أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم استانبولي - بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها














المزيد.....

بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 13:55
المحور: المجتمع المدني
    


بعض المجتمعات مشكلتها شخصيتها .
في كل مناسبة يتحدث بها السياسيون الرسميون العرب في المحافل الدولية او اقرأ لبعضهم او للمروجين لهم او اسمع قنواتهم والمدافعين عن قادتهم يحضر سؤال دائم اين تكمن المشكلة؟
الشخصية الشرقية هي الاشكالية هذه الشخصية الحالمة التي تتموضع بين حدود الفضيلة وشرورها بين الوهم والواقع بين الحقيقة والكذب بين السذاجة والاستخفاف بين الواقع والطموح هذه الشخصية التي تقدس المكان وتخرجه من سياق الزمان.
هذه الشخصية التي تخرج المقولة والحدث من سياقه التاريخي.
هذه الشخصية التي تقدس الماضي وتتجاهل حاضرها ولا تعير اي اهمية لمستقبلها بل كلمة مستقبل لا تدخل في حساباتها.
هذه الشخصية التي تقدس رغباتها الفردية وتستخدم امكانياتها وموقعها لتحقيقها .
هذه الشخصية التبريرية التي لا تعترف باخطائها .
السؤال الاهم لماذا لم تتغير هذه الشخصية وسلوكها اين تكمن الاسباب ؟
المشكلة تتمحور حول المعرفة ومنشاها وطرقها !
المعرفة التي هي انعكاس للواقع وتدخل معه في علاقة تبادلية وبقدر تفاعلها مع الواقع الملموس بقدر تطورها .
كلمة تطور تعني التفاعل الواعي والدائم مع الواقع بماضيه وحاضره ومستقبله.
النقيض للمعرفة الواقعية هو عدم الاعتراف بان المعرفة هي نتاجه بل ان الواقع هو نتاج المعرفة ومن هنا منشأ فكرة القدرية التي تفسر ان بؤس الفقراء هو قدرهم وان خضوعهم لاسيادهم وطاعتهم لقادتهم هو قدرهم وتكون سببا في تكون شخصيتهم عبر التاريخ هذه الشخصية التي تبحث عن خلاصها في النصوص والخطابات وابيات الشعر عوضا عن بحثها عن اسباب بؤسها الواقعية .
فتسود نزعات الولاء والرياء والازدواجية وتقديس الخطاب والابتعاد عن الواقع وتغييره وعدم الاكتراث باهمية الزمان وتقديس الماضي وتناسي الواقع وتجاهل المستقبل وتعزز دور الفرد وسيادة مفهوم الخلاص الذاتي التي تضفي ضبابية على الفضيلة وشرورها.
فترى الفرد يستخدم قيم الفضيلة للصعود على اكتاف الواهمين الذين يتوافدون على موائده ويروجون لكذبه ورياءه واستخدامه الخطاب الاطرائي لشحذ وهمهم ويتناسى واقعهم.
وترى سيادة البغبغاوية بلا تدقيق او فهم عميق!
وترى الاعتماد على احد الحواس في التقييم وتلاحظ حاسة السمع هي السائدة.
ويسود الجهل المعرفي الواعي وتصادر قوة القانون لحساب هيمنة القائد الفرد وترى السذج يمجدون الافراد ولا ينظرون الى ان واقعهم هو نتاج اعمال قادتهم .
عندما تمتلك القوة المادية ان كنت في السلطة او المعارضة فانك تمتلك قوة احداها ان لم تستخدمها بشكل خلاق لتغيير الواقع تتحول لقوة معيقة للتطور والتقدم وتسقط صفة القيادة وتقوض الوعي الجمعي وتخضعه لمقاييس وعي الفرد .
بعض القادة ربطوا تطور الظاهرة بسقف وعيهم وحاربوا الافكار التي عارضتهم حينها ومع الزمن فرض الواقع رؤية معارضيهم عليهم واصبحوا ممثليها ولكنهم لم يدركوا قيمة الزمان بان هذه الفكرة كانت صحيحة في مقاييس الزمان والمكان في حينه وان الاقتناع بها الآن هو قفزة في الوهم الذاتي لتحقيق رغبة ذاتية لنقص عانوا منه.
انظروا لقوانين الطبيعة في فصولها الاربعة وتناسقها وتداخل قواها السببية في دورتها السنوية وتراكم افعال الاحياء التي تفرض شروط استمرار الحياة العامل المحرك للظواهر هو تناسق قوانينها الموضوعية واذا تعارضت قاونين البشر مع قوانين الطبيعة ينشأ التنقاض بينها وتكون قوانين الطبيعة هي الحاسمة للتناقض.
انظروا للمجتمعات التي تقدمت واصبحت في مقدمة سلم التطور المعرفي ماذا عملت بكل بساطة وضعت برنامج لانتاج المعرفة للاجيال الشابة (بغض النظر عن الجنس او اللون ) بمعيار الممارسة والتجربة وتبادل الخبرة لتطور الفرد في اطار المجموع وحمتها بمنظومة قوانبن واعطت اهمية قصوى للقضاء ووضعته فوق السلطة التنفيذية بشكل حاسم واصبح القانون له مفاعيله وهو الناظم والمعيار لسلوك القادة والمجتمع .
فلا مكان للسفهاء او الفاسدين وان وجدوا فان منظومة القوانين تكشفهم عندما تكون دوائر السلطة والرقابة خاضعة للقانون وليس للفرد هذه المنظومة القانونية المدعومة من منظومة وعي جمعي مجتمعي لا تقييم وزنا لمصالح العلاقات العائلية او العشائرية او القبيلية وتخضعها للمنظومة القانونية هذه العلاقات وتقديسها هي احد اسباب سيادة التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ومنبت للفساد والتمييز والعنصرية.
والناظم الذي يجمع هذه المجتمعات انهم احترموا الفكرة الفردية والايمان الفردي ولكنهم اخضعوها لمعيار القانون الانساني.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الحكومة الاسرائيلية ازمة فعلية ام مفتعلة؟
- فنزويلا واستحقاق 23 شباط
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة
- العدالة
- الخيارات الفلسطينية الممكنة
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم استانبولي - بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها