أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد حاوي الربيعي - التحليل الإداري لظاهرة الفساد















المزيد.....


التحليل الإداري لظاهرة الفساد


ماجد حاوي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد الفساد من المفاهيم المتداولة في مختلف المجتمعات والدول وخاصة خلال السنوات الأخيرة. للفساد معنى عام ومعاني خاصة ففي إطار المعنى العام يمكن البدء بالمفاهيم اللغوية التي تساعدنا على الانطلاق في تفسير معنى الفساد. فلفظ الفساد في اللغة العربية مصدر فعلها فسد، فسادا هو البطلان فيقال فسد الشيء وأي بطل أضمحل كذلك تعني كلمة الفساد الابتداع واللهو واللعب وأخذ المال ظلما كما يحمل معنى "اخذ المال ظلما " أو التلف والعطب أو " القتل واغتصاب المال " ناهيك عن تفسيره العصيان لطاعة الله طبقا لتفسير الآية "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون “، ويقصد بالفساد أصبح غير صالح، والفساد تحلل وتعفن. وفي المعجم القانوني فسد الشيء بمعنى تلف وأصبح مسيئا. أما في اللغة الانجليزية فكلمة فساد ((corruption مشتقة من فعل اللاتيني ((rumpere أي بمعنى الكسر أو التكسير أي أن شيئا ما تم كسره، بهذا الشيء قد يكون سلوكا أخلاقيا أو اجتماعيا أو قاعدة إدارية، ذلك أن الموظف يقوم بتكسير قاعدة قانونية أو أخلاقية أو عرف لبلوغ غاية معينة. كما ورد لفظ الفساد في القران الكريم في قوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " والمقصود بالفساد الطغيان وعصيان لطاعة الله وأن لمرتكبيه الخزي في الحياة وعذاب الشديد في الآخرة. ولقد ورد أكثر ألفاظ الفساد في القران الكريم متعلقا بذكر الموضع وهو الأرض، قال الله تعالى: " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " (الأعراف الآية 56).
ومرة القرى وهي البلدان والإقليم والمدن يقول الله تعالى: "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها " (النمل الآية 34)، ومرة في البلاد لقوله تعالى: "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد" (الفجر الآية 11-12). إن الشيء الملاحظ إن هناك شبه تلازم في القران الكريم بين مصطلح الفساد وكلمة الأرض وإذ قمنا بعملية إحصائية بسيطة فسنجد إن الكتاب الحكيم استخدم كلمة الفساد وتعريفاتها متلازمة بالأرض في حدود 39 موضعا من أصل 50 موضعا لكلمة الفساد للقرآن الكريم.
وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على عموم وسعة ما يشمله موضوع الفساد، فظاهرة الفساد التي يشير إليه القرآن الكريم ليست ظاهرة فردية أو شخصية أو محدودة بمجتمع معين أو لحاجة ما وإنما هي ظاهرة تعم المجتمع الإنساني بأكمله.
وأحيانا ترد ألفاظ الفساد ومشتقاتها مطلقة غير مقيدة لقوله تعالى: “الذين كفرو ا وهدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون "(النحل الآية 88) كما تداول ذكر لفظ الفساد في وصف كثير من الأمم والأقوام والأشخاص فمن هؤلاء مثل بني إسرائيل لقول تعالى: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علو كثيرا "(الإسراء الآية 04)، وقال أيضا:" ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين "(المائدة الآية 64). يأجوج ومأجوج: لقوله تعالى: “إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض "(الكهف الآية 94)، المنافقون: لقوله تعالى عنهم: "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون "(البقرة الآية 12)
كما وصف الله تعالى كثيرا من أقوام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفرعون وقارون.
وبعد التعرف على الأوضاع التي ورد فيها لفظ الفساد ومشتقاته، نتطرق إلى معاني ومدلولات الفساد من خلال آيات القرآن الكريم، فالقرآن اشتمل مصطلح الفساد بمعنى أوسع مما هو وارد في التعريف اللغوي أو الاصطلاحي، ليشمل الفساد العضوي والسلوكي والحكمي والأمني والإداري. والمالي والقرآن الكريم لا يستخدم مصطلح الفساد في معنى الاصطلاحي أو اللغوي فقط يتجاوز ذلك ليشمل ما قيل على ألسنة الظالمين والطغاة في وصفهم لرسالة الأنبياء والمرسلين كوصف أتباع فرعون لدعوة موسى عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى: "وقال الملا من قوم فرعون أنذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناء هم ونستحيي نسائهم وإنما فوقهم قاهرون"(الأعراف الآية 127).
