أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - فنزويلا واستحقاق 23 شباط















المزيد.....

فنزويلا واستحقاق 23 شباط


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


23 شباط كان يوما وقعه مختلف في كل من كراكاس وواشنطن كراكاس كانت تراه يوما مقاوما للتدخل بشأنها الداخلي وواشنطن كانت تراه مدخلا لتغيير النظام .
كراكاس تحركت لمواجهة استحقاقات 23 شباط على عدة محاور داخلية وخارجية.
داخليا : عززت المشاركة الشعبية في حماية نظام الاغلبية المستند لنظام التوزيع العادل للخيرات وحماية المناطق النائية واعتماد سياسة تؤمن التنمية للمناطق .
عملت على تعزيز المشاركة الشعبية لمساندة موقف الجيش في موقفه الوطني في حماية فنزويلا من اي تدخل خارجي .
خارجيا : كراكاس ارسلت وزير خارجيتها الى الامم المتحدة في مناسبيتين الاولى لاجتماع مجلس الامن الذي ناقش الوضع في فنزويلا التي ارادت منه واشنطن اعطاء مشروعية لقرارها في تنصيبها رئيسا جديدا لفنزويلا بديلا عن رئيسها المنتخب في سابقة اذا ما شرعت ستكون اطلاق رصاصة الرحمة على القانون الدولي الاطار الناظم للعلاقات الدولية.
الزيارة الثانية كانت لتاكيد موقف فنزويلا بانها ليست ضد تقديم المساعدات الانسانية وابلغت الامين العام ان كاراكاس توافق على دخول المساعدات تحت راية الامم المتحدة وعبر الممر الشرعي الحكومي للدولة الفنزويلية.
واشنطن : ارادت من المساعدات غطاء للتدخل واعطاء مشروعية لدميتهم غواديرو حسب وصف الرئيس الشرعي مادورو .
واشنطن: ارادت من قرارها تعيين مادورو رئيسا لأعطاء زغما للانتصارات التي حققتها في كل من الارجنتين والبرازيل والاكوادور وكولمبيا فهي تعلم ان اسقاط كراكاس عامل مهم للحفاظ على انتصارات اليمين اللاتيني .
امريكا اللاتينية شهدت تغييرا في المشهد السياسي والاقتصادي واختلف جوهريا عن العقود السابقة حيث كانت امريكا هي العامل المقرر في بقاء النظم وتغييرها.
واشنطن اعلنت عبر تصريح رئيسها ان المعركة مع بعض دولها عنوانه ايديولوجي حربا ضد الاشتراكية وترى خطر كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وحتى المكسيك خطرا داهما على مصالحها .
واشنطن تدرك ان مستقبل التطورات السياسية والاقتصادية في فنزويلا ستنتهي بخروج المصالح الامريكية وتاميم الشركات النفطية العامل الاهم في تقرير موقف واشنطن من النظام الفنزويلي البوليفاري ودائما كوبا حاضرة في اذهان واشنطن التي تحولت من كازينو امريكي الى دولة اشتراكية تمتلك ارادتها.
فنزويلا اصبحت هي مركزا لتداخل وصراع بين المصالح الامريكية القديمة والمصالح الروسية والصينية التي تنظر اليها واشنطن على انها تشكل خطرا داهما بمستوي خطر اوكرانيا لروسيا وتايوان للصين.
واشنطن ترى ان 2019 هو عامل حاسم لادارة ترامب لحسم عناوين قبل دخول البيت الابيض في مرحلة السبات الانتخابي الرئاسي الداخلي الذي سيكون صراعا مفتوحا مع ترامب وحلفائه من قبل خصومه العابرون للحزبين الرئيسيين.
المقاربة بين الوضع السوري والفنزويلي من حيث الجوهر في عنوان تغيير النظام هي صحيحة ولكن المفارقة التي تجعل من الكثيرين ان كانوا في واشنطن او اصدقائها في دول امريكا اللاتينية ينصحونها بان الاقدام على تغيير النظام من خلال القوة المسلحة سيفتح الباب امام تطورات لا يمكن التكهن بنتائجها على القارة اللاتينية .
البعض يطرح استنساخ التجربة السورية في فنزويلا :
الظرف السوري مختلف من حيث التركيبة الاجتماعية واتجاهاتها والقوى الفاعلة فيها .
