو براغ،والوثائقية تؤكد هذا الواقع:
كان التسمم،قمنا باتخاذ القرارات الخاصة باقدار الناس والاشياء،كنا نعتقد بأننا كنا نمسك بعجلة القيادة الخاصة بالتاريخ.
ماركاتا،هي الفتاة التي كان يحبها وارسل اليها بتلك المزحة وصوتت على طرده من الحزب الاشتراكي-كانت مثل روح ذلك العصر ...ساذجة مليئة بالبهجة...
إذا لودفيك طرد من الحزب الذي ضمه الى كتيبة تدعى:الكتيبة التأديبية لأعداء الجمهورية
هذه الكتيبة أشبه بكتيبة المغضوب عليهم...هؤلاء التي تعتقد الشيوعية بأنهم ينتقدوها بشكل مبطن،كأن تخرج عن الواقعية الأدبية الروسية وترسم لوحة تكعيبية،أو تكون ابن لبرجوازي متهم بالتجسس،أو تكون قد ألقيت بمزحة لم تلقي لها بالا...
شتينك طرد من أكاديمية الفن لأنه رسم لوحة تكعيبية...يقوم في السجن برسم جدارية لنساء عاريات ذوات تماس مباشر مع حياته الواقعية وعندما يسأل في السجن عنها:
هذه استعارة رمزية تبين أهمية جيشنا...من اجل حرية جمهوريتنا
ومن ثم يشير الى النساء العرايا في اللوحة:
هذا هو الجيش،والطبقة العاملة بجانبها....هذا رمز الحرية والعدالة والمساواة
ويشير الى المراة التي تدير مؤخرتها للجمهور في الصورة:تلك هي البرجوازية تترك مشهدا في التاريخ
هذه هي السخرية والتهكم بحد ذاته،انها الكوميديا التي قلنا عنها الخاصة بالمزحة،ولكن هذه الكوميديا-اعلاه-من غير الممكن أن تؤول سوى من جانب واحد لاعير.
لودفيج يريد تحقيق أنتقامه من بافل من خلال النوم مع زوجته هيلينا-المشار اليها باسم زامانكوفا-ولكن بلده تتهكم عليه،وتمارس عليه انتقاما خادعا،لأن هيلينا وبافل لم يعود متزوجين منذ ثلاث سنوات،بل هي حالة شكلية فقط من اجل المظاهر الاجتماعية والأطفال...
فيلم مناهض للاشتراكية ولكنه اشتراكي من زاوية أخرى:
من الواضح ان الفيلم-الرواية-مناهض للاشتراكية،ولكننا نعود الى العلاقة الاشكالية الدائمة بين الفيلم والرواية،فالفيلم حطم المشاعر الانسانية الفردية في الرواية،وركز على الواقع السياسي وعلى جزئية واحدة من الرواية،وهي قصة لودفيج،فإن كان ميلان كونديرا اراد ان يقول ان الشمولية ذوبت الفرد بطريقة عبثية وغير منطقية،فالفيلم ايضا لم يهتم كثيرا أو على الأقل لم يسهب في المشاعر الانسانية التي سردها كونديرا باسهاب في الرواية،بل الفيلم استبعد شخصية لوسي وهي شخصية لايمكن تصور رواية المزحة من دونها.
احد الاقتباسات عن الرواية عن ذوبان الفرد تحديدا:
هكذا تعودت تدريجيا على ان حياتي تقطعت،تملصت من بين يدي،لم يبقى لي أخيرا إلا ان ارتبط حتى في سريرتي بالمكان حيث كنت فعلا أوجد،ومن غير جدوى،تدريجيا،أخذت رؤيتي تتأقلم مع تلك الظلال لمحو الشخصية،وبدأت أميز أناسا حولي بصورة متأخرة مقارنة بالآخرين،لم يكن التأخر مع ذلك كبيرا لحسن الحظ،بحيث لم اصبح بعد بالنسبة اليهم شخصا غريبا تماما.
ميلان كونديرا هو كاتبي المفضل وصاحب التأثير الأول علي وعلى رؤيتي في الكتابة،توفي منذ اسبوع واحد فقط في 11/7/2023.
وان كنا قد ودعنا غودار من قبله وكيم كي دك،فكما اقول دائما:كلنا في النهاية سوف نموت
مع ما نراه في غزة...لم يعد هذا العالم مغريا للعيش
18/7/2023



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية الموز 1971(وودي ألن): كوميديا الاجتماعية قائمة على ك ...
- أمهات متوازيات 2021(بيدرو ألمودفار):انتصار الانساني على البي ...
- الألم والمجد2019(بيدرو المودفار): ارهاصات حياة رجل في لحظاته ...
- الصوت الانساني 2020(بيدرو ألمودفار): الوحدة المتدثرة برداء ا ...
- الجلد الذي أعيش فيه 2011(بيدرو ألمودفار): المشترك بين الذكر ...
- خذ المال واهرب1969(وودي ألن): كوميديا بكل صفائها وصفائها
- خوليتا 2016 (بيدرو ألمودفار):الزمن المفقود
- ما الأمر أيها النمر ليلي 1966(وودي ألن): ثورة على الفيلم اله ...
- شهرة 1998(وودي ألن):اشتقاق
- أنا مهتاج جدا 2013(بيدرو ألمودفار):ارهاص
- لصوص تافهون 2000(وودي الن):سفلس الطبقة
- لعنة العقرب اللازوردي 2001(وودي ألن):الستارة القبيحة للحقيقة
- أي شيء آخر 2003(وودي ألن):أنها بالتأكيد كأي شيء آخر
- سوف تقابل غريبا طويلا مظلما 2010(وودي ألن):خلط أوراق الحياة
- نهاية هوليودية 2002(وودي ألن):الصدف المنبعثة
- من الداخل(داخلي) 1978(وودي ألن): فيلم شوبنهوري بكل المقاييس
- غويا في بوردو 1999(كارلوس ساورا):ارهاصات اللحظة الأخيرة
- لطيف ومنحط1999 (وودي الن):حكمة القدر
- إمرأة اخرى 1988(وودي ألن): مسرح الذات
- العلاقات الخطرة -بيير كوديرلوس دولاكلو: رواية اسيرة اللحظة ا ...


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المزحة 1969:نهاية الفرد