وتارة يطلق مصطلح الفساد على تهديد الحياة الآمنة وترويح الآمنين بقطع الطريق عليهم وإزهاق أرواحهم ونهب أموالهم لقوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف"(المائدة الآية 33)
وتارة نجده يطلق على سفك الدماء وانتهاك الأعراض، وذلك حين أورد الله تعالى ذلك بفعل فرعون لقوله: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المستفيدين "(القصص الآية 04)
كما استخدم هذا المصطلح للدلالة على الإسراف بمفهومه العام، أي الإفساد في الأرض والمسرفون هم المفسدون لقوله تعالى "ولا تطيعوا أمر المسرفين اللذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون "(الشعراء الآية 151).
كما استخدم هذا المصطلح للدلالة على سفك الدماء وإهلاك الحرث والنشل والتخريب والتدمير كما جاء في قوله تعالى: "وإذا قال ربك للملائكة إني فاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.........(البقرة الآية 30). كما استخدم لفظ الفساد للدلالة على سرقة المال العام لقوله تعالى: “قالوا تالله لقد علمتكم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين "(يوسف الآية 73) (كما استخدم مصطلح الفساد للتعبير عن العلو في الأرض بغير حق، قال تعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علو في الأرض ولا نساء والعاقبة للمتقين "(القصص الآية 83). كما جاء مصطلح الفساد بمعنى القطيعة، أي قطع ما أمر الله تعالى بوصله مثل قطيعة الأرحام والتدابر بين المسلمين، قال تعالى ".......ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار "(الرعد الآية 25)، وقال أيضا "فهل خشيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم "(محمد الآية 22). والطغيان يعتبر أحد مدلولات الفساد في القرآن الكريم لقوله تعالى: "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد "(الفجر الآية 11).
كما جاء مصطلح الفساد مرادفا للكفر والشرك بالله تعالى لقوله: “الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون"(النحل الآية 88).
إن الكفر بالله تعالى والبعد عن الدنيا واتخاذ الشركاء من دون الله يفسد السنوات والأرض ومن فيهم لقوله تعالى: “لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات الأرض ومن فيهن بل أتينا هم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون "(المؤمنون الآية 71) وقال كذلك: “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدنا فسبحان الله رب العرش كما يصفون "(الأنبياء الآية 22). كما جاء مصطلح الفساد بمعنى الجدب والقحط ومنه قوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "(الروم الآية 41).
ويقصد بالقحط هنا نقصان البركة في أعمال العباد كي يتوبوا وقيل نقصان في الزروع والثمار بسبب المعاصي. كما جاء مصطلح الفساد في القرآن الكريم كمقابل لمصطلح الإصلاح، مثل قوله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها............"(الأعراف الآية 58). وقوله تعالى: "الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون "(الشعراء الآية152). وقوله تعالى: "وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي ولا تتبع سبيل المفسدين "(الأعراف الآية 142).
مما سبق نصل إلى أن للفساد مدلولات كثيرة وواسعة في القرآن الكريم وتشمل أنواع الفساد وصوره وقد جعل الله تعالى كل المعاصي فسادا في الأرض، فكل المخالفات خروج عن جادة الصلاح وانحراف عن الطريق المستقيم، كما أن السبب الرئيسي لظهور الفساد هو ما قدمته أيدي بنت آدم من الذنوب والمعاصي والحكمة هي إذاقة الناس بعض ما قدمته أيدي هم من الذنوب والمعاصي لعلى ذلك يكون سببا لتوبتهم كما يمكن أن نستخلص مجموعة من الحقائق المهمة من الآيات القرآنية التي سبق تناولها حول الفساد وهي:
 إن الإنسان هو الذي يقوم بإفساد الأرض بارتكاب أفعال الفساد التي تأتي دائما خلاف الأصل.
 إن الفساد دائما ميل عن القصد والطريق انحراف عنهما.
 إن القران الكريم ينبه إلى الأهمية الصلاح والتحسين للأرض ولهذا أمر بمعاقبة المفسدين.
 إن الله تعالى يوجب على أولي الأمر وجماعة المسلمين أن يقاوموا الفساد وأن يحاربوه.
كذلك جاء مصطلح الفساد في الأحاديث كثيرة وهذا لقوله صلى الله عليه واله وسلم: "ألاو أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب".
وكذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم " إنما الأعمال كالوعاد إذ طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه "
وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم:" إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدا...... للغرباء قيل من الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون ما أفسد الناس.
