أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انتشار المخدرات في العراق،أصعب من السيطرة عليها















المزيد.....

انتشار المخدرات في العراق،أصعب من السيطرة عليها


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7685 - 2023 / 7 / 27 - 11:48
المحور: المجتمع المدني
    


انتشار المخدرات في العراق أسرع من السيطرة عليها
أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

توطئة
عنوان هذا المقال هو تصريح حديث لضابط في مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية،يعكس تشخيصا لحقيقة واقعة بعد ان اصبحت تجارة المخدرات تأتي بالمرتبة الثالثة بعد تجارة النفط والسلاح باعتراف نائب برلماني من البصرة ، وبعد ان صارت مخاطر المخدرات في العراق توازي تهديدات الإرهاب،وفقا لمديرية مكافحة المخدرات..وبعد ان استطاع المهربون تطوير طرائق تهريبهم للمخدرات باستخدام طائرات شراعية تسمى (درون) تحمل بين (20 الى 30) كيلوغراما من المخدرات ، تم اسقاط واحدة منها في البصرة تحمل مليون حبة (كبتاغون)!
ويأتي هذا المقال لتشخيص أهم أسباب شيوع المخدرات، واقتراح استرتيجية علمية تسهم في الحد من انتشار المخدرات في العراق.
الأسباب
منذ (18 كانون الثاني 2012 ) يوم عقدت في اربيل ورشة عمل لمناقشة مسودة قانون المخدرات،بمشاركة مسئولين في الحكومتين الاتحادية والاقليم وقضاة و و..ولغاية (تموز 2023) والمؤتمرات والندوات تعقد وتخرج بتوصيات واقتراحات دون تنفيذ ،حتى وصل الامر الى ان يكون( السباق للسيطرة على المخدرات أصعب بكثير من أي ملف جنائي آخر) باعتراف ضابط بمديرية مكافحة المخدرات.
لم تكن هناك متابعة ولا اهتمام بمعالجات عملية اقترحتها منظمات ومؤسسات علمية..بينها، ان كاتب هذا المقال..حذر من مخاطرها عبر الفضائيات وعقد اكثر من عشر ندوات في بغداد وعدد من مراكز المحافظات،آخرها ندوة في مركز الصيد الثقافي بنادي الصيد العراقي في (15 تموز 2023)، اكتشفنا فيها ان معظم المثقفين العراقيين والأعلاميين يعرفون تلك الأسباب ، وان اعادة ذكرها يعد فائض معنى او اجترارا كنّا بدأناه من عشر سنين!.
المخدرات..اخطر من الأرهاب
حظيت ظاهرة تعاطي المخدرات باهتمام كبير من قبل علماء النفس والاجتماع والقانون وصنّاع السياسة، لما تحدثه من تحلل للقيم وتدمير للأخلاق، ولأن انتشارها بين سكان شعب ما يؤدي ليس فقط إلى الإضرار بالصحة الجسدية والنفسية للمتعاطين لها، بل إنها تؤخر أو تعرقل منجزات الدولة وخططها التنموية،وتضعف أمنها الداخلي والخارجي أيضا حين توظّف المافيا الدولية للمخدرات في قضايا سياسية تكون الدولة منشغلة عنها بقضايا تعدها أخطر مثل الإرهاب.
والذي لم تعره حكومات سابقة الأهتمام الذي يستحقه،أن الأسباب التي تدفع إلى تعاطي المخدرات توافرت في العراق بشكل مثالي!.فالدراسات تشير إلى أن الفرد يلجأ لتعاطي المخدرات في الحالات الآتية:
• موت احد أفراد الأسرة،أو شخص عزيز عليه..ولا يوجد مجتمع بالعالم المعاصر فقد أهله آباءهم وأحبتهم في انفجارات إرهابيه واحتراب طائفي كالذي حصل في العراق، فضلا عن حالات التهجير والهجرة خارج الوطن.

• تضاعف حالات الطلاق والتفكك الأسري..وما يقرب من ثلاثة ملايين يتيم بين أطفال ومراهقين وشباب فقدوا آباءهم في الحروب، وعدد مماثل من الأرامل.

• عدم الرضا عن الحياة والقلق من المستقبل ،وكثرة البطالة التي زادت نسبتها بين الشباب بشكل خاص.

• تطرف ديني وضغوط نفسية، يقابلها انفتاح غير منضبط على الإعلام الغربي يدفع بشباب ومراهقين إلى تعاطي مخدرات صار الحصول عليها سهلا.

