أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019 - القسم الثاني














المزيد.....

رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019 - القسم الثاني


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 12:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين/ اكتوبر 2019
(الثانية)
أ.د. قاسم حسين صالح

تنويه
( أن تكتب عن انتفاضة تشرين /اكتوبر 2019 وأنت في مكتبك،
غير ما تكتب عنها وانت تعيش الحدث ميدانيا)

الخميس..يوم الدم العراقي
من بدء الأنتفاضة في (الثلاثاء 1 تشرين/اكتوبر 2019) كان المتظاهرون قد طرحوا مطالب مشروعة: مكافحة الفساد ،تأمين الخدمات،معالجة البطالة لاسيما الشباب الحاصلين على شهادات جامعية، تحقيق العدالة الأجتماعية.... واستمر الهدوء والأمن الى اليوم الثالث وفيه كانت بداية المجزرة التي اودت بحياة مئات الشباب.
كان يوم الخميس (الثالث من الأيام الخمسة الأولى للأنتفاضة ) هو الأكثر دموية في مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين المحتجين والقوات الامنية ،حيث امتدت التظاهرات التي تطالب برحيل الفاسدين وتأمين فرص عمل للشباب الى المدن الجنوبية ما استدعى الحكومة الى اعلان الانذار جيم ،وفرض حظر للتجول في عدد من المدن، وإغلاق العديد من الطرق المؤدية من الشمال والشمال الشرقي إلى العاصمة وإرسال تعزيزات إلى شرق بغداد،وقيام القوى الامنية وقوات مكافحة الشغب باستخدام الماء الحار والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي..كان نتيجته سقوط (63) قتيلا في بغداد و (21) في ذي قار تليهما:الديوانية،النجف،كربلاء، وديالى..باستثناء البصرة التي لم تحدث فيها اصابات.
وخلال خمسة أيام،وبحسب الآرقام الرسمية لوزارة الداخلية في 6 تشرين/اكتوبر فان عدد القتلى بلغ 110 فيما تجاوز عدد المصابين 6100 جريحا حتى الرابع عشر من تشرين اول.
وفي مساء اليوم نفسه،الخميس (الثالث من تشرين أول)، توجّه رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، بخطاب متلفز بُثّ على وقع أصوات الطلقات الناريّة التي يُسمع دويّها في أنحاء بغداد، دافع فيه عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحاليّة، مطالبًا بمنحه فترة زمنيّة لتفيذ برنامجه،ووصف ما يجري بأنه (تدمير للدولة).

ومع ان الحكومة اعلنت حظر التجوال وقطع خدمات الأنترنت فان المتظاهرين وصلوا العاصمة بغداد على متن شاحنات حاملين اعلاما عراقية واخرى دينية معظمها يحمل اسم الامام (الحسين) ويهتفون (بالروح بالدم نفديك ياعراق).
وبرغم هذا الرعب، وبرغم هذا البطش غير المسبوق في تاريخ العراق ضد متظاهرين سلميين يحملون علم العراق، فأن المحتجّين توجهوا نحو جسر الجمهوريّة حيث ضربت القوّات الأمنيّة طوقاً مشدّداً عليه خوفا من اقتحامهم الخضراء. وفي يومها كتبنا مقالة نشرت في (المدى والحوار المتمدن) بعنوان (خمسة أيام هزت العراق)..وثقنا ما حصل بقولنا :(ان ما حدث في (الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 ) كان حدثا سياسيا وجماهيريا غير مسبوق في تاريخ العراق السياسي.ففي هذا اليوم انطلقت بالمحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى اليأس والعجز من اصلاح الحال. وفاجأت ايضا علماء النفس والأجتماع بما يدهشهم..بل أنها خطّات نظرية في علم النفس تقول:اذا اصيب الانسان بالأحباط وحاول وحاول ولم ينجح،فأن تكرار حالات الخذلان والخيبات توصله الى العجز والاستسلام..فأطاح بها جميعها شباب ادهشوا العرب والعالم!.وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة، ادانها الرأي العام العالمي في حينه).
ان التحليل السيكولوجي لجريمة الخميس الدامي يفيد بأن الحاكم الطائفي (قافل عقليا) ..لأنه يعتبر التظاهرات تحديا له، وهذا يدفعه الى ان يعطي لنفسه الحق في قمعها. فمن متابعتنا للعملية السياسية في العراق بعد 2003 خلصنا الى ان العقل السياسي العراقي مصاب بالدوغماتية التي تعني الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري ، وان هذه الدوغماتية ، برأي علماء النفس والاجتماع ،هي احد اهم واخطر اسباب الازمات السياسية والاجتماعية التي غالبا ما تنتهي بحروب.
وقد اوصلتنا متابعتنا للعملية السياسية الى ابتكار مصطلح جديد في علم النفس اخذ طريقه الى علم النفس العربي اسميناه (الحول العقلي ) ..ويعني ان المنتمي لجماعة ،لطائفة، لقومية...، يرى في جماعته الجوانب الايجابية ويضخمها، ويغمض عينيه عن سلبياتها،ويرى في الجماعة الأخرى سلبياتها ويضخمها،ويغمض عينيه عن ايجابياته، ويحّمل الجماعة الأخرى كلّ ما حصل من مشكلات وأزمات. وكان هذا هو موقف حكّام الخضراء ..انهم يرون انفسهم على حق وأن المتظاهرين على باطل،وانهم ،،بوصف رئيس حكومتهم عادل عبد المهدي يريدون (فناء الدولة) ..فنفذ في الخميس الدامي ما طلبوه وسفك دماء شباب ابرياء غادورا الدنيا فيما هو ظل ،ومن جاءوا به، منعما مرفها ..في دنيا هم على يقين بأنها ستدوم لهم ما داموا يمتلكون القوة والمال.