فقوله صلى الله عليه واله وسلم: " أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح منه سائر عمل وأن فسدت فسد سائر عمله."
تعتبر هذه معاني الفساد في السنة المطهرة لا تختلف عما ورد في القران الكريم ووصلنا إلى أن من مدلولاته: تلف الشيء وذهابه، واختلاله وخروجه من المألوف والبطلان وتغير الحال إلى خلاف الصلاح كما جاء بمعنى قطع العلاقات وتخريب الصلات بين الأرحام.
ان ظاهره الفساد الإداري تعتبر من أخطر الظواهر التي تواجه البلدان وعلى الأخص الدول النامية والتي يترتب عليها شلل في عملية البناء والتنمية الاقتصادية بما تنطوي عليه من تدمير الاقتصاد والقدرة المالية والإدارية وبالتالي عجز الدولة على مواجهة تحديات الأعمار أو إعادة الأعمار والبنى التحتية اللازمة لذلك. وان هذا النوع من الفساد يشكل الأخطر فهو مدمر لعملية التنمية لما يؤديه من استنزاف الموارد والامكانيات والاختلال في البنى الأساسية التي ترتكز عليها عملية التنمية ويؤدي إلى تهديد سيادة الدولة لما ستعانيه من مديونيات كبيرة لعدم قدرتها على تحقيق النواتج الكافية لسد تلك الديون وتحقيق مستوى نمو مقبول بوجوده.
ومن الجدير بالذكر ان ظاهرة الفساد وخاصة الاداري لا تقتصر فيما تفرزه من سلبيات علي قطاع معين في المجتمع، وإنما تمتد أثارها لتطال كافة أفراد المجتمع وقطاعاته، ذلك أن لها تأثير مباشر علي اقتصاد الدولة باعتبارها تعرقل عجلة التنمية الاقتصادية، كذلك فأنها تؤدي إلي اختلال التركيبة الاجتماعية للمجتمع، وتعمل علي اعتياد الأفراد لممارسات يرفضها كل مجتمع يبتغي المحافظة علي ما بني عليه من قيم ومبادئ، اضافة الى تأثيرها علي الحياة السياسية حيث تختل قواعد اللعبة السياسية وتبرز أنظمة وهيئات معتمدة علي سيطرة رأس المال والرشوة.
عرف قانون هيئة النزاهة العراقي رقم 30 لسنة 2011 في المادة الأولى منه قضية الفساد: هي دعوى جزائية يجري التحقيق فيها بشأن جريمة من الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة وهي الرشوة والاختلاس وتجاوز حدود وظائفهم، واية جريمة من الجرائم المنصوص عليها في المواد (233و 234 و271 و272 و275 و276 و290 و293 و296 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل واي جريمة أخرى يتوفر فيها احد الظروف المشددة المنصوص عليها في الفقرات 5،6،7 من المادة (135) من قانون العقوبات المعدل بالقسم (6) من القانون التنظيمي الصادر عن مجلس الحكم المنحل الملحق بأمر سلطة الائتلاف المؤقتة المنحل رقم (55) لسنة 2004.
نلاحظه إن أنواع الفساد متغيرة ومتطورة باستمرار لتواكب ما يحدث في العالم من تغيير وتطور في جميع المجالات.
أولا: الفساد حسب درجة التنظيم: يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للفساد حسب هذا المعيار وهي:
العرضي أو الصغير والمنظم والشامل.
1- الفساد العرضي: وهذا التعبير يشير إلى كافة أشكال الفساد الصغير والعرضية التي تعبر عن سلوك شخصي أكثر مما تعبر عن نظام عام بالإدارة وهذا مثل الاختلاس والمحسوبية والمحاباة، سرقة بعض المبالغ الصغيرة.
2- الفساد المنظم: وهو ذلك النوع الذي ينتشر في الهيئات والمنظمات والإدارات المختلفة من خلال إجراءات وترتيبات مسبقة ومحددة، تعرف من خلالها مقدار الرشوة والية دفعها وكيفية إنهاء معاملة.
3- الفساد الشامل: هو نهب واسع النطاق للأموال والممتلكات الحكومية عن طريق الصفقات الوهمية أو تسديد أثمان السلع صورية، وتحويل الممتلكات العامة إلى مصالح خاصة بدعوى المصلحة العامة.
ثانيا: الفساد حسب انتماء الإفراد المنخرطين فيه.
