أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - ياسمين بائعة الشاي














المزيد.....

ياسمين بائعة الشاي


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصطلح يدمي القلب او دمع القلب وغيرها هي تعبر عن حالة من حالات العجز وقلة الحيلة وكنت أمر عليها كمصطلح مجرد يعبر عن حالة يريد منها الكاتب أن يصف حادثة أو موقف محدد.
لكني عندما رأيت مقطع الفيديو لبائعة الشاي الغزاوية الفلسطينية ياسمين الجميلة تحولت هذه المصطلحات لحقيقة واقعية تدفق سيل من الدموع لم استطع ايقافها وشعرت بحرقة تأكل صدري وتسارع نبضات قلبي وتقلصات في قشرة رأسي.
كل ذلك حدث في لحظات وانا اراقب هذه الطفلة الغزاوية الفلسطينية وهي تستجيب لنداء شاب فلسطيني يريد ان يمارس فضوله لمعرفة هذه الطفلة الجميلة ياسمين التي تحمل إبريق الشاي في يد وكاسات في اليد الأخرى .
استجابت ياسمين الجميلة لنداء الشاب وتوجهت اليه بخطوات متثاقلة لتجيب عن سؤاله لها عن اسمها وعمرها وباي صف في المدرسة.
المشهد بأكمله يحمل مواقف متداخلة ومركبة يختلط فيها الانساني والاجتماعي والسياسي والتحدي مغلف بنظرات التساؤل والحيرة والشجاعة متداخلة مع الكرامة.
ياسمين الجميلة تختصر مشهد دور غزة عبر الزمان غزة الجريحة غزة الشُجاعة غزة الكرامة غزة العزة غزة التحدي غزة الانتصارات.
ياسمين في نظراتها وحركة يدها خطواتها اختصرت كل التاريخ الفلسطيني عبر الزمان في غزة المكان.
ياسمين الجميلة لم تذرف الدموع بل نظرت بعيونها الجميلة التي كانت تحمل أسئلة الحيرة والارتباك وبذات الوقت كان إبريق الشاي هو سلاحها سلاح الكرامة والعزة ياسمين كانت تمارس التحدي وحولت الكرامة من صفة إلى فعل مضارع ملموس. وفي نهاية المشهد أجاب الشاب على تساؤلات ياسمين انه الاحتلال البغيض الذي جعل ياسمين تقف لتبيع الشاي بدلا من ان تكون مثل كل أطفال العالم على مقاعد الدراسة تمارس حقوقها الإنسانية ولكن ذنبها انها ياسمين الغزاوية الفلسطينية التي تجابه الة الابادة والتجويع والقتل والتهجير بسِلاحها البسيط إبريق الشاي وكاساتِهِ.
هذا الإبريق الذي يساوي كل دبابات وطائرات وبوارج الجيوش العربية من المحيط الى الخليج.
هذه أدوات ياسمين الجميلة لمواجهة آلة القتل المتنقلة بين شوارع و حارات وأحياء ومقاطعات غزة .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب ان تسقط الأوهام
- المسألةاليهودية بين الفكرة الدينية والقومية
- الاديولوجية الصهيونية هي اديولوجية قادة رأس المال
- الحيوانات الوحشية والاليفة
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- الكذب الوقح
- الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها
- وحدة اليسار الفلسطيني بين الرغبة والواقع والامكانية
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية ج2
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تداعيات الترامبية على البايدينية
- دولة مواطنة ام دولة عشائر وقبائل وعائلات
- الخلاف مع المكرونية
- فلسطين بين العدالة الالهية والعدالة الانسانية
- ما هي سمات المرحلة الوطنية التحررية ؟
- بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها
- ازمة الحكومة الاسرائيلية ازمة فعلية ام مفتعلة؟
- فنزويلا واستحقاق 23 شباط
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - ياسمين بائعة الشاي