نضيف إلى ذلك ما أكدته دراسات أجنبية وعربية من أن انتشار المخدرات يرتبط بدرجة الانفتاح على الثقافة الغربية،والعراق يعد البلد رقم (1) في المنطقة الذي انفتح على هذه الثقافة عبر قنوات فضائية بما فيها إباحية،واختلاط دام تسع سنوات بأفراد قوات الاحتلال. ومن المفارقات أن الدراسات أشارت أيضا إلى أن الرواج النفطي يؤدي إلى زيادة تعاطي المخدرات في البلد المنتج للنفط..بمعنى إن الثروة النفطية تؤدي إلى الرفاهية،وهذه تؤدي إلى ثقافة استهلاكية.
نظرية عراقية
هنالك اكثر من نظرية حاولت تفسير الدافع الذي يضطر الانسان لتعاطي المخدرات بينها نظرية (انعدام المعايير- الانوميا) لعالم الاجتماع ميرتون..ويعني بها التعبير عن الاحساس بانعدام المعايير التي اذا ما سادت في المجتمع فانها تحرم مجموعات اجتماعية من تحقيق مصالحها. واشارته الذكية الى ان المجتمعات التي تضع قيمة كبيرة على الامور المادية ومسائل الترف او لا تتمتع بها الا القلة،فانها تبرز فيها حالة الانوميا او فقدان العدالة الاجتماعية، فتظهر جماعات تتجاوز قيم المجتمع ونظامه، وتخرق محرماته ومنها تعاطي المخدرات والاتجار بها.
وترى نظرية (الانسحاب الاجتماعي) ان متعاطي المخدرات هو في حقيقته شخص حرم او عجز عن تحقيق اهدافه بوسائل مشروعه فاضطر الى الانسحاب عن المجتمع فتضطره عزلته الى تعاطي المخدرات لتخلق له عالما بديلا ينسيه عالما هو فيه نابذ او منبوذ .
اما نظريتنا العراقية فقد اسميناها (نظرية التيئيس الأنتحاري)،وترى ان النظام السياسي حين يكون ولاّد أزمات فان الانسان يمر بعملية نفسية دائرية بين :ازمة..انفراج..أزمة...،تفضي به الى تيئيسه من انه( النظام ) عاجز عن تأمين حاجاته. وحين يصل حالة الأقتناع بأن السلطة اصبحت مصدر شقاء له،وان الواقع لا يقدم حلّا لمشاكله، فان من استنفد طاقته في تحمل الضغوط ووصل حالة الشعور بانعدام المعنى من الحياة..يلجأ الى تعاطي المخدرات لانهاء حياته بعملية انتحار تدريجي لا شعورية.
استراتيجية علمية
تتضمن هذه الأستراتيجية الخطوات الآتية:
• ان معالجة اية ظاهرة اجتماعية سلبية تبدأ اولا بتشخيص اسبابها عبر دراسات ميدانية ،وعليه ينبغي تكليف اقسام علم النفس وعلم الاجتماع في الجامعات العراقية كافة باجراء دراسات ميدانية لتشخيص عوامل انتشارها( سياسية،اجتماعية، نفسية،اقتصادية...) ،ومعرفة العلاقة بين انتشار تعاطيها وانتشار انحرافات أخرى، وما احدثته من تأثير في القيم والاخلاق،واقتراح المعالجات.
• يتم ذلك باصدار توجيهات من مكتب دولة رئيس الوزراء الى الجهات المعنية، واعتبار هذا المشروع (قضية وطنية ومسؤولية اخلاقية ودينية).
• تبدأ الأستراتيجية خطوتها الأولى بتفعيل قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية (رقم 50 لسنة 2017 )،وقيام الجهات المعنية بتطبيقه بحزم مسبوقا بتوعية واسعة بنوعيها..الأعلامية و الجوالة.
• عقد مؤتمر وطني بعنوان( المخدرات في العراق- الاسباب والمعالجات) تناقش فيه الدراسات الميدانية التي اجرتها اقسام علم النفس والأجتماع في الجامعات العراقية، وتوحيد الأسباب والحلول المقترحة.
• ترفع نتائج المؤتمر الوطني الى هيئة تضم مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وممثلين عن مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية،( البرلمان ،الحكومة ،القضاء) ووزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والثقافة،والجمعية النفسية العراقية وجمعية الأطباء النفسيين العراقية،ومؤسسة شبكة الأعلام العراقي..تقوم في ضوئها باعداد استراتيجية تنفذ على مراحل زمنية يجري لها تقويم يحدد الايجابيات والمعوقات.

• تكليف الجمعية النفسية العراقية،بوصفها صاحبة المبادرة، بمتابعة التنفيذ وتشخيص ما تم تحقيقه واقتراح الحلول لمعالجة المعوقات بما يضمن تحقيق الأستراتيجية بسلاسة.

اننا سنعتبر هذا وثيقة تم نشرها في الجريدة الرسمية (الصباح)،نأمل من الجهات المعنية العمل على تحقيقها.. فالعلم مع الأرادة السياسية يساعدان جهود مديرية مكافحة المخدرات وتختصر الزمن لصالح ملايين الشباب الذين يتوقف عليهم حاضر ومستقبل اغنى بلد في المنطقة.. يمتلك كل المقومات لأن يعيش اهله برفاهية وكرامة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ح حسين السلطة وحسين الشعب
- بعد واقعتي شارلي وستكهولم..هل نحن مقبلون على حرب المعتقدات؟!
- الدكتور صالح الطائي داعية العقيدة العلمي - الحلقة الثانية
- هل سيتم الأحتفاء بذكرى ثورة 14 تموز؟
- المبدعون يموتون في الغربية- ثامر مهدي وداعا
- الدكتور صالح الطائي - داهية العقيدة العلمي . الحلقة الأولى
- انقذوا شباب العراق..لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
- خمسون سنة صحافة..وليس صحفيا!
- في العراق..المثقفون مجبطون ، والمفكرون مغتربون .استطلاع وتحل ...
- جائزة فولتير..للناشر المغيب مازن لطيف
- نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!
- مواقف وشخصيات - لمناسبة تأسيس تلفزيون العراق
- خفايا ( لو أنبأني العراف) في مؤشرات سيكولوجية
- مشروع علمي لمكافحة الفساد والوقاية منه - مقدم الى رئيس مجلس ...
- العيد..مناسبة للتسامح
- اشكالية الحاكم والمثقف التنويري - عزيز السيد جاسم مثالا
- حكاية مبارزة بين فتى وكبير الشجعان
- 9 نيسان ..تنظير جديد في علم النفس والأجتماع السياسي
- نيسان 2003 تحولات ما حدث بعده
- في العراق..كذبات نيسان هي الأصدق


المزيد.....




- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انتشار المخدرات في العراق،أصعب من السيطرة عليها