1- فساد القطاع العام: هو الفساد المستشري في الإدارة الحكومية وجميع الهيئات العمومية التي تتبعها، وهو من أكبر معوقات التنمية وفيه يتم استغلال المنصب العام لأجل الأغراض والمصالح الشخصية.
2- فساد القطاع الخاص: ويعني استغلال نفوذ القطاع الخاص للتأثير على مجريات السياسة العامة للدولة، باستعمال مختلف الوسائل من الرشوة والهدايا وهذا لأجل تحقيق مصلحة شخصية، كالإعفاء من الضريبة الحصول على إعانة مسح الديون.
ثالثا: الفساد من حيث الحجم: ينقسم الفساد إلى قسمين هما:
1- الفساد الكبير وهو فساد ينتشر في الدرجات الوظيفية العليا للإدارة ويقوم به كبار المسئولين والموظفين لتحقيق أهداف مادية أو اجتماعية كبيرة وهو أخطر أنواع الفساد لتكليفه الدولة مبالغ ضخمة. ويرتكبه رؤساء الدول والوزراء والمسئولين الكبار في الدولة، وتختلف عن الفساد الصغير لضخامة الرشاوى المستخدمة فيه ولا يمكن أن يتم إلا بتوريط المسئولين في المراتب العليا حيث يكون حجم العمليات التي تقع ضمنه كبيرة تخرج عن سلطة الموظفين الصغار مثل عمليات توريد السلع والمعدات مرتفعة الثمن والمعدات عسكرية.
2- الفساد الصغير: يتعلق بممارسات الفساد التي تستهدف منافع وعوائد محدودة في قيمتها وعادة ما ينتشر في المستويات الوظيفية الدنيا والمنخفضة ويرتكب من قبل صغار الموظفين، كما أن المقابل المالي فيه بسيطا إلى حد ما، ما تندرج تحته الرشاوى الطواعية، مثل تلك التي تقدم مقابل التعجيل في الحصول على تراخيص البناء مثلا، أو ترخيص مزاولة نشاط مهنة معينة أو للتقاضي عن تقديم وثائق لازمة لإنجاز معاملة وهو التقسيم الذي تبناه دليل الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الجسيم والفساد البسيط.
رابعا: الفساد من ناحية الانتشار (المدى والنطاق الجغرافي)
1- الفساد السياسي: عرفت منظمة الشفافية الدولية الفساد السياسي بأنه "إساءة استخدام سلطة مؤتمنة من قبل مسئولين من أجل مكاسب خاصة بهدف زيادة السلطة أو الثروة ولا يشترط أن يشمل تبادلا للمال فقد يتخذ شكل تبادل النفوذ أو منع تفضيل معين كذلك يعتبر الفساد السياسي هو إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة لأهداف غير مشروعة وللفساد عدة مظاهر أهمها الحكم الشمولي الفاسد، غياب الديمقراطية، فقدان المشاركة، فساد الحكام وينقسم الفساد السياسي إلى عدة أقسام منها.
 فساد القمة: هو من أخطر أنواع الفساد وترجع خطورته إلى ارتباطه بقمة الهرم السياسي في كثير من أشكال النظم السياسية لانتفاع من يتولى القمة بالخروج عن حكم القانون بالمكاسب الشخصية التي تجني الثروات الطائلة.
 فساد الهيئات التشريعية والتنفيذية.
 الفساد السياسي من خلال شراء الأصوات وتزوير الانتخابات وفساد الأحزاب السياسية وقضايا التمويل.
وقد تحدث القران الكريم عن هذا النوع من الفساد وذلك حيث يتحدث عن الطغيان والاستبداد، فمتى طفا المسؤول حل الفساد، فطغيان عنوان الاستبداد والاستبداد من أخطر أنواع الفساد التي عرفتها البشرية على مدار التاريخ قال تعالى" قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وقال الله تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".
2-الفساد الاقتصادي: هو استخدام الوظيفة العامة لتحقيق منافع خاصة تتخذ أشكالا متعددة منها الحصول على الرشوة أو العمولات من خلال تقديم خدمة أو عرض عقود للمشتريات والخدمة الحكومية أو إفشاء معلومات عن تلك العقود أو المساعدة على التهرب من دفع الضرائب والرسوم الجمركية و غيرها من الممارسات و أعطى بعض الاقتصاديين تعريف للفساد منهم منقد و أنعام الشهابي هو: استغلال السلطة للحصول على ربحاً والمنفعة أو فائدة لصالح شخصي أو جماعة بطريقة تشكل انتهاكا للقانون أو لمعايير السلوك الأخلاقي الراقي.
3-الفساد الاجتماعي: هو مجموعة من السلوكيات التي تحطم أو تكسر مجموعة القواعد والتقاليد المعروفة أو المقبولة، أو المتوقعة من النظام الاجتماعي القائم بمعنى تلك الأفعال الخارجة عن قيم الجماعة الإنسانية التي تترسخ بفعل الظروف البنائية التاريخية التي تمر بها المجتمعات البشرية، ومن صور الفساد الاجتماعي: التفكك الأسري، انتشار المخدرات الإخلال بالأمن فهو يشمل جميع الممارسات التي تخالف الآداب العامة والسلوك القويم.
4-الفساد الثقافي: هو كل ما خرج بالأمة عن ثوابتها ويعمل على تفكيك هويتها ويمس بقيمها، وهو استغلال ما أمكن من الوسائل للعبث بفكر الأمة وصرفها عن وجهتها الأصلية.
ويتمتع الفساد الثقافي بحصانة ما يسمى حرية الرأي تارة وحرية الإبداع تارة أخرى رغم إن هذه الحرية لا تمارس إلا لمساس الثوابت العامة والقيم الاجتماعية التي بنتها الأجيال لا تحتاج إلى خدمها بالضرورة إلا أجيال، وبناءً على هذا فقد حث القران الكريم على ضرورة الاستقلالية الثقافية وان يبقى لأمة قاموسها الخاص لقوله تعالى: "يأيها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم "
5-الفساد البيئي : هو ما يلحق البيئة من عطل من حيث تفقد وظيفتها الايجابية للبشرية فالبيئة المجال الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان ، لقد خلقها الله سبحانه و تعالى في تناسق تام في كافة عناصرها بما يناسب الإنسان بحيث يحي فيها حياة طيبة ، و صحة خالية من الأمراض والأوبئة ، لذا حث الإسلام على الحفاظ عليها و نهى عن كل ما يؤدي إلى الضرر بها من قتل أو إتلاف ، فالفساد البيئي يشكل كل تخريب الحق ضررا بالتربة أو المياه أو النبات أو الهواء، قال الله تعالى : " كلوا و اشربوا من رزق الله و لا تعثوا في الأرض مفسدين " و قال رسول الله : " اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد و قارعة الطريق والظل ".
ومن خلال هذه التعاريف نستنتج أن الفساد هو سوء استخدام المنصب لغايات شخصية وهو يشمل الرشوة والابتزاز والمحسوبية والاحتيال والاختلاس ويكون عبارة عن عملية محتوى على طرفان أو أكثر وقد يكون فرديا أو بعبارة أخرى هو انحراف عن الواجبات الرسمية لمنصب عام بالتعيين أو الانتخاب لأجل الحصول على مكاسب تتعلق بالثروة أو المكانة.



#ماجد_حاوي_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصكوك الدولية المتعلقة بالاتجار بالأشخاص
- قضايا ومؤشرات التنمية المستدامة
- نظريات التنمية المستدامة
- الصكوك الدولية لحقوق الإنسان المتعلقة بالاتجار بالبشر
- البنيان الشخصي لمنظمة التجارة العالمية (نظام العضوية وأحكامه ...
- البناء العضوي (الهيكل التنظيمي) لمنظمة التجارة العالمية
- الاعتماد المستندي - شريان الحياة للتجارة الدولية
- القضاء العراقي يضع الخطوة الأولى لإنشاء المحاكم الافتراضية
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المحامين يومًا ما؟
- تأثير النزاع المسلح الروسي الأوكراني على تحقيق أهداف التنمية ...
- أثر التطور التكنولوجيا على مهنة المحاماة
- (التشريعات العراقية والحفاظ على الجنسية الفلسطينية)
- التجارة الدولية والتنمية المستدامة: صديق أم عدو؟
- حق ضحايا الاتجار بالبشر في الحصول على تعويض... وفق لأحكام بر ...
- دعم الموقف القانوني لضحايا الاتجار بالبشر من خلال منحهم أذون ...
- مساعدة ضحايا الاتجار بالبشر... وفق احكام بروتوكول منع وقمع و ...
- إعادة الضحايا الاتجار بالبشر إلى أوطانهم او منحهم حق اللجوء
- مسؤولية الشخص المعنوي عن جريمة الاتجار بالبشر
- أحكام تسليم المجرمين في القانون الدولي
- التعاون الدوليِّ في ميدان تحقيق العدالة الجنائية من خلال إرس ...


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد حاوي الربيعي - التحليل الإداري لظاهرة الفساد