أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 93















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 93


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 16:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة الحادية عشر

2 ـ تحريم الخمر:
عمومًا شربًا وبيعًا وشراءً, بيد أننا ذكرنا المعاقرة لأنها الأصل الذى يتفرع عنه سائر الأفعال فلولا الإقبال على المزّة لما دارت حولها تجارة أو خدمة.
فى أول الأمر نهى القرآن الكريم الصحابة عن الصلاة فى حالة السكر لأن واحدًا من المتقدمين أمّ نفرًا منهم خربق فى تلاوة سورة " الكافرون" فظهرت الآية لكريمة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا ... } [ النساء 43].
والتى جاءت بتحريم جزئى أو وقتى وهو عدم الإقتراب منها عند العزم على الصلاة.
يبدو أن البعض سأل " المزمل" عن الخمر والميسر معًا فأجابت آية: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ َإِثْمُهُمَاأَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا .... } [ البقرة 219].
فذكرت أن إثم احتساء القهوة ( الخمر ) كبير وكأنما هى وطّأت الطريق أمام آية التحريم كيما تُقبل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ الأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 90, 91].
وما إن سمعها أحد متنفذى الصحاب حتى صاح: انتهينا يارب, ومنذ تلك الساعة جُرِمت الخمر على المسلمين.
لماذا عدل القرآن المجيد عن منهجه التدرجى فى تحريمه للربا وللخمر واتخذ المنهج الفورى فى تحريم التبنى وما استتبع ذلك من رحلّية منكوحة الإبن المتبنى ( سورة الأحزاب ) الذى حطم نسقًا اجتماعيًا راسخًا فى مجتمع شبه جزيرة العرب؟.
من الجائز وجود بصيص من النور يساعدنا على الإجابة الصحيحة على هذا السؤال لو فى مقدورنا معرفة الفارق أو المسافة الزمنية بين تبغيض الربا والميسر والتحريم القاطع, بيد أنه يحول بيننا وبينه تعذر معرفة الترتيب التاريخى لظهور السور والايات. والعمل الذى أنجزه نولدكه فى هذه الدائرة لم يترجم إلى العبية حتى لالآن.
والأرجح فى مجال الرد على السؤال أن الربا ضفيرة من نسيج النظام الإقتصادى السائد آنذاك والذى يتمحور حول التجارة النشاط اليتيم فى أم القرى والمشارك فى قرية اليثاربة وأبناء يعقوب, فتحريمه دفعة واحدة سوف يصيب المعاملات المالية بتصدعات غوائر ومن ثم فإن الحكمة استلزمت التدرج ؟؟.
أما من رجا ( = ناحية وجمعها أرجاء ) السلسبيل فى كتب التراث بما حملته من آثار بشانها تؤكد أنها تمكنت من كثير من الصحابة بل من بعض الأماثل إن من بنى قيلة اليثاربة أو من النازحين من قريش أم دونها من القبائل ومن ثم فإن تحريمها فجأة سوف يصيب نفوسهم بالحبوط ومزاجهم بالعكر ووجدانهم بالإنقباض و" المنتصر" حرص على إرضائهم ودأب على مداراتهم وتوخى تأليف قلوبهم, وهذا أمر طبيعى بل بديهى لأنهم أعوانه المخلصون وشيعته المؤازرون وجنده المقاتلون ومن فجاج هذه الأرضية انفجرت علة التدرج فى تحريمها وغدا من الحتم اللازم تهيئة ذواتهم للحظر المقبل والنهى القريب والمنع الوشيك.
على نقيض ذياك جماعه فتحريم التبنى وإباحة الدخول بمنكوحة الابن الدعى فهو خفيض الشأن هزيل المنزلة نحيف الخطر فلا يُحدث زلزلة فى سوق المال ودوائر التجارة ولا هو تمكن من النفوس أو تغلغل فى الوجدان أو تعمق فى الشعور الجمعى. ورغم الحوجة إلى إحصائية بعدد الأبناء الأدعياء ليغدو الحكم صحيحًا فإن ما تناثر من آثار بخصوصهم ينبئ بضمور العدد.
ولعلنا: بذلك أفلحنا فى أن نلقم حجرًا من يغمزون ويلمزون مباينة ( الموعظة = القرآن ) المنهاج الذى استقر عليه فى موضوع التبنى وزواج منكوحة الدعىّ ونذكرهم بأن الذكر الحكيم حرم فورًا وأد البنات لأنه أيضًا أمره هامشى فحالاته عوارض وحوادثه طوارئ ووقائعه خمائص.
رابعًا: شُرِّف الكلبى بذكر اسمه فى ( البلاغ/ المبين ) فى حين أنه خوى من ذكر اسم أو كنية أو لقب التيمىّ عتيق:
فى رحلة النزوج من مكة إلى يثر رافق " خير من مشى على الأرض" التيمىّ ابن أبى قحافى واسمه عتيق وكنيته أبو بكر ولقبه الصديق ومكث معه فى غار ثور وسجلته آيات كريمة من القرآن المجيد, ولهذا يذهب الفقهاء إلى أن من ينكر صحبة أى واحد من الصحابة فلا تثريب عليه إلا هو لأن عدم الإعتراف بصحبته تكذيب لما ورد فى الذكر الحكيم ـ نعوذ بالله تعالى من ذلك.
بيد أن الآيات خلت من اسمه أو لقبه أو كنيته فى الوقت الذى نصت على اسم الدعىّ الكلبىّ وهى مفارقة معجبة لعدة أمور منها:
1 ـ أن أبا بكر ولو أنه من فرع هزيل من قريش إلا أنه قرشى فى حين أن زيدًا كلبى ولا وجه للمقارنة بين قريش وكلب.
2 ـ أن الخدمات التى قدمها التيمى لـ ( المحمود فى السماء والأرض ) وللديانة التى بشر بها لا يقاس بها كل ما قدمه الكبىّ, بل إن ( الجامع لأنواع الخير ) نفح الأخير ( = الكلبى ) أفضالاً لا تُقدر.
3 ـ أن رحلة النزوح علامة فارقة بل هى ذروة سنام العلاقات الفوارق فى مسيرة الدين الذى دعا إليه " أحمد" ولا تعد منا مغلاة إذا رقمنا أنه لولاها لتغير تاريخ جزيرة العرب.
وليس من الإنصاف فى شئ أن توضع فى رتبتها واقعة طلاق الكلبىّ لابنة جحش, بعد أن حدّس أن ط سيد الأولين والآخرين" يريده وغِبّ إن اوحت إليه ( =إلى الكلبى زيد ) زينب يه, ما زال الاستفسار يحك قذاله ( = مؤخرة رأسه ) لأنه لم يتلق إجابة شافية أو حتى قطرة ماء يبل بها ريقه النشف.
من وجهة نظرنا أن الحرص من جانب ( البُشرى = القرآن ) على تعيين الاسم وتحديده هو قطغ الطريق على أى لبس أو شك فى أن الزوجة التى بشره بنكاحها هى زينب بنت جحش دون غيرها ليحقق رغبته كما توصل إليه المفسرون الكُمَّل والإخباريون الأثبات وكتاب السيرة المحمدية المعطار الذين ألمعنا إليهم.
فلو قال الذكر الحكيم " فلما قضى منها وطرًا" أو " فلما قضى منها زوجها وطرًأ" لتساءل أحدهم من الذى قضى منها وطرًا؟, أو من هو ذلك الزوج؟, ولو تزوج " سيد ولد قصىّ" ابنة جحش دون هذا التحديد الدقيق لأحدث ذياك النكاح ربكًا وأوقع بلبلة وأثار إضطرابًا فى مسألة على قدر وفير من الدقة ونصيب كبير من الحساسية وحظ غزير من الحروجة.
ونأمل أن يصح هذا التحليل فهو نتاج مكث طويل على باب الموضوع ولبث مديد أمام الواقعة متأن عند الخبر.
وبداهة فإن للقارئ الحق فى قبول هذا التحليل أو ملاقاته بنظرة زوراء, إنما الذى لامجاحة فيه أن الكلبىّ نال شرفًا تقطعت دونه أعناق أكابر الصحاب وتشوف إليه أعاظمهم وتمنته ذؤايهم وأنه جاء من ( القصص / القرآن ) مكافأة له جزاء وفاقًا على إقدامه على فراق الزوجة الحسناء الفاتنة ليحقق رغبة أبيه بالتبنى ومولاه فيما بعد.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة92
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 91
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة90
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 89
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة88
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة87
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 86
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة85
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 84
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 83
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 82
- شرارة هامة من تاريخ النضال الحضاري لقوى التحرر4
- وانها لثورة حتى النصر 13
- وأنها لثورة حتى النصر 12
- وانها لثورة حتى النصر 11
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة81
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة80
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 79
- وإنها لثورة حتى النصر10
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 78


المزيد.....




- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 93