أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - (الفقر في الوطن غربة) الأغتراب والأنتخاب














المزيد.....

(الفقر في الوطن غربة) الأغتراب والأنتخاب


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 14:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(الفقر في الوطن..غربة)
الأغتراب والأنتخاب!

أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

( الفقر في الوطن غربة)..مقولة سبق بها الأمام علي الفلاسفة وعلماء النفس والأجتماع بأكثرمن ألف سنة!
ومقولته البليغة هذه تثير تساؤلين:
الأول:
عادي جدا ان يصاب الأنسان ،لاسيما المثقف، بالاغتراب اذا كان النظام دكتاتوريا، وغريب جدا ان يعيشه اذا كان النظام ديمقراطيا..لكن هذا الغريب موجود فعلا في النظام الديمقراطي بالعراق من عشرين سنة!..فلماذا؟
والثاني: هل للأغتراب علاقة بالأنتخابات؟..اعني كيف سيكون موقف المصاب باغتراب منها؟
بدءا نعيد القول ان مفردة (الأغتراب) تبدو لكثيرمن العراقيين ، حتى المثقفين كأي مفردة أخرى!.. مع انها شغلت اهتمام الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع وكتبوا عن (الأغتراب) مؤلفات، نوجز خمسة مفاهيم لمفكرين كبار يختلفون ايديولوجيا:

• الأغتراب هو انفصال او تنافر ينشأ بين الفرد والبيئة الأجتماعية ( هيجل).

• هو تلك الحالة التي لا يشعر فيها الانسان بأنه المالك الحقيقي لثرواته وطاقاته،وخضوعه لقوى خارجية لا تمت له بصلة (اريك فروم)

• الأغتراب عن الذات أمر ناجم عن ظروف الحياة المعاشة في عالم يتسم بالعبثية واللامعنى (سارتر)

• الحضارة هي مصدر الأغتراب مع ان الانسان هو الذي اسسها دفاعا عن ذاته ازاء عدوان الطبيعة فجاءت على نحو يتعارض وتحقيق أهدافه ورغباته(فرويد)

• الأغتراب ناجم عن انفصال الأنسان عن الطبيعة عن طريق العمل والأنتاج ،ومع ازدياد قدرته في السيطرة عليها فأنه يواجه نفسه كشخص غريب محاطا باشياء هي من نتاج عمله ومع ذلك تتخطي حدود سيطرته وتكتسب قوة متزايدة(ماركس).

وكان روسو اول من استخدم تعبير (الغربة)حين رأى بعض النواب لا يمثلون الشعب،فوصف الهيأة النيابية بأنها أداة حكم وليس أداة للتعبير عن الأرادة العامة،وأن مجلس النواب(لا يمثلون الشعب ولا يمكن أن يمثلوه،وأن السيادة لا تمارس بالأنابة). وفي مؤلفاته (اللامنتمي،ما بعد اللامنتمي،سقوط الحضارة) توصل ممثل الوجودية الجديدة،كولن ولسن،من تحليله لأعمال كتّاب وفنانيين معروفين (ويلز،كامو،سارتر،فان كوخ،دستيوفسكي..)الى ان حالة الغربة التي عاشوها كانت بسبب وقوفهم ضد المجتمع ومن اجله.
من جانبنا نرى ان الاغتراب هو حصيلة تفاعل ستة اسباب نلتقط منها اثنتين هما:

• العجز: ويعني احساس الفرد بأنه لا يستطيع السيطرة على مصيره،لأنه يتقرر بعوامل خارجية اهمها انظمة المؤسسات الاجتماعية.
• فقدان الهدفية، او فقدان المعنى: ويعني الاحساس العام بفقدان الهدف في الحياة.

ما يعني ان المغترب يدرك أمرين ، أن مصيره تقرره قوة خارجية( سلطة ، حزب...)، وانه عاجز عن الوقوف بوجهها ، فيوصله ادراكه لواقعه هذا الى ان حياته لا معنى لها ..وسؤال قاس يوجهه لنفسه: ( ما دام حياتي ما بيها كل معنى..ليش عايش؟)!
ولأن العراق هو بلد المثقفين فان متابعتنا لحالهم تكشف ان النخبة منهم(مفكرون،أصحاب رأي، أدباء، صحافيون...) يشعرون بالتهميش، وان الدولة في الزمن الديمقراطي ما عادت تهتم بهم ولا ترعى منجزاتهم الابداعية، فيما الأقل منهم شأنا يحتلون مراكز متقدمة بمؤسساتها ويحظون بالامتيازات.

بسببهم..(13) مليون فقير!