في سورية تمكنت واشنطن وحلفائها من الاستثمار والاعتماد على قوى يمينية ذات ابعاد دينية في محيط محلي واقليمي اتجاهاته العامة تسوده الاتجاهات اليمينة وميزان القوى كان يميل لصالحها مدعومة بنظم ترعى وتدعم ماليا وتستثمر في اكثر القوى تطرفا وعملت على تشكيل تحالف تحركه اكثر القوى الرجعية في المنطقة المستند لتداخل مصالح قوى مذهبية وطائفية وقومية تحت عناوين الحرية والعدالة هذه الشعارات التي تتناقض مع بنية هذه القوى التي سقطت في اول امتحان لها في مصر وتشهد تراجعا في تونس وهزيمة في سورية وانحسارا في ليبيا.
اما امريكا اللاتينية فان القوى التي تستند عليها واشنطن هي قوى رأسمالية من خلال شركات متعددة الوظائف استفادت من بعض اخطاء القوى اليسارية التي استلمت السلطة.
النظم ورغم يمينيتها فهي ليست متحمسة لمساندة دعم التغييرعبر التدخل المسلح في فنزويلا لان القوى اليمينية تدرك انها نجحت عبر فارق ضئيل في انتخاباتها وهي لا تملك الامكانيات المادية لتحمل نزاع مسلح يدوم لسنوات مما يشكل ضغطا على اقتصادياتها التي اصلا تعاني من مشكلات عميقة .
المنحي التاريخي لتطور المجتمعات اللاتينية حكمته معاداة الاستعمار الخارجي وفكرة اليسار هي فكرة لها مدلولاتها التاريخية وترابط النضال اللاتيني الذي تمثلت الجيفارية والبلوفارية والساندانية والكوبية ملامحه العامة هي بالمعنى الملموس لا تخدم سياسة التدخل العسكري المسلح وانما من الممكن ان تشكل قيام جبهة مسلحة تشمل معظم الدول لمواجهة النظم اليمينية ومصالح واشنطن الحيوية.
اما عن كولومبيا وحدودها مع فنزويلا التي كانت دائما معقلا وخاصرة ضعيفة بسبب تحكم مافيات التهريب بكل اشكاله هذه المافيات التي لها حاضنة اجتماعية على طرفي الحدود دخلها المعيشي مرتبط بحركة المافيات الكولمبية واليمين الفنزويلي الذي يشكل المتضررون من سياسات الحكومة الداعمة للفقراء سببا في حصار نشاطهم الاستغلالي.
المغامرة الامريكية المسلحة اذا ما ارتكبت فانها ستفتح بابا لتغييرات في لوحة الصراع الاجتماعي ونتيجة الفقر العام الذي يسود المجتمعات اللاتينية الذي ينظر اليه على ان احد اهم اسبابه هي النظم العسكرية حليفة واشنطن التي كانت تستبيح هذه الدول وتسرق خيراتها.
واشنطن تريد ان تعيد انتاج هذه الانظمة ولكن تحت عناوين الحرية والعدالة والديمقراطية ومجابهة الفقر التي هي بالاساس مسؤولة عنه تاريخيا وحاليا عبر ممارستها للارهاب السياسي والاقتصادي من خلال محاصرة النظم التي ترى واشنطن انها تشكل خطرا على مصالحها بغض النظر عن ايديلوجيتها.
فعنوان الخطر الاشتراكي او الشيوعي هو فزاعة تستخدمها هذه الادارة التي تعبر عن تحالف له ابعاد ايديولوجية ودينية يريد ان يستثمر وصوله للبيت الابيض والقوى المحركة له تعبر عن تحالف بين الارثذوكسية اليهودية المتطرفة والمسيحييون الجدد المتصهينون .
كراكاس نجحت في اختبار 23 شباط وفرضت اجندتها ولكن المعركة ما زالت مستمرة وهنالك جولات نتائجها ستطال مستقبل القارة الجنوبية .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة
- العدالة
- الخيارات الفلسطينية الممكنة
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب


المزيد.....




- تباين ردود الفعل في أمريكا بشأن حجم الضرر الذي لحق بمنشآت إي ...
- مشاهد قاسية بعد غارة إسرائيلية على مدرسة في شمال غزة
- زيارة مفاجئة لضيف مميّز.. حيوان الموظ يتفقد قسم مصلحة الإطفا ...
- حرب إسرائيل وإيران: هل هي طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟
- دراسة بريطانية: فنجان قهوتك الصباحي قد يفعّل مفتاح طول العمر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين اغتيلوا في الحرب مع إ ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- ترامب: سأعمل على حل النزاع مع كوريا الشمالية
- علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوءً خافتا أثناء التفكير
- ترامب: كندا دولة يصعب التعامل معها منذ سنوات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - فنزويلا واستحقاق 23 شباط