يتبع



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون اذا سخروا من احد..لا يرحموه . شذى حسون مثالا
- رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019
- ظاهرة الأدعية لدى سواق الأجرة في بغداد..تدين أم حالة نفسية؟
- انتفاضة تشرين/اكتوبر .هل ستكون خاتمة الأنتفاضات في تاريخ الع ...
- العراق موطن الشعر والشاعر - وعند السيكولوجيا الخبر اليقين
- اطفال التوحّد في العراق - زيادة في الأعداد ..نقصان في الخدما ...
- استراتيجية علمية لأحتواء الفساد في العراق
- الدين من منظور سيكولوجي
- اطباء العراق - بين ضعف الدولة وقوة العشيرة
- الحسين يتوجه من كربلاء نحو بغداد. فكرة لفلم سينمائي
- رسالة الى السيد وزير الصحة
- اللاوعي الجمعي..اللاعب الخفي في الصراع العراقي
- خلا لك الجو..فبيضي واسرقي ما شاء أن تسرقي
- في العراق..الجندرية اشكالية جدلية!
- العراقيون ..شعب مضحوك عليه!
- المدى.. سراج الوعي في ظلمة التخلف
- ركضة طويريج..تحليل من منظور علم النفس الأجتماعي
- انتشار المخدرات في العراق،أصعب من السيطرة عليها
- ح حسين السلطة وحسين الشعب
- بعد واقعتي شارلي وستكهولم..هل نحن مقبلون على حرب المعتقدات؟!


المزيد.....




- بعض أوجه القصور في عمل اليسار النقابي بالاتحاد العام التونسي ...
- المقاومة تصد محاولة انقلاب في كوريا الجنوبية الحليف الرئيسي ...
- إحالة “متظاهري العودة” بسيناء إلى المحاكمة
- م.م.ن.ص// المغرب: الاستثناء هو موسم جامعي دون قمع، ودون اعتق ...
- لزعر سمير// مع أقدار النظام، تحل -العقدة الغوردية- دون الحا ...
- محتجون في السويداء يدمرون صورة الرئيس الأسد.. وسط تصاعد الاح ...
- بيع ساعة جمال عبدالناصر بـ840 ألف دولار في أمريكا
- فرنسا: الحزب الاشتراكي يبدي استعداده للتفاوض لتشكيل حكومة جد ...
- مصر..هجوم على حفيد عبد الناصر لتفريط بهدية السادات
- يدعو إلى حرب ثقافية بعد عام من توليه المنصب.. الرئيس الأرجنت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019 - القسم الثاني