كتب الأمام علي الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة وقد بلغه انه دعي الى وليمة قوم من اهلها فمضى اليها جاء فيه :(اما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني ان رجلا من فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فاسرعت اليها تستطاب لك الالوان وتنقل اليك الاجفان "الصحون"، وما ظننت انك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجفو " اي مواطنهم فقير". الا وان لكل مأموم اماما يقتدي به ويستضيء بنور علمه. الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمرية "الرداء العتيق"، ومن طعمه بقرصية(رغيف) . الا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد، فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا(ذهبا)، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا اعددت لبالي ثوبا طمرا).
وما حدث ان وزارة التخطيط اعلنت ان هناك 13 مليون فقيرا دون مستوى خط الفقر في بلد يعدّ هو الأغنى في المنطقة وأحد اغنى عشرة بلدان في العالم ، وأن الذين افقروهم يتصدرهم من يدعون انهم احفاد الأمام وأخلص شيعته الذين خاطبناهم قبل عشر سنوات بالقول:( تأملوا انفسكم فانتم والله بالضد تماما من امامكم..لبستم الذهب، وجلستم على كراسي الأبهة والفخامة المطلية بلون الذهب، وفعلتم هذا وهو القائل (الفقر في الوطن غربة)..وافقرتم 13 مليون عراقيا!

الأغتراب..والأنتخاب

ذكرت وكالات انباء وصحف ووسائل اعلام ان نسبة المقاطعين عن المشاركة في الأنتخابات التشريعية السابقة كانت بحدود (80%)..وقد عزا المحللون السياسيون اسباب ذلك الى فشل العملية السياسية في العراق..وهو تشخيص عادي يعرفه الجميع، فيما تشخيصنا نحن السيكولوجيين نعزوه الى ( الأغتراب)..نعم ، لأن الأغتراب يوصل صاحبه الى حالة اليأس من اصلاح الحال، وفقدانه المعنى من وجوده في الحياة سواء شارك في الأنتخابات أم لم يشارك.
في ضوء هذا التحليل السيكولوجي فان نتائج انتخابات كانون الثاني الجاري سيحددها وعي العراقيين النفسي بالاغتراب، فان جاءت كما يتمنون فهذا يعني انهم تعافوا من الأغتراب،وان كانت بعكسها فهذا يعني انهم وصلوا مرحلة الأدمان على الأغتراب..وصعب منه يتعافون!

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزالي والساهر وخضر- أيهم أكثر تأيرا في مسار الأغنية العراق ...
- تشكيل لجان مناقشة الرسائل العلمية في الجامعات العراقية- تعلي ...
- مناقشة أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير في الجامعات العراقي ...
- استذكار لمعركة قاسية انتصر فيها الحب
- مسلسل كريستال- مشاهدة واسعة لدراما مرتبكة
- سركون بولص تحليل سيكولوجي لشخصيته وشعره
- وعود لم تنفذ..والقتلة طلقاء
- نتينياهو ..سيكولوجيا
- التعصب بين زمنين..الجاهلية والأفندية!
- رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019 - القسم الثاني
- العراقيون اذا سخروا من احد..لا يرحموه . شذى حسون مثالا
- رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019
- ظاهرة الأدعية لدى سواق الأجرة في بغداد..تدين أم حالة نفسية؟
- انتفاضة تشرين/اكتوبر .هل ستكون خاتمة الأنتفاضات في تاريخ الع ...
- العراق موطن الشعر والشاعر - وعند السيكولوجيا الخبر اليقين
- اطفال التوحّد في العراق - زيادة في الأعداد ..نقصان في الخدما ...
- استراتيجية علمية لأحتواء الفساد في العراق
- الدين من منظور سيكولوجي
- اطباء العراق - بين ضعف الدولة وقوة العشيرة
- الحسين يتوجه من كربلاء نحو بغداد. فكرة لفلم سينمائي


المزيد.....




- كييف تستهدف مطارا عسكريا روسيا بصواريخ أمريكية وبوتين يهدد ب ...
- سوريا بعد سقوط الأسد: الأكراد.. ما بين المخاوف والتطمينات
- 7 دول عربية تسميها الحكومة المؤقتة بسوريا في بيان شكر.. إليك ...
- توغل الجيش الإسرائيلي ومزاعم -عدم توجه قواته نحو دمشق-.. ما ...
- محادثات جديدة للتوصل لاتفاق -قد يكون محدوداً- لوقف إطلاق الن ...
- العَلَم الذي أثار جدلا حول مستقبل الحكم في سوريا
- لصحة قلبك.. تجنب المشروبات الغازية وفكِّر بـ-الآيس كريم-!
- الاتحاد الأوروبي يلغي التفتيش على الحدود مع بلغاريا ورومانيا ...
- مصر.. الحكم على المتهم بتهديد ابنة شيرين عبد الوهاب
- بلغاريا ورومانيا تنضمان رسميا إلى اتفاقية شنغن بالاتحاد الأو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - (الفقر في الوطن غربة) الأغتراب والأنتخاب