أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انقذوا شباب العراق..لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات















المزيد.....

انقذوا شباب العراق..لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 22:16
المحور: المجتمع المدني
    


أنقذوا..شباب العراق!
لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
توطئة

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في العام 1987 حددت فيه، بأن يكون السادس والعشرون من يونيو من كل عام، يوما عالميا لمكافحة المخدرات ، تقديراً منها للخطورة العالمية لتداعيات المخدرات، لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.ولم تعد انواعها مقتصرة على (الحشيش ،الماريجوانا،الكوكايين، والمورفين...) بل ظهرت مركبات جديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ، بل ان المخدرات نعدها بوصفنا انها (قاتلة الأحبة ومرتكبة الزنا)!.
والمفارقة ان العراق كان في السبعينات في ذيل قائمة الدول ،فيما اصبح بعد 2003 من بين الدول الأكثر تعاطيا للمخدرات، وقد رجحت احصائية اصادرة عن الامم المتحدة ان السنوات العشر القادمة ستفتك بالشاب العراقي في حال بقي الوضع على ما هو عليه.


المخدرات في العراق


كان العراق في السبعينيات وما قبلها يعدّ الأقل نسبة في تعاطي المخدرات، وبنشوب الحرب العراقية الايرانية ،بدأت المخدرات تدخل اليه .بل انها بدأت تزرع ايضا بحسب تقارير الاستخبارات الامريكية التي عزتها الى ان انقطاع التمويل المالي للجماعات الارهابية ادى الى زراعة اشهر نبتة مخدرات تسمى (الداتواره) بمناطق في محافضة ديالى،فيما افادت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة تقول بوجود ممرين رئيسين الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق مع إيران وافغانستان، والثاني يوصل إلى أوروبا الشرقية ، إضافة الى ممرات بحرية على الخليج العربي تربط دول الخليج مع بعضها..وثغرات واسعة تستخدمها العصابات الإيرانية والأفغانية.
الجديد أن العراق لم يعــد محطة ترانزيت للمخدرات فقط، وإنما تحوَّل إلى منطقة استهلاك بين اوساط الشباب تحديدا . والاكثر من ذلك،ان فلاحين في ميسان وديالى كانوا يزرعون الطماطة توجهوا الآن الى رزاعة الخشخاش والقنب والنباتات المخدرة الأخرى، ونجحت في تسويقها لان الربح فيها سريع ومغري.

والمفارقة ان التقارير الرسمية تفيد بأن مدنا عراقية ذات طابع ديني(كربلاء مثلا) جاءت في مقدمة المحافظات في نسبة تعاطي المخدرات،وان احصائية لمستشفى الرشاد المتخصص في الادمان افادت بان نسبة المراجعين زادت على 70%، وأن التعاطي الذي كان على صعيد الشباب والراشدين، صار الآن على صعيد المراهقين والاطفال ايضا!.وان مخدرات ما كانت معروفة في العراق صار الشباب يتعطونها بالآلاف. فوفقا لوكالة عراق برس اطلق قسم الصحة النفسية بمستشفى البصرة العام صرخة استغاثة لمساعدته بعد رواج تعاطي مادة (الكرستال) بين الشباب ابتداءا بالمراهقين ووصولا الى طلبة الجامعات. والكرستال هذا الذي يشبه زجاج السيارة المهشم وصل سعر الغرام الواحد منه مئة دولارا،يجعل متعاطيه ينسى واقعه ويحلق منتشيا في الخيال.

لم يدرك حكام الاسلام السياسي كارثة اضرار المخدرات بين اوساط الشباب،فهي على صعيد الشاب تؤدي الى: تلف الجهاز العصبي، تعطل الطاقة الانتاجية،ارتكاب جرائم سرقة ،الموت المفاجيء،والانتحار. وعلى صعيد الاسرة يصبح فيها الشجار افتتاحية الصباح وختام المساء،العدوان، قتل احد افراد الاسرة ، الخيانة الزوجية ،ممارسة البغاء والدعارة والقوادة واكراه محارمه على الزنا!..والزنا بالمحارم!!.فيما تؤدي على صعيد المجتمع الى تهرؤ النسيج الاجتماعي،انحرافات سلوكية واخلاقية وجنسية،زيادة معدلات الجريمة،وتراجع القيم الاخلاقية الاصيلة،فضلا عن انها تشغل الدولة بمعالجة المدمنين وملاحقة تجار المخدرات والمتعاطين واضعاف الطاقة الانتاجية وشلل التنمية.
في العاصمة بغداد،افادت التقارير بانتشار تعاطي المهلوسات بين الشباب.ومع تعدد انواعها (سوبيتاكس ،اكستازي ،باركيزول..) فان اكثرها شيوعا هي حبوب «ال سي دي»..وكلها تعمل على جعل متعاطيها يفقد صلته بالواقع،بمعنى ان الشاب العراقي المحبط،المخذول،المأزوم نفسيا..وجد فيها فرصة للهرب من واقع الخيبات والفواجع الى التحليق في عالم من النشوة والانطلاق بلا حدود.
ومرة اخرى نقول،ان السلطة لا تدرك حجم مخاطر هذه الحبوب،يكفي ان نقول عنها ان متعاطيها يذبح الانسان كما يذبح دجاجة،والشاهد على ذلك ان داعش كانت تستخدمه مع مقاتليها الذين كانوا يفجرون انفسهم ويتلذذون بقتل الآخرين ذبحا او حرقا.
وثالث الكوارث الاخلاقية،هي انتشار (الأيدز) بين اوساط الشباب،فوفقا لتصريح مدير عام صحة الكرخ لفضائية الشرقية، فان الايدز عاد الى العراق بعد خلوه منه لثلاثين سنة، وان بغداد تشهد اصابات كثيرة بين الشباب والشابات ،المتزوجين وغير المتزوجين.
نظرية سيكولوجية عراقية.
اعتاد علماء النفس في العالم استخدام الحيوانات (الفئران عادة) لاجراء اختبارات عليها تساعد على فهم الانسان حين يتعرض للضغوط مثلا. وعلى مدى السنوات العشرين الأخيرة،كان العراق فيها مختبرا سيكولوجيا على ارض الواقع تعرض فيها العراقيون الى ضغوط لم تحصل في تاريخ الشعوب المعاصرة،وقدمت نظريات جديدة لعلماء النفس..نجود عليهم بواحدة منها نوجزها في الآتي:

(هنالك علاقة طردية بين تزايد اقبال الشباب على تعاطي المخدرات والمهلوسات
وبين تزايد شعورهم بالاغتراب والاحساس بانعدام المعنى من الحياة ،
اذا كان حكاّم ذلك الوطن يزدادون ثراءا ويتركون اهله يزدادون فقرا).

اقتراحان
الأول خاص بالسلطة:

لأن الأطباء النفسيين وعلماء النفس المختصين بالصحة النفسية هم الأقدر على التعامل مع هذه القضايا،فان لدينا استراتيجية للتعامل معها والحد منها، وكل ما نطلبه من السلطة هو توفير الفرصة لنا لأنقاذ جيل كامل من الشباب يتعرض الآن الى اخطر ثلاثة قاتلة: المخدرات والمهلوسات والأيدز..ورابعها الانتحار.
والثاني خاص بوزارة الصحة:
مع ان على رأس الوزارة شخص معروف بكفائته ونزاهته ، وتربطنا به علاقة صداقة،فان معالي الدكتور صالح الحسناوي لم يشرك الجمعية النفسية العراقية في نشاطاتها،بل اقتصرها على الأطباء النفسيين ،سواء على صعيد المستشارين او على صعيد نشاطات الوزارة الخاصة بالصحة النفسية، مع اننا كنا وقعنا مع رئيس جمعية الأطباء النفسيين السابق الدكتور نصيف الحميري وثيقة تعاون مشترك حققنا فيه نشاطات بينها مؤتمرات وندوات ،وانا على يقين ان معاليه يدرك ان التعاون بين الأطباء النفسيين وعلماء النفس سيسهل تحقيق مهمتنا الانسانية النبيلة في حماية شبابنا من آفة المخدرات.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون سنة صحافة..وليس صحفيا!
- في العراق..المثقفون مجبطون ، والمفكرون مغتربون .استطلاع وتحل ...
- جائزة فولتير..للناشر المغيب مازن لطيف
- نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!
- مواقف وشخصيات - لمناسبة تأسيس تلفزيون العراق
- خفايا ( لو أنبأني العراف) في مؤشرات سيكولوجية
- مشروع علمي لمكافحة الفساد والوقاية منه - مقدم الى رئيس مجلس ...
- العيد..مناسبة للتسامح
- اشكالية الحاكم والمثقف التنويري - عزيز السيد جاسم مثالا
- حكاية مبارزة بين فتى وكبير الشجعان
- 9 نيسان ..تنظير جديد في علم النفس والأجتماع السياسي
- نيسان 2003 تحولات ما حدث بعده
- في العراق..كذبات نيسان هي الأصدق
- دفعة لندن و سيكولوجيا المفاضلات بين الشعوب
- مشروع قانون لرعاية المثقفين في العراق
- السعادة..لمناسبة يومها الدولي وحالها في العراق
- نوروز..عيد يوحّد العراقيين
- اكو فد واحد، أكو فد واحد عمارتلي،أكو فد واحد..
- رسالة الأكاديميين العراقيين الى الأشقاء العرب
- في يومها العالمي..المرأة العراقية استثناء!


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - انقذوا شباب العراق..لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات